استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

60 متطوعا سوريا تدربهم أمريكا لمحاربة الدولة الإسلامية .. ما خلف هذه الفضيحة؟

الخميس 9 يوليو 2015 08:07 ص

إقرار وزير الدفاع الأمريكي »آشتون كارتر» أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بأن برنامج تدريب مقاتلي المعارضة السورية »المعتدلة»، انطلق ببطء شديد، بحيث لم يشمل سوى ستين شخصا فقط، يمثل »فضيحة أخرى» للاستراتيجية الامريكية في العراق وسورية.

سبعة آلاف سوري تقدموا للانضمام الى برنامج التدريب المخصص لتكوين جيش يتولى محاربة »الدولة الاسلامية»، ولم يتم اختيار إلا ستون شخصا فقط، يصلحون لهذه المهمة، أما الباقون فكانوا يبحثون عن وظيفة، ومصدر رزق لا أكثر ولا أقل، ولا يمكن الاعتماد عليهم، او الثقة فيهم، لأنهم قد ينضمون إلى »الدولة الإسلامية» التي جرى تجنيدهم لمحاربتها، أو في أفضل الأحوال لا يملكون »إرادة القتال»، مثل الآلاف من جنود الجيش العراقي الذين رموا سلاحهم وهربوا، قبل إطلاق رصاصة واحدة تجاه قوات »الدولة الإسلامية»الزاحفة نحو الموصل، وبعدها الرمادي.

***

إدارة الرئيس »باراك أوباما» تأمل في تدريب خمسة آلاف متطوع سنويا في إطار هذا البرنامج، ولكن الأمنيات شيء، والواقع شيء آخر مختلف تماما، وتجربة الجيش السوري الحر شاهد عيان في هذا الصدد، فقد تبددت معظم الرهانات على هذا الجيش رغم المليارات التي ضختها دول خليجية على تدريبه وتسليحه، وانكمش هذا الجيش إلى وحدات قليلة لأسباب عديدة، من بينها عدم الثقة بالأمريكيين، وعدم الرغبة في التحول إلى »قوات صحوات» سورية تحارب جماعات إسلامية متشددة، وخاصة »الدولة الاسلامية» و»جبهة النصرة» و»أحرار الشام»، وإذا كانت بعض الوحدات شذت عن هذه القاعدة، فهي محدودة للغاية.

الاستراتيجية الأمريكية في سوريا والعراق تتسم بالتخبط، وتنتقل من فشل إلى آخر، لأنها غير واضحة المعالم، وتتغير أولوياتها بشكل متسارع، فتارة تكون الاولوية لإطاحة النظام بالقوة، وتارة أخرى محاربة »الدولة الاسلامية» بهدف إضعافها تمهيدا للقضاء عليها وتارة ثالثة لتأكيد على الحل السياسي كمخرج وحيد للازمة، ومن الواضح أنها تتعثر في الحالات الثلاث، فالنظام السوري ما زال صامدا بعد أربع سنوات من بدء انطلاق الحرب التي تستهدفه بدعم من الولايات المتحدة ودول خليجية (قطر والسعودية) علاوة، على تركيا، و»الدولة الاسلامية» تزداد قوة وتمددا كدولة »أمر واقع» في بلدين، هما سوريا والعراق كمرحلة اولى، ونقطة انطلاق لاقتطاع أراض جديدة من دول الجوار، كمرحلة ثانية وثالثة ورابعة اذا استمر الوضع على حاله.

من الواضح أن الولايات المتحدة بدأت »تغسل» يديها تدريجيا من العرب، سنة وشيعة، وتضع كل بيضها في سلة الأكراد، تقدم لهم السلاح والتدريب، الأمر بدأ ينعكس على شكل »انتصارات» على الأرض ضد »الدولة الإسلامية» في المناطق الشمالية الشرقية السورية، بما في ذلك الاستيلاء على مدينة تل أبيض القريبة من الحدود التركية، وشبه متصلة جغرافيا مع منطقة الحكم الذاتي مع كردستان العراق.

إرادة القتال لدى الأكراد تجاه محاربة »الدولة الاسلامية» قوية ومضمونة، بسبب طموحاتهم القومية في إقامة دولة كردية في شمال سوريا والعراق وجنوب تركيا، وهي المخاوف التي قد تؤدي إلى حدوث تقارب بين الدول الاقليمية الأربع، أي تركيا والعراق وسوريا وإيران، ووضع خلافاتها جانبا في المستقبل المنظور، ومن هنا يمكن فهم المبادرة الروسية التي طرحها الرئيس »فلاديمير بوتين»، وتطالب بتكوين تحالف رباعي سعودي تركي سوري أردني لمواجهة خطر »الدولة الاسلامية»، ومن هنا أيضا يمكن النظر إلى الحشودات العسكرية التركية شمال سوريا، وتصريحات الرئيس »رجب طيب أردوغان» التي أكد فيها أن بلاده لا يمكن أن تسمح بقيام دولة كردية تمتد على طول الحدود الجنوبية لبلاده، وسط صمت رسمي سوري، وهو صمت المؤيد هذه المرة، على عكس مرات سابقة.

