ما الذي تخبرنا به «ويكيلكس» حول طبيعة السياسة الخارجية السعودية؟

الخميس 25 يونيو 2015 04:06 ص

تقدم البرقيات التي سربتها ويكيلكس من داخل أروقة السياسة الخارجية السعودية، والتي أثارت الجدل على وسائل الإعلام الاجتماعي في منطقة الخليج، نظرة ثاقبة لا تقدر بثمن حول السياسة الخارجية للمملكة.

القضايا الواردة في البرقيات المسربة تتراوح بين التأشيرات التي تمنحها الملكية المطلقة للمطربات والفنانات، إلى السياسات الإقليمية والدولية. القراءة المتأنية في هذه التسريبات يمكن أن تقودنا إلى جملة استنتاجات.

المملكة العربية السعودية دولة براجماتية

تشير إحدى البرقيات أن شقيقة رجل دين شيعي معروف ذهبت إلى المملكة العربية السعودية من أجل جمع تبرعات لصالح مؤسسة الصدر الخيرية المسماة على اسم «موسى الصدر» مؤسس حركة أمل الشيعية اللبنانية، وهي مجموعة ذات صلة وثيقة بحزب الله.

على الرغم من السردية واسعة الانتشار حول الصراع السني الشيعي في الشرق الأوسط، كان قرار المملكة العربية السعودية بتقديم الدعم المالي للمؤسسة دون اللإفصاح عن ذلك. هذا يدل على أن السعوديين يحاولون خلق تحالفات حتى مع خصومهم الأيدولوجيين. الانقسام الطائفي في جوهره ليس أكثر من تضارب للمصالح، بعكس ما تحاول غالبية وسائل الإعلام تصويره.

وتقول البرقية إن السفير السعودي في لبنان تلقى طلبا من شخصية شيعية بارزة هناك من أجل الحصول على تمويل من المملكة.

صناعة السياسات يتم بشكل شديد المركزية

تبدو كمية البرقيات المسربة والموجهة إلى وزير الخارجية السعودي (الأسبق) «سعود الفيصل» ضخمة بحق. حقيقة أن الوزير كان مضطرا للاضطلاع على مسائل ضئيلة الأهمية تظهر أن وزارة الخارجية كانت أشبه بإدارة صغيرة.

وتظهر التسريبات كيف طلب «الفيصل» من وزارة الإعلام أن تعطيه اسم الصبي «الكشاف» المختار لبرنامج التبادل في الولايات المتحدة، وهي مهمة التي عادة ما يتم تعيين موظف على مستوى منخفض لأدائها  في أي مكان آخر.

دولة شمولية (في الواقع الشمولية توصيف هين مقارنة بالواقع)

أين تتوقف سيطرة الدولة؟ في دول الخليج، يبدو أننا نحتاج إلى بعض الوقت للإجابة عن مثل هذا التساؤل، وتشير البرقيات أن يد الدولة يمكن أن تصل حتى إلى حياتك الشخصية والعائلية. وتظهر هذه التسريبات كيف يمكن للمواطن الأردني تتزوج شقيقته من قاض بحريني، والذي تشاجر خلال مكالمة هاتفية مع شقيقته، مما دفعه للاستجواب من قبل الاستخبارات السعودية إلى أن وقعا ورقة سويا لحل النزاع.

المال هو المفتاح لكسب السلطة

يمكن أن ينظر إلى مقدار تأثير المملكة العربية السعودية من خلال حجم الموارد المالية التي تستخدمها. المال يمكن أن يستخدم كوسيلة لتمويل المؤيدين وكسب الحلفاء، كما في حالة من السياسي اللبناني «سمير جعجع»، قائد القوات اللبنانية، وهو حزب سياسي مسيحي وجزء من تحالف 14 آذار.

في الوثيقة أدناه، «جعجع» يطلب مساعدة مالية من المملكة العربية السعودية لدفع مقابل الحماية الشخصية له.

تظهر البرقيات أيضا أن المال السعودي يستخدم لتمويل القنوات التلفزيونية التي تتشارك معها نفس وجهات النظر وتعمل من أجل مصلحتها، وتقول الوثيقة إن القناة طلبت مبلغ 20 مليون دولار، لكنها لم تتلق سوى 5 ملايين دولار أمريكي مع اشتراطات بتقديم خطة بشأن الكيفية التي تضمن من خلالها مصلحة المملكة في تغطيتها.

المال السعودي أيضا، ووفقا للبرقيات المسربة، تستخدم في تهديد القنوات التي تبث المواد التي لا تفضلها الحكومة السعودية. على سبيل المثال، كشفت المصادر أن السفير السعودي في القاهرة وبخ «نجيب ساويرس» الملياردير المصري الشهير ومالك قناة «أون تي في» بسبب استضافة قناته للمعارض السعودي «سعد الفقيه»، وتقول البرقية أن «ساويرس» وعد بالامتناع عن فعل ذلك مستقبلا، وعرض استضافة السفير السعودي للرد على ما قاله «الفقيه».

أما الأكثر إثارة للاهتمام بحق فهو طريقة المملكة في الرد على التسريبات، لم يحاولوا دحض صحتها، ولكن علق مسؤول من وزارة الخارجية، قائلا: «إن الوثائق المسربة  لا يتعارض مع السياسة الخارجية المعلنة للمملكة».

 

  كلمات مفتاحية

السعودية ويكيليكس سعود الفيصل مصر لبنان سمير جعجع نجيب ساويرس

«مجتهد» يكشف حقائق جديدة حول تسريبات «ويكيليكس» وعلاقتها بإيران

«الإندبندنت»: خمسة أشياء نتعلمها من وثائق «ويكيليكس السعودية»

«نيويورك تايمز»: تسريبات «ويكيليكس» تسلط الضوء على خبايا الدبلوماسية السعودية

«ويكيليكس» السعودية.. «عين حمراء» أمريكية لإدارة الملك «سلمان»؟!

«ويكيليكس» ينشر 60 ألف برقية دبلوماسية سعودية ضمن نصف مليون وثيقة مسربة

«ويكيليكس»: سفارة السعودية التقت مرشحي رئاسة مصريين ليس من بينهم «مرسي»