«ويكيليكس»: سفارة السعودية التقت مرشحي رئاسة مصريين ليس من بينهم «مرسي»

الأربعاء 8 يوليو 2015 10:07 ص

انتخابات الرئاسة المصرية التي جرت عام 2012 والتي كانت أول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية في تاريخ مصر، وأول انتخابات رئاسية حرة بعد ثورة 25 يناير، شارك فيها 12 مرشحا رئاسيا. وبحسب وثائق «ويكيلكس السعودية» الأخيرة، فقد سببت هذه الانتخابات قلقا شديدا للسعودية خشية أن يأتي رئيس جديد تتعارض سياسته مع مصالحها.

أقيمت الجولة الأولى من هذه الانتخابات يومي 23 و24 مايو/ أيار من عام 2012، وأقيمت الجولة الثانية يومي 16 و17 يونيو/حزيران، وأسفرت الجولة الأولي عن تقدم كل من «محمد مرسي» و«أحمد شفيق» وخسارة باقي المرشحين، وفي جولة الإعادة في الانتخابات عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة (الاخوان)، «محمد مرسي» بنسبة 51.73% على منافسه السياسي المستقل «أحمد شفيق»، آخر رئيس وزراء عينه المخلوع «حسني مبارك».

ولكن قبل أن تبدأ الانتخابات عقد السفير السعودي بالقاهرة لقاءات مع خمسة مرشحين كانت استطلاعات الرأي والفضائيات وتقديرات مختلفة ترشحهم للفوز، كان من بينهم «أحمد شفيق»، بحسب وثيقة جديدة صادرة عن الخارجية السعودية سربها ويكيلكيس، ولكنها لا تظهر هل التقي السفير السعودي بالمرشح الأخر الذي فاز بالفعل وهو مرشح جماعة الاخوان أم لا؟.

ويشارك موقع ويكيليكس في نشر الوثائق كل من: صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من «حزب الله»، وموقع «مدى مصر»، وصحيفتين من أستراليا وألمانيا.

وجاء في الوثيقة الجديدة الصادرة عن الخارجية السعودية والموقعة من جانب «سعود الفيصل» وزير الخارجية السابق رسالة إلي خادم الحرمين الشريفين تتضمن نتائج سلسلة الاجتماعات التي عقدها السفير السعودي بالقاهرة مع هؤلاء الخمسة من مرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية في 2012 وهم: «أحمد شفيق - عمرو موسي - محمد سليم العوا - الفريق حسام خير الله - المستشار هشام البسطويسي».

أما الهدف الذي ورد في الوثيقة من هذه اللقاءات فهو معرفة مواقفهم من المملكة و«لإبلاغهم بموقف المملكة منهم جميعا» حسب نص البرقية.

ولا تتضمن البرقية إشارة إلى لقاءات مع الرئيس الفائز الفعلي في هذه الانتخابات «محمد مرسي» أو مع «حمدين صباحي» زعيم التيار الشعبي الناصري، أو «عبد المنعم أبو الفتوح» القيادي والمرشح الرئاسي المنشق عن الإخوان، حيث حل «صباحي» و«أبو الفتوح» في المركزين الثالث والرابع على الترتيب في الجولة الأولى من الاقتراع وخسرا السابق.

وتحمل هذه البرقية المرفوعة إلى الملك السعودي من وزير خارجيته وقتها الأمير «سعود الفيصل» تاريخا هجريا يوافق 30 مايو/أيار 2012، أي بعد يومين من إعلان نتيجة الجولة الأولى للاقتراع التي أجريت يومي 23 و24 مايو، غير أن «الفيصل» أوضح في برقيته للملك أن اللقاءات التي أجراها السفير بناء على موافقته تمت قبل إعلان نتيجة الجولة التي أسفرت عن وصول كل من «محمد مرسي» و«أحمد شفيق» إلى المرحلة الثانية.

وتضمنت البرقية مخرجات مختصرة للقاءات مع خمسة من إجمالي 12 مرشحا خاضوا المرحلة الأولى تبدو مستندة إلى تقرير أكثر تفصيلا قدمه السفير للخارجية السعودية لم يعلن تفاصيله.

«شفيق» يخشى أموال قطر

كان من الملفت فيما ذكرته البرقية أن المرشح الرئاسي «أحمد شفيق» المحسوب علي نظام «مبارك» حذر مما وصفها بـ«الأموال القطرية»، والتي لديه معلومات عن تدفقها علي المرشحين «عمرو موسي» و«عبد المنعم أبو الفتوح» و«محمد مرسي»، ما يبدو أنه محاولة لطلب دعم سعودي.

ففي ما يخص لقاء الفريق «أحمد شفيق»، اقتصرت برقية «الفيصل» على إحاطة الملك السعودي بأن «شفيق» أبلغ السفير «بأن لديه معلومات مؤكدة بدعم قطر المادي» لكل من «عمرو موسى» و«عبد المنعم أبو الفتوح» و«مرسي»، «لضمان علاقتها بنجاح أي منهم».

