أرسل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، مؤخرا، برسالة خاصة إلى القيادة الإيرانية، وذلك عبر رئيس الوزراء العراقي، بحسب ما ذكرت صحيفة إيرانية اليوم الإثنين، عشية المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نووي.

ونقلت صحيفة «همشهري» الأكثر انتشارا في الداخل الإيراني، عن نائب قوله أن «أحد المسؤولين في دولة مجاورة نقل رسالة أوباما إلى مسؤولين في طهران».

وأضافت أن المسألة التي تم بحثها كانت «المفاوضات النووية بين إيران والدول العظمى»، التي تقودها الولايات المتحدة، من دون أن تورد الصحيفة مزيد من التفاصيل عن فحواها.

وقالت الصحيفة إن حامل الرسالة كان رئيس وزراء العراق «حيدر العبادي» الذي التقى «أوباما» في 8 يونيو/حزيران الجاري، وذلك على هامش انعقاض قمة مجموعة الـ«5+1» في ألمانيا.

تجدر الإشارة إلى أن «العبادي» زار طهران في 17 من الشهر الجاري، حيث التقى بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية «علي خامنئي» والرئيس «حسن روحاني».

كما ذكرت الصحيفة زيارة «العبادي» للعاصمة الأمريكية واشنطن في أبريل/نيسان الماضي، والتي كان قد طلب خلالها تزويد بلاده بالأسلحة لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية». وذلك فيما لم يكن هناك تأكيد رسمي فوري لهذه المعلومات التي نشرت عشية انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

وبحسب الصحيفة الإيرانية، فإن «المسؤولين في وزارة الخارجية قالوا انهم ليسوا على علم بهذه الرسالة».

وأجرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، التي تعتبر مقربة من الحرس الثوري الايراني، مقابلة حول هذه المعلومات مع النائب «مهرداد بازرباش»، عضو رئاسة مجلس الشورى.

ونقلت الوكالة عن النائب الذي لم تذكر اسمه، قوله إنه «في رسائلهم الخاصة يطلبون باحترام من إيران أن تاتي إلى طاولة المفاوضات لكن في الإعلام وإمام الرأي العام والدول الأخرى يهددون إيران».

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن «أوباما» بعث رسالة سرية إلى «خامنئي» للبحث في تعاون محتمل لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك شريطة التوصل إلى اتفاق نووي.

وفي حينها رفض المتحدث باسم البيت الأبيض، «جوش إرنست» نفي أو تأكيد «المراسلة الخاصة بين الرئيس وأي من قادة العالم».

وقطعت إيران والولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية منذ 1979 لدى احتجاز رهائن في مقر السفارة الاميركية في طهران 444 يوما.

وتسعى إيران ومجموعة 5+1 (بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة) لوضع التفاصيل الأخيرة على اتفاق يمنع طهران من حيازة السلاح الذري، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على ااقتصادها.

ورغم المفاوضات التي يجريها وزراء الخارجية، فإن القرارات السياسية التي يتخذها «أوباما» و«خامنئي» صاحب الكلمة الفصل في القضايا السياسية الإيرانية، ستحدد ما إن أمكن التوصل إلى اتفاق من عدمه. إلا أن مهلة الثلاثاء قد يتم تمديدها لبضعة أيام إضافية.