هادي يجدد مطالبة السعودية بالتدخل لوقف القصف الإماراتي

الخميس 29 أغسطس 2019 11:15 م

جدد الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، الخميس، مطالبته السعودية بضرورة التدخل لإيقاف دعم الإمارات للميليشيات المقاتلة للقوات الحكومية واستخدامها القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية.

وقال "هادي"، في بيان وجهه للشعب اليمني: "أتوجه إليكم اليوم في هذه اللحظة الفارقة والصعبة من تاريخنا التي يواجه فيها أبناءكم وإخوانكم أبطال جيشنا الوطني المليشيات الحوثية الإيرانية وكذلك وفي نفس اللحظة يواجه التمرد المسلح الذي يستهدف الشرعية الدستورية والهوية اليمنية والذي قامت به ميليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الامارات والذي نصب نفسه ظلما وعدوانا وبالقوة المسلحة ممثلا لأبناء شعبنا اليمني في المحافظات الجنوبية".

وأضاف أن المجلس الانتقالي "قام وما يزال يقوم بأبشع الجرائم ضد المواطنين العزل مستخدما ترسانة عسكرية إماراتية سعيا منه لتحقيق أهداف وغايات مموليه المتمثلة في تقسيم بلادنا".

ولفت الرئيس اليمني إلى أن "الميليشيات المتمردة هاجمت كل مؤسسات الدولة ومعسكراتها في العاصمة المؤقتة (عدن) بدعم وتمويل وتخطيط من الامارات، ثم توسعت باتجاه محافظتي لحج وأبين لتسقط المؤسسات والمعسكرات حتى وصلت لمحافظة شبوة".

وتابع: "وجهت حينها بالعفو العام عن كافة منتسبي هذه التشكيلات من ما يسمى بالنخب الشبوانية ووجهت باستيعابهم ضمن وحدات الجيش والأمن فجميعهم أبناءنا وكنت ولا زلت حريصا عليهم جميعا (..) إلا أنه وللأسف الشديد فإن دولة الإمارات العربية استغلت الظروف الحالية التي نمر بها لتسلطهم (التشكيلات) ضد مؤسسات الدولة الشرعية".

واستطرد: "المعدن الأصيل للكثير من المقاتلين دفعهم للاصطفاف بجانب إخوانهم بالجيش الوطني، فانطلقت بعدها شرارة الكرامة في أبين لتصطف وحدات مع وحدات الجيش الوطني وتقوم بتحرير كامل المحافظة وصولا لأبواب العاصمة المؤقتة عدن، وسط استقبال شعبي كبير".

ولفت "هادي" إلى أن طيران الامارات نفذ لاحقا عدة غارات عسكرية ضد القوات الحكومية وسط أحياء مأهولة بالسكان في أماكن متفرقة من عدن؛ ما دفع القوات الحكومية للانسحاب الى محيط المحافظة لتجنيب العاصمة المؤقتة وأهلها الدمار الجنوني الذي قامت به مليشيات المجلس الانتقالي مدعوما بغطاء الإمارات الجوي.

وأشار إلى غارات عسكرية أخرى قام بها الطيران الإماراتي صباح الخميس، وراح ضحيتها العشرات ما بين شهيد وجريح في محافظتي أبين وعدن.

واستبقت أبوظبي بيان "هادي" بإصدار بيان اعترفت فيه بأن مقاتلاتها الجوية نفذت عمليات في محافظتي أبين وعدن، جنوبي اليمن، لكنها ادعت أنها استهدفت "عناصر إرهابية" دفاعا عن قوات التحالف العربي المتواجدة هناك.

وذكر البيان الإماراتي أن "عملية الاستهداف تمت بناءً على معلومات ميدانية"، زاعما أن "المليشيات (التي جرى قصفها) تستهدف عناصر التحالف؛ الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري، وقد تم تنفيذ الضربات بشكل محدد".

وفي وقت سابق اليوم، أكدت مصادر محلية جنوبي اليمن أن قوات "المجلس الانتقالي" أعادت إحكام السيطرة الكاملة على العاصمة المؤقتة عدن بعد مواجهات مع جيوب للمقاومة المؤيدة للحكومة اليمنية غداة سيطرة الأخيرة على عدد من المواقع والأحياء بالمدينة.

وذكرت المصادر، لوكالة "الأناضول"، أن القوات الحكومية لم تسيطر، الأربعاء، سوى على مناطق قليلة في أحياء شرق المدينة؛ الأمر الذي شجع مجاميع مؤيدة للرئيس "عبدربه منصور هادي" على مواجهة قوات المجلس الانتقالي ذي النزعة الانفصالية.

لكن القوات الحكومية انسحبت، الأربعاء، من المناطق التي سيطرت عليها بعد تدخل المقاتلات الإماراتية بتوجيه ضربات جوية.

وأضافت المصادر أن إسناد الطيران الإماراتي للانفصاليين، ظهر الخميس، بقصف مواقع وتعزيزات القوات الحكومية على تخوم مدينة عدن؛ سهل سيطرة قوات الانتقالي على المدينة، وتصفية ما تبقى من جيوب مقاومة.

كانت قوات المجلس الانتقالي، ذي النزعة الانفصالية، نفذت، في 10 أغسطس/آب الجاري، انقلابا عسكريا في عدن على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بعد معارك عنيفة دامت 4 أيام ضد قوات الحرس الرئاسي والألوية العسكرية التابعة للحكومة الشرعية.

لكن القوات الحكومية تمكنت، خلال اليومين الماضيين، من استعادة السيطرة على العديد من مناطق عدن بعد طرد قوات المجلس الانتقالي منها.

وأدت أزمة عدن إلى ظهور شروخ في التحالف العسكري، الذي تقوده الرياض ويحارب جماعة "الحوثي" المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، وفي الوقت نفسه صعد الحوثيون هجماتهم عبر الحدود مستهدفين البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة.

ومن المفترض أن قوات المجلس الانتقالي وتلك التابعة لحكومة "هادي" المعترف بها دوليا شريكتان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ 4 سنوات ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء في الشمال ومعظم مناطق اليمن المأهولة.

لكن الإمارات على خلاف مع حكومة "هادي"؛ لأنها تضم حزب الإصلاح الذي تعتبره أبوظبي الجناح السياسي لـ"جماعة الإخوان المسلمون"، التي تتصدى لها في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مواجهات عدن الرئاسة اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي

الحكومة اليمنية تطالب بجلسة لمجلس الأمن حول القصف الإماراتي

صحف الخليج تبرز قصف الإمارات لعدن واحتياطي السعودية وقطر

الحكومة اليمنية تطالب بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف العربي

أحزاب اليمن تؤيد هادي ضد الانتقالي الجنوبي والإمارات

دبلوماسي يمني سابق: هادي رهن الإقامة الجبرية بالسعودية