«رأي اليوم»: الأردن يعيد خريطة أولوياته ويرحب «ضمنا» بمبادرة «بوتين» في سوريا

الأربعاء 1 يوليو 2015 08:07 ص

تحدثت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن استعدادات أردنية جارية لإقامة منطقة أمنية عازلة في جنوب سوريا، تشمل منطقتي درعا وجبل العرب (السويداء)، يحتمي بها اللاجئون السوريون وتشكل خط دفاع متقدم أو عازل في مواجهة «الدولة الإسلامية»، يمنع وصولها وقواتها وتفجيراتها إلى الأردن، ثم بعد ذلك إقامة منطقة عازلة شمال هذه المنطقة العازلة يتمركز فيها وحدات تابعة للجيش السوري الحر لمنع تقدم قوات الجيش العربي السوري إلى المنطقة العازلة الجنوبية.

هذا الحديث يتزامن مع ما ذكرته صحف تركية عن عزم تركيا التدخل في شمال سوريا، لمنع قيام كيان كردي على طول حدودها، يمهد لقيام دولة كردية مستقلة يتخذها حزب العمال الكردستاني كنقطة انطلاق لعملياته العسكرية ضد السلطات التركية. وبحسب الصحيفة فمن الواضح، ومن خلال دراسة متعمقة للتحركين الأردني والتركي على صعيد مناطق عازلة، أن البلدين وصلا إلى قناعة راسخة بأن أمنهما الوطني بات مهددا، ولا بد من اتخاذ خطوات سريعة لتحصينه، وإعطاء هذه الخطوة الأولوية المطلقة، حتى لو أدى ذلك إلى تغيير جذري في الأولويات، أي إطاحة النظام السوري.

وأوضحت أن جميع رهانات السلطات الأردنية السابقة على إقامة مناطق عازلة، لم تحقق أي نجاح، بل تحولت إلى مصدر تهديد حقيقي للأردن وأمنه الوطني.

وقالت إن «عاصفة الجنوب» التي شنتها قوات المعارضة السورية للاستيلاء على منطقة درعا، كمقدمة للزحف نحو جبل العرب، على غرار ما فعلت «عاصفة الشمال» التي قادها جيش الفتح وتكللت بالاستيلاء على مدينتي ادلب وجسر الشغور، هذه العاصفة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافها، ووضعت الأمن القومي الأردني في دائرة الخطر الحقيقي. 

رهان الأردن على الجماعات السورية المقاتلة، وتشكيل «غرفة عمان» التي تضم ممثلين عن اجهزة مخابرات عسكرية عربية واجنبية، تشرف على عمليات القتال في جنوب سوريا باتت عبئا على السلطات الأردنية بعد 4 سنوات من الفشل، ويبدو أن قناعة أردنية تتبلور حاليا، وبشكل متسارع، لتغيير النهج والبحث عن بدائل أخرى.

إن إسقاط النظام السوري بالوسائل العسكرية لم يعد ممكنا في المستقبل المنظور على الأقل، ولكن إسقاط أنظمه تحاربه على أيدي «الدولة الإسلامية» التي تزداد قوة وتمددا، بات غير مستبعد، واذا لم يتم إسقاط هذه الأنظمة، فإن زعزعة استقرارها الداخلي، ورأسمالها الحقيقي، وربما الوحيد، بأت شبه مؤكد بالنظر إلى التفجيرات الأخيرة في الكويت والسعودية، والاغتيالات في مصر التي تصاعدت حدتها في اليومين الماضيين، ووصلت إلى النائب المصري في قلب القاهرة.

الأردن بات يتحدث حاليا، وفي العلن، عن سعيه الى شريك استراتيجي في سوريا، ليس لمحاربة الجماعات الجهادية فقد، وإنما للحفاظ على وجوده وأمنه القومي، والتأسيس لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قبل أن يتوطنوا، وهذا الحليف الاستراتيجي لا يمكن اأن يكون فصائل المعارضة السورية المعتدلة، بل النظام السوري نفسه.

النغمة التي تتردد في الأردن حاليا وبصوت مسموع هي ضرورة «إغلاق ملفات الماضي والمضي قدما نحو تفكير استراتيجي مستقبلي يضع نهاية للأزمة المستشرية في سوريا، واعطاء الاولوية المطلقة لمحاربة الارهاب، الامر الذي يتطلب احداث تغيير جذري في مواقف كل الأطراف».

وخلصت الصحيفة إلى أن هذا يفسر الترحيب بمبادرة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» التي أعلنها في حضور «وليد المعلم»، وزير الخارجية السوري الزائر لموسكو، وعنوانها «تحالف رباعي سعودي سوري أردني تركي» لمحاربة «الدولة الاسلامية» ومنع تمددها، وتساءلت «هل سينجح الخيار الاردني البديل والجديد؟ .. هذا ما يتضح خلال الأسابيع المقبلة»

  كلمات مفتاحية

الأردن خريطة الاولويات مبادرة بوتين السورية المنطقة العازلة سورية درعا فرص النجاح

«بوتين» يعد بدعم نظام «الأسد» عسكريا وسياسيا واقتصاديا

تركيا تعتزم بناء جدار عازل بطول حدودها مع سوريا لمنع تسلل «الإرهابيين»

«أردوغان»: اتفقنا مع السعودية وقطر علي إنشاء منطقة عازلة في سوريا

تنظيم «الدولة الإسلامية» يقترب من «السويداء»: خبر سيئ للأردنيين

«الأردن» و«روسيا» يوقعان اتفاقية دعم إنشاء أول محطة نووية بالمملكة

الأردن و«درعا»!

السعودية تلتقط اللحظة الروسية .. موسكو ومفاتيح الحل في سوريا

لماذا قرر «بشار الأسد» تسليم «الدولة الإسلامية» مخازن السلاح في تدمر؟

معركة الجنوب السوري وتداعياتها الإقليمية

رهان إسرائيلي على الأردن في تدشين «حزام أمني» سوري

60 متطوعا سوريا تدربهم أمريكا لمحاربة الدولة الإسلامية .. ما خلف هذه الفضيحة؟

الأردن الكبير يتشكل