شن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هجوما حادا، مساء الأربعاء، على خصومه الديمقراطيين بالكونغرس بعد إعلانهم بدء تحقيق بشأن ما جاء في اتصاله الهاتفي مع الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي"، قائلا: "الناس بالخارج يضحكون على هذ الغباء الذي يحدث عندنا".

جاء ذلك بعدما أظهر مضمون المكالمة، التي نشر البيت الأبيض ملخصا لها، الأربعاء، أن "ترامب" طلب من "زيلينسكي" التحقيق في شأن أعمال أسرة خصمه المحتمل بانتخابات الرئاسة المقبلة "جو بايدن" في العاصمة أوكرانية (كييف).

وأضاف "ترامب"، في مؤتمر صحفي أقامه في البيت الأبيض: "أطالب الديمقراطيين بتوخي الشفافية، فنحن ملتزمون بحرية نقل المعلومات والشفافية في قضية بايدن وابنه".

وأردف الرئيس الأمريكي: "جو بايدن حصل على ملايين الدولارات من الصين وأوكرانيا، عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، كما أن الرئيس الأوكراني نفى تعرضه لأي ضغط مني".

وتابع: "الديمقراطيون والصحافة لا يزال يريدون مطاردة الساحرات، فهم دبروا الأمر برمته، من أجل التخطيط لعزلي عن الحكم"، مضيفا: "أعتقد أن المحادثات بين رؤساء الدول ليس بها يمكن إخفائه، لذلك لا يمكنني إخفاء أي من تلك المحادثات".

وتساءل ترامب: "لماذا يركزون فقط على تلك المكالمة، بينما أنا أجري العديد من المكالمات، لأن الديمقراطيين يرغبون في أن يشيع الانقسام في دولتنا"

واستطرد:  "حملة مطاردة الساحرات تلك، تحاول أن تشوش على الإنجازات التي نحققها في الولايات المتحدة الأمريكية، فرئيس أوكرانيا يريد محاربة الفساد، ونحن نريد أن نساعده فقط في تلك الحملة"

ووجه "ترامب" خطابه للديمقراطيين قائلا: "أعلم أن الشعب الأمريكي يدعمني ويؤيدني، فدعونا ندع الناس يختارون مرشحهم بحرية ولا تجعلوا تلك الحملات هي سلاحكم الوحيد".

وكانت "نانسي بيلوسي"، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، قد علقت على نشر نص مكالمة "ترامب"  لشبكة CNN قائلة: "ملخص مكالمة ترامب مع الرئيس الأوكراني يثبت سلوكا يدمر نزاهة الانتخابات الأمريكية ويهدد الأمن الوطني".

وأوضحت أن تلك المحادثات تؤكد صحة القرار الصادر من مجلس النواب بالتحقيق من أجل عزل "ترامب"، وتؤكد ضرورة الاستمرار في التحقيقات بحقه.

واعتبرت "بيلوسي" أن "الرئيس الأمريكي، أخل بالقسم الدستوري الذي حلف به، واستغل منصبه في دعايا انتخابية لصالحه".

وجاء بنص المكالمة أن "ترامب" طالب رئيس أوكرانيا بـما وصفها "خدمة" في القضية المرتبطة بـ "جو بايدن"، وهو ما رد عليه الرئيس الأوكراني بأنه سينظر إمكانية فتح التحقيق بشأن "بايدن" مجددا.

وإزاء ذلك، وجه مسؤول بالاستخبارات الأمريكية بلاغا عاجلا إلى جهاز الرقابة الحكومي.

وسيبحث مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بالتحقيق إن كان "ترامب" قد التمس مساعدة أوكرانيا لتشويه سمعة "جو بايدن" قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية.