أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير "عبدالعزيز بن سلمان" عودة إمدادات المملكة من النفط إلى مستوياتها، قبل الهجوم على منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة "أرامكو"، السبت الماضي، مشددا على أن الشركة مستعدة للطرح الأولي لأسهمها بصرف النظر عن الهجمات وآثارها.

وأكد أن "أرامكو ستفي بكامل التزاماتها مع عملائها في العالم، خلال هذا الشهر من خلال المخزونات، ومن خلال تعديل بعض أنواع المزيج، على أن تعود قدرة المملكة لإنتاج 11 مليون برميل نفط يوميا نهاية سبتمبر/أيلول الحالي، وإلى 12 مليون برميل يوميا، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

وأشار إلى أن "أرامكو" لديها طاقة تخزينية ضخمة تجعلها قادرة على تلبية الطلب الداخلي والخارجي.

ولم يتحدث الوزير عن تفاصيل أكثر في هذا الإطار، لكن السعودية سبق أن أعلنت أنها ستعوض النقص في الإمدادات من خلال احتياطيات "أرامكو"، إضافة إلى فتحها باب استيراد الخام لتغطية العجز، للمرة الأولى منذ حرب الخليج الثانية عام 1990.

واعتبر "بن سلمان" أن  من يستهدف "أرامكو" يستهدف جميع  اقتصاديات العالم، مضيفا أن الهجمات الأخيرة "تزيد النظرة التشاؤمية حيال آفاق نمو الاقتصاد العالمي".

وفي هذه الأثناء، تحاول السعودية استخدام النفط الموجود في مستودعاتها لتوريد شحنات للعملاء؛ إذ إن لديها احتياطيا يبلغ 188 مليون برميل، حسب مذكرة من مجموعة "رابيدان إنرجي".

ومنذ يومين، كشف الوزير السعودي أن الهجمات التي استهدفت أحد أضخم معامل وحقول النفط في بقيق وخريص، شرقي المملكة، السبت الماضي، تسببت في فقد الشركة لنصف إنتاجها من النفط والغاز.

وتسببت الهجمات في ارتفاع الأسعار عالميا؛ حيث وصل خام برنت إلى 72 دولارا للبرميل، بينما أعطى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" توجيهات بتعويض النقص من الاحتياطيات الأمريكية.

وتنتج السعودية 9.9 مليون برميل يوميا، تصدر 7 مليون برميل يوميا منها، معظمها إلى السوق الآسيوي.

كانت مؤسسة "إس أند بي بلاتس" الاقتصادية توقعت، في وقت سابق، أن تعلن السعودية عن اكتمال إمداداتها النفطية، في وقت قريب، على الرغم من أنها تحتاج إلى شهر، على الأقل، لتعوض الفاقد في الإنتاج اليومي للخام بعد الهجمات، والمقدر بنحو 5.7 ملايين برميل نفط يوميا.

وحذرت المؤسسة من أن أي إشارة لتأجيل أو تقليل الإمدادات ستؤدي لمزيد من ارتفاع الأسعار في الأسابيع والأشهر المقبلة، وهو ما لا يريده الأمريكيون، على وجه الخصوص.

والإثنين، ذكرت تقارير أنّ المملكة ستستعيد فورا على الأرجح ما يصل إلى 40% من الإنتاج المفقود، لكنّ خبراء قدموا آراء متعارضة بخصوص كم من الوقت ستحتاج السعودية لاستعادة الإنتاج لمستوى ما قبل الهجمات.

والثلاثاء، أبلغت "أرامكو" شركة النفط الصينية بتأجيل شحنات النفط المقررة الشهر المقبل لنحو 10 أيام.