أشعلت ندوة فكرية حول رواية العالم والشاعر الصوفي "جلال الدين الرومي" الشهيرة (قواعد العشق الأربعون)، جدلا واسعا في الكويت، تدخل بها أعضاء في مجلس الأمة لمنع انعقادها المقرر، السبت.

وتباينت الآراء بين عدد من النواب والناشطين حول السماح بإقامة هذه الندوة التي وصفوها بـ"المروجة لعقيدة الحلول الكفرية"، فيما استغرب عدد آخر من المغردين المطالبة بمنع هذه الندوة "دون العلم بحقيقتها ومضمونها".

وعاد السجال إلى الصدارة، الجمعة، وسط حديث عن إلغاء السلطات الكويتية لهذه الأمسية وفتح تحقيق فيها.

وطالب عدد من النواب بالتدخل الرسمي من قبل وزارة الداخلية لمنعها، ومنهم النائب "محمد هادي الحويلة"، الذي أكد أن "على وزارة الداخلية أن توقف الندوة الشاذة (الحلول الكفرية) التي ستقام في أحد فنادق الكويت فورا".

ورغم عدم صدور بيان رسمي من وزارة الداخلية حول الأمسية، شكر النائب "محمد هايف المطيري"، وهو أحد المعترضين على هذه الندوة، وزارة الداخلية على منعها، قائلا: "شكرا لوزارة الداخلية على اتخاذ الإجراءات اللازمة بوقف ندوة يوم غد المشبوهة".

من جانبهم، أبدى أكاديميون كويتيون استغرابهم من المطالبات بمنع هذه الأمسية دون معرفة مضمونها بشكل كامل، حيث قالت الأكاديمية "شيخة الجاسم": "كيف استنتج الأخ أن الندوة عن الحلول الكفرية؟ وكيف صار تكفير الناس عاديا وبالمجان؟ ولماذا يسارع النواب للمطالبة بالمنع دون أن يتحققوا من الموضوع؟".

وفي تعليق غاضب، قال "سليمان إبراهيم الخضاري": "هل صحيح والله من صجهم نواب الأمة.. نكبة هذا العصر.. يؤلبون المسؤولين ضد هذه الأمسية؟ طيب والله وقسما بالله لأعقدها في بيتي إذا منعوها في الفندق.. انتخابات وتركتها وعملي ما فيه تكسب.. وخلينا نشوف نواب نكبة الأمة يتجرأون على التدخل.. فلنتحداهم وتخلفهم!".

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول الرواية، فقبل نحو 4 أعوام، اعترض وزير الإعلام الحالي "محمد الجبري"، حينما كان نائبا في البرلمان على عقد ندوة تتحدث عن الشاعر الصوفي.

ويعتبر "جلال الدين الرومي"، من أبرز أعلام التصوف الفلسفي في التاريخ الإسلامي وأكثرهم تأثيرا على مر العصور، وهو شاعر وعالم صوفي فارسي الأصل تركي الموطن.