مسح أثري بالسعودية لكشف غموض الحضارة النبطية

السبت 5 أكتوبر 2019 04:11 م

يقوم فريق من علماء الآثار بمسح أثري بمنطقة صحراء العلا السعودية، في محاولة لإلقاء الضوء على الحضارة النبطية الغامضة، التي تركت آثاراً، لم يتم الكشف عن الكثير منها حتى الآن.

وتعرف صحراء العلا (غربي السعودية) بلياليها الحالكة، مما يتيح لمتأملي النجوم دراسة الأجرام السماوية، دون مشاكل ناجمة عن أي تلوث ضوئي.

لكن المنطقة باتت أكثر جذباً للأثريين، فقد ازدهرت في هذه المنطقة الحضارة النبطية ابتداء من القرن الأول قبل الميلاد واستمرت نحو 200 عام.

ورغم أن النبطيين أداروا إمبراطوريتهم من عاصمتهم مدينة البتراء في الأردن، إلا أنهم أقاموا مدينة حجرية (مدائن صالح الحالية) في صحراء العلا، وكانت بمثابة عاصمتهم الثانية.

ويعتزم علماء آثار، إجراء أول تنقيب أثري في منطقة، تعادل مساحتها مساحة بلجيكا (نحو 30 ألف كيلومتر).

وبدأ الفريق الذي يضم أكثر من 60 خبيرا، مشروعا يستغرق عامين لاستطلاع قلب المنطقة في مساحة تبلغ نحو 3300 كيلو متر مربع (شمال غربي السعودية).

وهذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها مساحة بهذا الحجم لدراسة علمية أثرية في السعودية.

وتجرى عمليات التنقيب في "مدائن صالح"، ومواقع نبطية أخرى، على يد مجموعة من الخبراء السعوديين، ومن بينهم "عبدالرحمن السحيباني" المحاضر بجامعة الملك سعود في الرياض.

ويقول "السحيباني": "كنت أركز في وقت سابق على الحضارتين الدادانية واللحيانية، والآن فإن الهيئة الملكية للعلا تعمل بمنظور أوسع من أجل فهم أكبر لكيفية تطور المجتمعات المبكرة في المنطقة".

وتعمل الهيئة على وضع أحدث التقنيات تحت تصرف خبراء الآثار في الموقع.

وحسب عالمة الآثار الأمريكية المسؤولة عن التنقيب لحساب الهيئة الملكية بالعلا "ربيكا فوت"، فإن الجهود السابقة ركزت على الحفريات، لأن التنقيب الشامل يتطلب الكثير من الوقت والموارد المتاحين الآن.

وتعتقد "فوت"، أن هذه الدراسة ستضع السعودية على خريطة التاريخ القديم.

وتضيف: "نعرف الكثير عن الفترة بين الألف الأولى والثالثة قبل الميلاد، نعرف الكثير عن مصر القديمة وميزوبوتاميا (بلاد الرافدين)، وبالمقارنة فإننا لا نعرف سوى القليل عن شبه الجزيرة العربية في التاريخ القديم، فكيف ستؤثر اكتشافاتنا على فهمنا للتاريخ القديم، لا نعرف بعد، ولكن من المرجح أنها ستعيد تشكيل رؤية العالم في التاريخ القديم".

وقضت "فوت"، سنوات طويلة تعمل في البتراء، المدينة القديمة في الأردن، والتي مازالت تمثل أشهر أثر خلفته الحضارة النبطية.

وتقول إن المسح الجوي مهم لاكتشاف المواقع غير التقليدية الذي قد يتطلب الأمر سنوات طويلة لاكتشافها.

وكانت بعثة فرنسية قد اكتشفت سابقاً، شبكة طرق لتجارة البخور (غربي السعودية)، تمر عبر صحراء العلا.

وتريد "فوت" أن تبني على هذه المعلومات، وأن تعرف أكثر عن دور المياه في ازدهار المنطقة.

وتعلق بالقول: "يمكننا أن نخمن أنه كان لديهم اقتصاد زراعي ناجح، ولكن هل كانت هناك ضرائب على البخور؟ وكيف أداروا مواردهم المائية؟".

ومن المرجح أن تؤدي المعلومات الغزيرة التي سيحصل عليها فريق العلا الدولي إلى الكشف عن الطرق التي ربطت بين البتراء ومدائن صالح.

وكان "السحيباني" قد قام بعمليات حفر لبضع سنوات في دادان، وهو موقع يشير إلى وجود حضارة سابقة للنبطيين، وقال إن "الأمر قد يستغرق أجيالا لتظهر نتيجة هذا العمل، وما يجعل هذه العمل مهما على الصعيد العالمي أنه لا يقتصر على مدائن صالح والبتراء فقط بل يشمل الحضارات السابقة غير المعروفة لنا".

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

السعودية تطلق 44 بعثة دولية للتنقيب عن الآثار داخلها

إنشاء مجسم لمدائن «صالح».. أول موقع أثري سعودي بـ«اليونسكو»

هياكل بشرية من قبل الميلاد.. اكتشاف أثري غريب في السعودية

الأربعاء.. السعودية تعلن تفاصيل كشف أثري "مهم"

أسرار الكشف عن آثار بشر قبل 120 ألف عام بالجزيرة العربية