مصادر إسرائيلية تشكك في رحيل السيسي وتحذر من الإخوان

الاثنين 23 سبتمبر 2019 12:03 م

استبعدت أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية رحيل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" على وقع المظاهرات التي بدأت في الانتشار ضده للمرة الأولى منذ سنوات، وسط صمت من جانب المسؤولين الإسرائيليين.

وقال "تمار برس"، مراسل الشؤون العربية في صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، إن تجدد المظاهرات في مصر والإضرابات ضد نظام "السيسي" كانت مجرد مسألة وقت، وعزا ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة وتضييق الخناق على المواطنين.

وتحت عنوان "بعد 8 سنوات سيئة، سئم الشعب المصري"، كتب "برس" مقالا استعرض من خلاله سنوات حكم "السيسي"، معتمدا في تقييمه على 6 زيارات قام بها للقاهرة، أولها عام 2014، بعد حوالي عام على الإطاحة بالرئيس الراحل "محمد مرسي"، وكانت بمثابة ترحال في المدن المصرية الرئيسية والعاصمة التي كانت خالية من السياح الأجانب.

واعتبر المراسل الإسرائيلي الحراك الشعبي والمظاهرات ضد نظام "السيسي" ليست بالأمر المفاجئ، مشيرا إلى أنها كانت مجرد مسألة وقت، وأن فيديوهات رجل الأعمال "محمد علي" كانت بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير.

وذكر "برس" أن ما أجّل اندلاع المظاهرات هو قيام نظام "السيسي" بالقمع والترويج لفزاعة الإرهاب في سيناء وتنفيذ اعتقالات جماعية للمصريين وصدور أحكام قضائية بحق المئات وصلت إلى حد الإعدام بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وبين أن الشعب المصري التزام الصمت خلال سنوات حكم "السيسي" بالحديد والنار، وأراد أن يأخذ قسطا من الراحة ويستجمع قواه بعد 8 سنوات لينطلق مجددا نحو الحراك لإسقاط النظام.

وأضاف: "بعد عقود من الإحباط، والسنوات السيئة لحكم السيسي، كانت دعوة مقاول البناء (محمد عي) كافية لجلب الآلاف إلى ميدان التحرير للمرة الأولى منذ 8 سنوات. يعلم المصريون أن نهاية هذه المظاهرات قد تكون مثل المظاهرات السابقة. لكن المصريين سئموا السيسي".

وفي السياق، ذكر الباحثان "أوريت برلوف" و"أوفير فينطر"، في تقدير موقف لمركز أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن نظام "السيسي" تمكّن من احتواء الأحداث المتفجر بوفاة "مرسي" ونجله "عبدالله" لاحقا، لكنهما حذرا من أن "جماعة الإخوان المسلمون لا تزال تمثل جزءا مهما من الرأي العام المصري".

وأضافا أن غياب "الإخوان" عن السلطة في مصر "سهل تعزيز تعاون مصر مع (إسرائيل) بشأن القضايا الاستراتيجية للأمن والطاقة واحتواء الصراع مع الفلسطينيين.

واعتبر الباحثان أن (إسرائيل) الرسمية كانت على حق عندما التزمت الصمت ولم تعقب على وفاة "مرسي" بالمعتقل، إذ إن تل أبيب على قناعة بأن المفهوم لتعزيز السلام الإسرائيلي المصري منوط بإضعاف وتفتيت الحركات والقوى الإسلامية، وتعزيز دور ومكانة القوى المدنية البراغماتية والليبرالية.

في المقابل، يرى "عيران ليرمان" نائب مدير معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية  أن فرصة "السيسي" في تحقيق الاستقرار في مصر أفضل مما كانت عليه قبل عامين، وعزا ذلك إلى الدعم المتواصل الذي تقدمه (إسرائيل) له ونفوذ تل أبيب لدى واشنطن واستغلال ذلك لتعزيز التحالف الاستراتيجي بالشرق الأوسط والدعم المالي والعسكري للقاهرة، مع تجديد الإمارات والسعودية ضخ الأموال ومساعدة الاقتصاد المصري.

ورغم ذلك يعتقد "ليرمان" أن أكبر التحديات التي تواجه "السيسي" هي تجدد المظاهرات والحراك الثوري.

وعن بدائل "السيسي"، في حال رحيله، نوه الباحث الإسرائيلي إلى "خطورتها حتى لو كانت تحت مظلة الجيش"، مضيفا: "من مصلحة (إسرائيل) وحلفائها في المنطقة الاستمرار في مساعدة (السيسي) في استقرار النظام المصري".

وأشار إلى أنه "من الأفضل للحلفاء تقديم النصائح للسيسي حتى وإن كانت سرية أحيانا لتشجيعه على الاستمرار بالحكم وتخفيف آليات القمع التي يعتمدها النظام ضد الشعب، والتي قد تشير إلى توترات داخل المؤسسة العسكرية الحاكمة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإخوان المسلمون عبدالفتاح السيسي

الأخبار اللبنانية: تخبط في المخابرات العامة المصرية

ترامب: لست قلقا من المظاهرات ضد السيسي.. وهو زعيم عظيم

محمد علي يجدد دعوته لمليونية الجمعة ويهاجم السيسي وبن سلمان

ف.تايمز: تنظيم الإخوان غائب.. لكن عودتهم غير مستبعدة