دعا مسؤول إيراني كبير بلاده إلى اعتماد علاقات مبنية على نظرة واقعية مع السعودية، مطالبا باستدعاء السفير السعودي في طهران، وطلب توضحيات من بخصوص «تسريبات ويكيليكس» الأخيرة.

ومشيرا إلى الكشف عن وثائق جديدة لموقع «ويكيليكس» حول تحركات السعودية على صعيد السياسة الخارجية وخاصة ضد إيران، قال النائب الأول لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، «حسين سبحاني نيا» إن «مؤامرات ودسائس النظام السعودي هذه لم تكن وليدة اليوم والأمس، هي مستمرة منذ فترة طويلة، لاسيما أنها أصبحت أكثر حدة وعلانية خلال السنوات الأربع الماضية، وأن مثل هذه الممارسات ضد الجمهورية الإسلامية يجب أخذها في الاعتبار».

وأضاف في تصريح لمراسل وكالة «مهر»الإيرانية للأنباء: «على جهازنا الدبلوماسي أن تكون له نظرة واقعية في العلاقات مع السعودية، صحيح أن الوحدة في العالم الإسلامي تعد من المتطلبات الضرورية في الوقت الحاضر، لكن نشاهد أن السعودية، التي تعتبر نفسها مركز الوحدة، تحولت مع الأسف إلى أحد عناصر بث الفرقة في العالم الإسلامي».

وتابع المسؤول الإيراني أن «النظام السعودي قام خلال السنوات الماضية بأعمال عدائية في العراق وسوريا، وحاليا، أيضا، يقوم بأعمال في اليمن لا يمكن أن يتصورها أيا من المسلمين، ولكن نرى أنه ينفذ بسهولة مثل هذه الممارسات»، على حد قوله.

وأردف «سبحاني نيا»أن هذا «الأمر يدل على أن نظام آل سعود يقوم بالتحرك في المنطقة نيابة عن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية لكي يكسب رضاهم»، على حد زعمه.

ودعا «سبحاني نيا» وزارة الخارجية الإيرانية إلى استدعاء السفير السعودي بطهران، والطلب من حكومته أن تعطي توضيحات حول وثائق «ويكيليكس» الجديدة التي تشير إلى «تآمر» النظام السعودي ضد إيران.

ونشر موقع «ويكيليكس» منذ يوم 19 يونيو/حزيران الجاري، أكثر من 60 ألف برقية دبلوماسية مسربة من السعودية وقال إنه سينشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة.

وتضمنت إحدى الوثائق، التي لم يتسن لـ«الخليج الجديد» التأكد من صحتها، ما اُعتبر «تحريضا» من السفارة السعودية لدي طهران على زعزعة الأوضاع الداخلية في إيران.

 الوثيقة، وعي عبارة برقية صادرة من سفارة المملكة في إيران، قدمت تقدير موقف يتعلق بالوضع الداخلي الإيراني، ووصفته بأنه يعاني من «معدلات التضخم والبطالة بين المواطنين، بالإضافة إلى تفشي الفساد والمحسوبية في الطبقة العليا والمتوسطة في الحكومة الإيرانية»، والذي «أدى إلى أن يكون الإحباط هو الشعور السائد لدى المواطن الإيراني ولديه الرغبة القوية في تغيير الحكومة والنظام».

واعتبرت الوثيقة أن تغيير الحكومة والنظام يمكن أن يتم من خلال «استخدام عدة وسائل إعلامية موجهة لإبراز الأخطاء والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الإيراني».

وفصلت الوثيقة في الأدوات التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك الهدف، وجاء فيها «ومن تلك الوسائل الإعلامية استخدام القنوات التلفزيونية الفضائية الناطقة باللغة الفارسية أو العربية الموجهة للعرب في جنوب وغرب إيران، كما يمكن استخدام الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرها في فضح الممارسات الإيرانية».

وبينما أكد مسؤول بوزارة الخارجية السعودية إن ما يتم تداوله حاليا على شبكة الإنترنت «مرتبط بالهجمة الالكترونية التي تعرضت لها الوزارة سابقا»، زاعما أن العديد منها «تم فبركته بشكل واضح»، قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، الخميس الماضي، إن السلطات السعودية حددت من سرب الوثائق إلى «ويكيليكس»، وتبين أنها جهة تابعة لإيران، مشيرا إلى أن التسريب بشري وليس إلكتروني أي أنه تم نسخ المواد من داخل الوزارة ونقلها.