السيد »وليد المعلم» وزير خارجية سوريا الذي كان حاضرا عندما طرح الرئيس »بوتين» مبادرته هذه، وصف قيام هذا التحالف الرباعي بأنه »معجزة» في زمن انعدمت فيه المعجزات، ولكنه لم يبد أي معارضة لهذه المبادرة من »حيث المبدأ» على الأقل، كما أننا لم نسمع أي رفض صريح لها من قبل المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا، حتى كتابة هذه السطور.

*

التخبط الأمريكي سيستمر، وربما يكون متعمدا، والهدف منه كسب الوقت، انتظارا لما يمكن أن تسفر عنه مفاوضات ربع الساعة الأخيرة في فيينا، بشأن الاتفاق النووي بين ايران والدول الست العظمى سلبا أو إيجابا، وبعدها لكل حادث حديث.

الرهانات الأمريكية في المنطقة العربية كانت في معظمها خاسرة وتنتهي بفشل باهظ التكاليف، فرهانها على المعارضة العراقية ربما نجح في إطاحة الرئيس العراقي »صدام حسين»، ولكنه أنتج دولة فاشلة شكلت الحاضنة لنمو »الدولة الإسلامية»، والشيء نفسه تكرر في ليبيا واليمن، ولا نعتقد ان الحال سيكون مختلفا في سوريا، وخاصة الشق المتعلق منه بالرهان على الأكراد لمحاربة »الدولة الاسلامية»، لما يمكن أن يترتب عليه من خلط للأوراق وقلب للتحالفات وكوارث للأكراد انفسهم الذين قبلوا بالدور القديم الجديد، والثقة بالوعود الامريكية التي انتهت في الماضي بخيبة الامل، والمجازر الدموية، وليس هناك ما يشير بأن الحاضر قد يكون أفضل من الماضي.

المنطقة مقبلة على مفاجآت جديدة وانقلاب في المعادلات والتحالفات، وتراجع السيد »نبيل العربي» أمين عام الجامعة العربية الفاضح عن »غزله» »الموثق» تجاه السوريين، وعودته إلى التشدد مجددا لأن هناك من »قرص أذنه» بعد تصريحاته التي أكد فيها رغبته للقاء السيد »المعلم» في أي مكان وزمان يحدده الأخير، تضيف تخبطا عربيا إلى التخبط الأمريكي، ونحن في كل الأحوال في انتظار »معجزة» الرئيس»بوتين»، وخطوة »أردوغان» القادمة التي ستتلو حشوداته العسكرية شمال سورية، وهي خطوة ستحدد ملامح الخريطة الجديدة للمنطقة وتحالفاتها.

لا نملك وغيرنا إلا الانتظار، ففي رمضان الماضي كان العدوان الاسرائيلي على غزة، وإعلان السيد »أبو بكر البغدادي» دولة الخلافة من الجامع النوري الكبير في الموصل، ترى ما هي مفاجآت الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، أو عيد الفطر السعيد؟ وهل سيكون سعيدا فعلا؟

  كلمات مفتاحية

سورية متطوعون سوريون برنامج التدريب الأمريكي الرهان على الأكراد الجيش العراقي خطوة أردوغان حشد القوات التركية شمال سورية

«ماكين»: أمريكا تخسر أمام «الدولة الإسلامية» والحديث عن الانتصارات «مجرد وهم»

البنتاجون يدرب 60 مقاتلا سوريا فقط و«جون ماكين» يتحدث عن ”خلل“ في البرنامج

عسكريون أمريكيون: نتائج برنامج تدريب المعارضة السورية «هزيلة»

«رأي اليوم»: الأردن يعيد خريطة أولوياته ويرحب «ضمنا» بمبادرة «بوتين» في سوريا

«سياسة اللامعقول» .. مقترح «بوتين» لتحالف رباعي يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن

مقتل 32 من «الدولة الإسلامية» في الرقة والمعارضة تصد هجوما للنظام بالزبداني

«البنتاغون»: قوى معادية لـ«الدولة الإسلامية» تساعدنا على ضرب أهداف للتنظيم في سوريا

أستراليا تدرس طلبا أمريكيا بالمشاركة في قصف «الدولة الإسلامية» في سوريا

«فورين بوليسي»: هل واشنطن مستعدة لحرب بلا نهاية مع «الدولة الإسلامية»؟

«واشنطن بوست»: حملة أمريكية سرية لاصطياد قيادات «الدولة الإسلامية»

المعارضة السورية المدربة أمريكيا تنفي تسليم سلاحها لـ«جبهة النصرة»