أحمدي نجاد: لو كان الأمر بيدي ما وقعت الاتفاق النووي

الخميس 5 سبتمبر 2019 02:45 م

وصف الرئيس الإيراني السابق "محمود أحمدي نجاد" الاتفاق النووي المبرم بين بلاده ودول مجموعة 5+1 عام 2015، بأنه عبارة عن سلسلة التزامات أحادية الجانب.

وأكد "نجاد"، الذي تولى الرئاسة الإيرانية فترتين متتاليتين بين عامي 2005 و2013، قبل الرئيس الحالي "حسن روحاني": "لو كان الأمر بيدي ما كنت وقعت مثل هذا الاتفاق مطلقا".

وأوضح "نجاد"، في مقابلة مع "الأناضول"، أن المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، وبإعادة المباحثات مع الولايات المتحدة، "يجب أن تقوم على أساس من العدالة، والاحترام المتبادل، والاعتراف بالقانون الرسمي لكل طرف"؛ "فالاتفاق الأحادي الجانب إذا طبق لفترة وجيزة، سيكون مصيره الفشل على المدى البعيد".

وانتقد الاتفاق النووي الذي وقعته حكومة "روحاني" عام 2015، قائلا إنه "عبارة عن سلسلة من التزامات أحادية الجانب، كما أنه ليس إنجازا رائعا لأي طرف، ومبادئ التفاوض عليه لم تكن صحيحة، وإذا تناولنا الموضوع على أسس خاطئة فلا يمكننا أن نحصل على نتائج مناسبة، وبالتالي لو كان الأمر بيدي ما كنت وقعته".

واعتبر المزاعم القائلة بإن الاتفاق النووي حال دون تشكل تحالف عالمي ضد إيران "غير صائبة"، مشيرا إلى أنه لا يرى "عيبا في التفاوض مع أي طرف بما في ذلك الولايات المتحدة، غير أنه لا توجد هناك فائدة لمفاوضات غير واضحة المعالم".

وناشد "نجاد" الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وطهران، "تقديم الدعم اللازم للمفاوضات التي ستجرى من أجل تأسيس صداقات، وتأكيد مبدأ رفض الحرب".

وشدد على أن "الحرب ليست في مصلحة أي طرف، كما أن إمكانات التعاون أكثر بكثير من العداوات"، مضيفا: "فمن الممكن أن تكون هناك علاقات ودية بين واشنطن وطهران، فإذا أجرينا استطلاعا للرأي أو استفتاء، لوجدنا بالتأكيد أن الناس يفضلون السلام والعدالة، 7 مليارات و500 مليون إنسان بالعالم يرغبون في هذا".

واعتبر أنه من غير الممكن التفاوض مع واشنطن تحت أي ضغوط، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "هذا الأمر (التفاوض) ليس من المحرمات".

واستطرد: "تفاوضنا مع الولايات المتحدة في اتفاقية الجزائر (عام 1981 لحل أزمة الرهائن الإيرانية)، كما تباحثنا في الشأنين الأفغاني والعراقي؛  ففي الماضي لم يكن هناك شيء من قبيل التفاوض مع الولايات المتحدة مرفوض".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تتبنى سياسة ممارسة الضغط على الشعب الإيراني، مع توجيه هذا الضغط للنظام الحاكم بطهران، لكن هذه السياسة لم تسفر عن أي نتائج".

وأضاف: "فرض الهيمنة والسيطرة على الآخرين فكرة شيطانية شريرة، لذلك على الولايات المتحدة أن تترك الضغوط التي تمارسها والسياسات والعقوبات الأحادية الجانب، وتعود إلى التفاوض العادل، وأعتقد أن أرضية التعاون أوسع وأرحب من أرضية العداء؛فواشنطن وقفت ضدنا في الثورة (الإيرانية)، وعند تأميم النفط، لكنها لم تحصل على أي مكاسب".

  • الحوار والأزمات 

في الشأن ذاته، شدد الرئيس الإيراني السابق على أنه مع ضرورة القضاء على الأسلحة تماما، وحل كافة الأزمات عن طريق الحوار.