«عمرو موسي» يخشي فوز «مرسي»

أما «عمرو موسى» الذي كانت أغلب استطلاعات الرأي تضعه في صدارة مرشحي الرئاسة مع «أبو الفتوح» وقتها، فيظهر من ملخص لقائه بالسفير السعودي أنه قلق من أن يحظي مرشح الإخوان بدعم كبير، وأبدي قلقه من منافسة «شفيق» له، رغم أن الاستطلاعات لم تكن تتوقع وصول «شفيق» إلى الجولة الثانية، وقال أن «إصرار الفريق أحمد شفيق قلص كثيرا من أسهمه بالإضافة إلى عزوف الأقباط والليبراليين عن التصويت بشكل مكثف له».

فبحسب تقرير «سعود الفيصل»، أوضح «موسى» للسفير السعودي أن «فوز أحمد شفيق بمنصب الرئاسة سوف يؤدي إلى كارثة كبيرة لأنه محسوب على النظام السابق وصرح مؤخرا بأنه يعتبر الرئيس السابق محمد حسني مبارك مثله الأعلى».

وبدا «موسى» متفائلًا بفرصه بعد جولة الاقتراع الأولى (قبل أن تظهر النتائج)، حيث أخبر السفير أن يعتقد «أن فرصته كبيرة في تجاوز المرحلة الأولى من الانتخابات».

وفي ما يخص الرئيس المعزول «محمد مرسي»، ذكر «موسى» حينئذ «أنه يعرف الدعم الكبير الذي يلقاه مرشح الإخوان المسلمين ... وأن فرصة فوزه كبيرة وأن هذا الدعم يصل له من نائب المرشد العام خيرت الشاطر ومن دول عديدة ولكنه نجح في إخافة المجتمع المصري من وصوله للحكم».

وحل «موسى» في المركز الخامس في نتيجة المرحلة الأولى بحوالي 11% من إجمالي الأصوات.

«سليم العوا» يبتعد عن الشيعة

وخلال لقاء السفير السعودي مع المحامي والمفكر «محمد سليم العوا»، أشارت البرقية إلى أنه ركز في اجتماعه مع السفير، على طمأنة المملكة وتبديد شكوكها حيال مواقفه المعلنة من العلاقات المصرية الإيرانية والتقارب مع الشيعة أثناء شغله منصب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

حيث تقول برقية وزير الخارجية أن «العوا»: «نفى ما يقال عن تأييده لإيران أو الميل لها ولكنه سيعمل على توطيد العلاقات الخليجية الإيرانية نظرًا لعلاقته القوية مع إيران، وذكر أنه لا يقبل بالمد الشيعي في مصر وأنه لا بد من غزو ثقافي وتجاري وإعلامي لإيران لأن الشعب الإيراني يتطلع لذلك».

وحول ميوله الإسلامية، ذكرت البرقية أن «العوا أخبر السفير بأنه كان أول من حذر الرئيس الأسبق حسني مبارك من وصول المتطرفين للحكم». كما «أبلغ د. العوا السفير أنه يكن للملكة كل محبة وتقدير ولا ينسى الفترة الطويلة التي أمضاها بالمملكة وتربطه علاقة وطيدة بكبار المسؤولين فيها».

وأشار تحديدا إلى علاقته القوية بالسياسي السعودي الراحل والقيادي بالحرس الوطني الشيخ «عبد العزيز التويجري» وأبنائه خلال فترة إقامته في المملكة (كان التويجري متحكما في القصر الملكي حينئذ)، ووعد العوا في حال فوزه بالانتخابات أن تكون ثاني زياراته الخارجية للسعودية (بعد السودان) «لمكانتها وتقديره لها ودورها الإيجابي في مصر»، ولكن «العوا» جاء في المركز السادس وحصل على 1% فقط من أصوات الناخبين.

هشام البسطويسي

في حالة المستشار «هشام البسطويسي» الذي حصل علي أقل من 1% (0.13% من الأصوات)، اكتفى الوزير «سعود الفيصل» للإشارة في البرقية إلى أنه «أبلغ السفير تقديره البالغ لمواقف المملكة تجاه مصر»، دون تفاصيل.

الفريق حسام خير الله

أما الفريق «حسام خير الله» الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة (0.09% من أصوات المرحلة الأولى) فقد سعى لتسويق علاقته بـ«عمر سليمان» رجل مبارك القوي ومدير مخابراته منذ أوائل التسعينات وحتى اندلاع ثورة يناير 2011، فوفقا للبرقية، ذكر «خير الله» أنه كان «مقربا من اللواء عمر سليمان وعمل معه مدة طويلة زار خلالها المملكة عدة مرات وأدى فريضة الحج كضيف على المراسم الملكية».

  كلمات مفتاحية

ويكيليكس السعودية الانتخابات الرئاسية المصرية 2012 عمرو موسى أحمد شفيق مرسي

وثائق «ويكيليكس» تكشف طرق تمويل السعودية لوسائل إعلام مصرية

ما الذي تخبرنا به «ويكيلكس» حول طبيعة السياسة الخارجية السعودية؟

«الإندبندنت»: خمسة أشياء نتعلمها من وثائق «ويكيليكس السعودية»

«نيويورك تايمز»: تسريبات «ويكيليكس» تسلط الضوء على خبايا الدبلوماسية السعودية

«ويكيليكس السعودية»: قطر تسعى للتأثير في الدول المجاورة من خلال علاقاتها مع الإخوان

رسائل بريد «هيلاري كلينتون» تكشف محاولتها التقريب بين «مرسي» و«البشير»