نور الشامسي - الخليج الجديد

مسلم البراك: الكويت أصبحت دولة "عميقة" ترعى الفساد وتحمي الفاسدين

أحمد المطيري: حذرنا في سنة ٢٠٠٨ من خطورة استلاب السلطة لحقوق المواطنة

آل حرم: عندما تتحول المواطنة إلي عبودية!

اندلع استياء شعبي واسع بين نشطاء ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي إثر سحب السلطات الكويتية الجنسية عن عدد من الشخصيات المحسوبة على المعارضة، في مقدمتهم نائب سابق ومالك قناة «اليوم» المقربة من التيار الإسلامي، إلى جانب إغلاق مقار وفروع عدد من الجمعيات، وسط تحذيرات من المعارضة حيال خطورة ما يجري بسبب الاضطرابات السياسية الأخيرة التي تشهدها الكويت بصورة متصاعدة خلال الآونة الأخيرة.

وعلق الأمين العام لحركة العمل الشعبي –حشد-  «مسلم البراك» على واقعة سحب الجنسية ببيان تم نشره عبر حسابه الرسمي على «تويتر» قال فيه: «عندما تبدأ السلطه بإستخدام أداة القانون بشكل مشوه لتنفيذ شهوة الأنتقام تكون الأمور قد وصلت الى مرحله في غاية السوء».

مضيفا أن «سحب الجناسي من الشرفاء من أبناء الكويت لأسباب إنتقاميه لمواقفهم الوطنيه في محاربة الفساد والفاسدين لا يمكن أن يقبله أبناء الكويت الشرفاء، وشرف المواطنه هي أنتماء لأرض وليست ورقة بيد السلطة تسحبها من هذا وتمنحها لهذا».

وندد «البراك» بسحب الجنسية من الإعلامي الداعم للحراك الشعبي الكويتي بحسب تعبيره،  «أحمد جبر كاظم عافت الشمري»، وكل من يملكون الجنسية الكويتية معه بالتبعية. وكذلك بالنسبة للنائب السابق «عبد الله البرغش».

وشدد «البراك» أن هذه القرارات ما هي إلا «خطوات انتقامية» من السلطات الكويتية ضد المعنيين، اثر إصرارهم على معارضة النظام الحاكم وممارساته الاستبدادية، ولمطالبتهم بالإصلاح والتغيير، واختتم تغريداته قائلا: «الكويت أصبحت دولة "عميقة" ترعى الفساد وتحمي الفاسدين»، مؤكدا أن حلم الشعب بحكومة منتخبة يأتي رئيسها من «رحم صناديق الاقتراع» سيظل قائما رغم التضييقات والممارسات التعسفية ضدهم.

كما شارك العديد من النشطاء الكويتيين والعرب بشكل عام استنكارا للخطوة الكويتية، حيث قال الكاتب والناشط السياسي السعودي «عقل الباهلي» عبر حسابه على «تويتر» معلقا على قرارات سحب الجنسية: «أنت مواطن مادام الحاكم العربي راضيآ عنك وحينما يغضب يلغي حقك في وطنك لأنه لم يعترف يومآ بأنك مواطن بل جزء من أدوات ملكه».

أما دكتور «أحمد المطيري»، رئيس حزب الأمة الكويتي، فقال: «سحب جنسية النائب عبدالله برغش العجمي وإخوانه يؤكد ما سبق وأن حذرنا منه سنة ٢٠٠٨ من خطورة استلاب السلطة لحقوق المواطنة»، مشيرا إلى أن «الخلل في الدستور الكويتي الذي جعل الجنسية علاقة بين المواطن والأسرة الحاكمة وليس علاقة بين المواطن والدولة بكل مؤسساتها».

كما استنكر «المطيري» علاقة مواطني الخليج بدولهم، واصفا إياها  بأنها «رعوية وتبعية للأسر الحاكمة كعبيد بلا أغلال»، لا علاقة «مواطنة للدولة والأرض والشعب».

وقال النائب الكويتي مبطل «محمد الدلال»: «‏وزارة الإعلام تقرر إلغاء ترخيصي صحيفة عالم اليوم وقناة اليوم الفضائية! تعليق: هل عرفتم الهدف الذي يقف وراء سحب أحد الجناسي؟!».

من جانبه قال حساب نشط باسم «رجل قضاء سابق» لصاحبه الكويتي «حمد محمد»، معلقا على الأمر: «ياغبي: بالأمس تم استخدام سلاح #سحب_الجناسي ضد الشيعة وبعده ضد القبائل واليوم ضد المعارضة وغداً عليك وستؤكل يوم أكل الثور الأبيض يا ثور». مضيفا: «سحب الجناسي = إعدام المواطن وهو حي .. المواطنة ليست محلاً للابتزاز والإعدام».

وقال حساب إعلامي خاص بنشر قضايا الكويتيين البدون: «آخر حلول الحكومه لقضايا البلد هو #سحب_الجناسي من الشعب وتحويل الجميع لبدون ولتبقى الجناسي فقط لمجلس إدارة شركة الكويت المقفلة. على الشعب الكويتي مؤيدين ومعارضين أن يرفضوا إجراء الحكومة #سحب_الجناسي خارج إطار أحكام القضاء لأن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لتحويلكم لبدون».

بينما علق الكاتب الإماراتي «إبراهيم آل حرم» مستنكرًا قرارات سحب الجنسية بقوله: «عندما تتحول المواطنة لعبودية..! ».

وقال المغرد «محمد عبدالحسيني»: «سحب الجناسي كان أولى بالمتهمين في تفجير موكب الامير والمقاهي والمتهمين في تفجير الحرم»، وتعجب الناشط الإماراتي «حمد الشامسي» من الواقعة قائلا: «بدل توطين البدون ،اصبح لدينا "تدوين" المواطنين تدوين:يصبحون بدون». لافتا أن الواقعة ذكّرته بواقعة سحب الجنسية من الإماراتيين السبعة، الذين اشتهرت قضيتهم في الإمارات قبل عامين، حينما أمرت السلطات الإماراتية بسحب وثائق جنسياتهم على خلفية ممارساتهم السياسية وانخراطهم في الدعوة إلى الإصلاحات السياسية في البلاد.

ليبقى المشهد واحتدام تأزٌّمه مثيرا للجدل، خاصة أن الكويت في غنى عن خلق أزمة «بدون جنسية» جديدة، وسط الحراك الشعبي المتصاعد المناهض للحكومة ورجالات الدولة بعد تكشُّف عدد من قضايا الفساد المتورطة فيها أسماء حساسة فى الآونة الأخيرة.

فهل يكون "بدون الكويت" «السابقون» .. والمعارضة «اللاحقون» في الحرمان من الجنسية الكويتية؟ 

طالع: الكويت تسحب الجنسية من 5 معارضين وتغلق فروعا لجمعيات إسلامية