وأضاف: "لو كانت الأزمات تحل بالأسلحة لما بقيت أي أزمة حتى الآن، فعلينا أن نقضي على مصانع الأسلحة التي يقتات من ورائها كثيرون، وهذا أمر بالغ السوء، علينا أن نقوم برفع مستوى الرفاهية من خلال الاهتمام بالزراعة والصناعة والأمور الأخرى. لماذا يصرون على التربح من وراء قتل البشر؟".

وذكر أن "الولايات المتحدة تمتلك 5600 قنبلة ذرية متطورة من الجيل الخامس، وتزعم أن إيران تريد امتلاك أسلحة ذرية"، مضيفا: "كما تقول واشنطن: على إيران أن تثبت أنها لا تريد إنتاج قنابل ذرية. كيف بإمكاننا إثبات شيء غير موجود؟".

وتابع "نجاد" قائلا: "الولايات المتحدة لا تخاف من القنابل الذرية، علينا أن نتحدث بصدق مع العالم. فواشنطن لديها قنبلة ذرية، وهي الدولة الوحيدة استخدمتها. بعد كل هذا هل نحن من بات يشكل خطرا، ويتعين علينا أن نُعاقب جراء ذلك؟".

وبين أن "الاقتصاد الأمريكي لم يستفد من فرض العقوبات على إيران، كل ما في الأمر أن ترامب منح اقتصاد بلاده أنفاسا قصيرة الأمد"، مشددا على أن "الاقتصاد الأمريكي سيتدهور على المدى الطويل".

وأشار إلى أن "الموارد الاقتصادية والثروة الطبيعية في العالم، أصبحت اليوم تحت حصار قوة ما، وإذا تركت هذه الثروة لمبادرة الشعوب؛ فسيصبح الناس أقوياء ويتطورون وينمون، وهذه المشكلة ليست متعلقة بإيران وحدها، بل موجودة في العالم بأسره، وتختلف من مكان لآخر".

وأردف في السياق ذاته: "في الولايات المتحدة نفسها هناك 50 مليون إنسان يعانون ضيق العيش، وعدد يتراوح بين 4 و5 ملايين شخص ينامون على الكرتون. والأغلبية الكبيرة تعيش تحت ضغط اقتصادي".

  • اندلاع حرب

وحذر نجاد من أن "الأجواء بالخليج العربي مواتية لاندلاع حرب".

وقال: "على واشنطن أن تكون حذرة حيال ذلك. فالشرارة التي سيتم إشعالها هنا لن تحرق الخليج العربي فحسب، بل العالم بأسره".

وأكد "نجاد" على أن دول الجوار تمثل أولوية قصوى بالنسبة إلى بلاده، مشددا على ضرورة تطورهم معا؛ لأنهم يعيشون في نفس المنطقة الجغرافية.

وأضاف: "الفرص في المنطقة متاحة بشكل أكبر بسبب الصداقات التاريخية، والأواصر الثقافية المشتركة مع الجيران، فضلا عن أن هناك عادات وتقاليد مشتركة في المأكل والمشرب والملبس".

واستطرد: "إيران وتركيا والعراق وأذربيجان وتركمانستان وباكستان وأفغانستان ودول الخليج العربي بحاجة إلى بعضها من أجل التنمية، وإذا خسرت إحداها فلن تربح الأخرى؛ وذلك لأننا مرتبطون ببعضنا بعضا، وبالتالي علينا التحرك من خلال التعاون مع تركيا والجيران الآخرين. والعلاقات التركية الإيرانية دائما ما تقوم على الود".

واعتبر أن الأمريكيين "يبيعون السلاح من أجل التدمير، ثم يجنون الأموال من أجل إعادة الإعمار؛ لذلك يتعين على إيران والسعودية اتخاذ زمام المبادرة من أجل حل هذا الأمر".

وأوضح: "يجب أن نجلس بجوار بعضنا دون أن يفكر أحد منا في أنه انتصر لتراجع الآخر خطوة إلى الوراء، علينا أن نكون واقعيين ونفكر في شعوبنا، ونجعل همنا الصداقات الطويلة الأمد، ثم نحول هذا إلى صداقة مع العالم بأسره".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

أحمدي نجاد محمود أحمدي نجاد الانسحاب من الاتفاق النووي توقيع الاتفاق النووي تطبيق الاتفاق النووي