أدلة على وجود عسكري روسي في ليبيا.. نهاية أسطورة الحياد؟

الجمعة 27 سبتمبر 2019 11:06 ص

عثرت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، على ما يمكن اعتباره أدلة أولية على تورط مرتزقة من شركات أمنية روسية في القتال إلى جانب قوات شرق ليبيا، بقيادة الجنرال "خليفة حفتر".

ينظر مراقبون إلى تلك الأدلة باعتبارها شرخا واضحا في حقيقة الموقف الروسي الذي حاول دوما رسم صورة محايدة والترويج إلى إمكانية القيام بوساطة أو طرح الحلول والمبادرات في ليبيا.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مستندات ووثائق وخططا عسكرية مكتوبة باللغة الروسية بخط اليد، إضافة إلى ظهور صور شخصية وهواتف نقالة وبطاقات ائتمان لمرتزقة من شركة "فاغنر" الأمنية الروسية.

جاء ذلك في أعقاب عملية عسكرية، الأربعاء، على جيوب تابعة لقوات "حفتر"، جنوب طرابلس.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها معلومات عن استخدام "حفتر" مرتزقة روس من هذه الشركة، حيث سبق أن انتشرت صور لمرتزقة تابعين لتلك الشركة عام 2017 استعان بهم "حفتر" في حربه على مدينة بنغازي شرقي ليبيا.

لكن مصادر موالية لـ"حفتر" ردت على الأدلة السابقة بأن حضور هؤلاء المرتزقة انحصر في من يساعدون فقط في نزع الألغام التي تركها تنظيم "الدولة الإسلامية" في بعض مناطق شرقي البلاد.

مهام قتالية

وقصف سلاح الجو الليبي منطقة السبيعة جنوب طرابلس، الأربعاء، التي تحصن بها مقاتلون موالون لـ"حفتر"، بينما وجدت قوات الوفاق تلك الأدلة.

وتشير الأدلة، التي تشمل هاتفاً جوالاً وبطاقة بنكية وكراسات تحوي ملاحظات ومعدات تلغيم، إلى تورط صاحبها في عمليات قتالية، وليس في عمليات نزع ألغام فقط كما زعمت مصادر موالية لـ"حفتر" سابقا.

احتوت تلك الأغراض كذلك على مبالغ مالية بالعملة السورية، وصورا لهؤلاء الجنود في مناطق سورية، ما يعني وجودهم هناك سابقاً.

شملت الصور في الهاتف المحمول، أيضاً، شعارات عسكرية، أحدها يتبع القوات البحرية الروسية، لكن مصادر المعلومات تجمع على أن المقاتلين الروس الموجودين في ليبيا يتبعون شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة.

وسبق أن أشار تقرير لوكالة "بلومبرغ"، نقلاً عن مصادر غربية وروسية وليبية، إلى أن أكثر من 100 مقاتل يتبعون شركة "فاغنر" وصلوا إلى ليبيا بداية سبتمبر/أيلول.

وفقاً لهذه الرواية، فقد جرى نشر هؤلاء المقاتلين في قاعدة الجفرة وسط البلاد، وكذلك في بلدة جنوبي طرابلس يتخذونها مركزاً للعمليات، وتعرضت هذه الأخيرة لقصف أودى، على ما يبدو، بحياة بعضهم.

ورغم أن شركة "فاغنر" لا تنشط في روسيا بشكل رسمي، حيث يمنع القانون هناك إنشاء شركات عسكرية خاصة، فإن عملياتها غالبا ما ترتبط بشكل وثيق بعمليات الجيش الروسي.

نهاية أسطورة الحياد؟

وسبق أن جرى لقاء جمع "حفتر" مع مسؤولين مقربين من هذه الشركة في روسيا قبل حوالى عام، عندما زار "حفتر" موسكو للقاء وزير الدفاع، "سيرغي شويغو"، ومسؤولين عسكريين آخرين، وحضر الاجتماع أيضاً رجل الأعمال الروسي المقرب من "فاغنر"، "يفغيني بريجوزين".

يقول مراقبون إن الكشف عن الدعم الروسي لـ"حفتر" ربما يكون نقطة تحول لدور موسكو في ليبيا، فعلى امتداد الأعوام الماضية، ظل الموقف الروسي الرسمي محايدا من الصراع الليبي، وكرر دعوته إلى إيجاد حل سياسي عبر التفاوض.

ورغم استقبال روسيا لـ"حفتر"، فإن موسكو استقبلت أيضاً ممثلين عن حكومة "الوفاق".

لكن روسيا تبدو اليوم أكثر انحيازاً لـ"حفتر"، ويبدو دورها الحيادي محلا للشك، كما تبدو دعوات "حفتر" إلى اضطلاع موسكو في ليبيا بدور أكثر فاعلية، أقرب إلى الإفصاح عن حقيقة التورط الروسي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر حكومة الوفاق الوطني الليبية قوات حفتر القوات الروسية

واشنطن وروسيا تحذران من تفكك ليبيا وتهديد استقرار النفط

لافروف: روسيا ومصر تنسقان جهود التسوية في ليبيا

سيف الإسلام القذافي يشيد بوساطة روسيا لحل الأزمة الليبية

إصابة قائد مرتزقة روس يقاتل مع حفتر بجروح خطيرة

رويترز: روسيا طبعت أوراق نقد ليبية وأرسلتها لحفتر بكميات ضخمة

موسكو تنفي وجود شركات عسكرية روسية بليبيا‎

التدخل الروسي في ليبيا.. واشنطن تتحرك دبلوماسيا