زيارة «العريفي» للأردن وتوفير السلطات الحماية له تثير جدلا واسعا

الاثنين 6 يوليو 2015 08:07 ص

أثارت زيارة الداعية السعودي الشهير الدكتور «محمد العريفي» الأخيرة للأردن جدلا واسعا، خاصة بعد استقبال السلطات الأردنية للشيخ -المعروف بدعوته للجهاد ضد النظام السوري- وتوفير الحمايه له، في الوقت الذى تشهد فيه العلاقة الأردنية مع نظام دمشق أسوأ أحوالها مرحليا.

واعتبرت صحيفة «القدس العربي» في عددها الإثنين أن هذا الأمر مقصودا لذاته ومرتبطا بأهداف سياسية عميقة، خصوصا أن الأردن مقبل على مشروع «درعا» الشمولي ويحاول التعاطي مع الواقع الديموغرافي السوري في شمال الأردن، والذي حضر الشيخ العريفي أصلا لمخاطبته.

الداعية السعودي معروف بشراسة موقفه ضد النظام السوري وبتأييده للعمل الجهادي المسلح ضد النظام السوري، وبصورة تميل لصالح «جبهة النصرة» والتنظيمات المسلحة التي أصبحت على نحو أو آخر «حليفا محتملا» لدول الجوار العربي المتحاربة مع النظام السوري.

اعتبرت الصحيفة وجود «العريفي» في مناطق الشمال تحديدا، جزء من حلقة نقاش وتفاعل «أردنية ولاحقا سعودية ثم إسلامية» مع الكتلة الديموغرافية السورية في شمال الأردن، الأمر الذي يبرره الازدحام الشديد الذي أعاق محاضرة دينية كان سيلقيها «العريفي» في استاد مدينة إربد الرياضي.

وقالت إن «آلاف السوريين وتحديدا في أوساط اللاجئين يتابعون بشغف الشيخ العريفي ويؤيدونه، وعلاقاته بتنظيمات الإخوان المسلمين السورية والأردنية معروفة للجميع، ومواقفه علنية في التنظير للجهاد وليس للجهاديين في سوريا»، معتبرة أن «هذه جميعها أسباب تجعل السماح باستقبال جماهيري للعريفي خطوة «محسوبة» ومفيدة بالنسبة للأردن الرسمي الذي تقول العديد من القراءات والتوقعات إنه دخل في مستوى الخصام الشديد مع النظام السوري وفي التمهيد لنظرية «المنطقة الآمنة» في درعا جنوبي سوريا».

وبهذا الإطار يصبح تأطير «أي علاقة» بين المكون الديمغرافي السوري شمال الأردن، حيث يوجد نحو مليون سوري جزء كبير منهم من محافظات درعا، وبين شخصيات مؤثرة في هذا المكون مثل العريفي، خطوة سياسية بامتياز أغلب التقدير أنها تقف خلف «القرار الأمني ـ السياسي» الأردني الذي سمح أولا بتنظيم الزيارة للشيخ العريفي ثم خصص له شخصيا نخبة من ضباط الأمن لحراسته ثانيا، بحسب الصحيفة.

والمؤشر الأبرز على ذلك أن الشيخ «العريفي» طلب من السلطات الأردنية عبر وسطاء السماح له بتنظيم «لقاء ديني جماهيري» مماثل لما حصل في إربد في وسط العاصمة الأردنية عمان، وتحديدا في منطقة الهاشمي الشعبية ذات الكثافة السكانية وسط المدينة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض ولم يسمح له باللقاء، مما يؤشر على أن «جولة العريفي الإيمانية» الرمضانية خطط لها أن تقتصر على شمال الأردن حيث المكون الديموغرافي السوري المؤثر اجتماعيا.

يذكر أن «العريفي» كان يقضي الصيف خلال الأعوام الماضية في دول الاتحاد الأوروبي لـ «الدعوة»، قبل منعه من دخولها جميعاً بطلب رسمي تقدمت به الحكومة السويسرية في 2013، لتبنيه ما اعتبر «خطاباً يحرض على الكراهية»، ليقتصر نشاطه الدعوي بعد ذلك على البلدان الإسلامية، وخصوصاً تركيا وقطر، التي زارها قبل أيام.

وأدرجت الكويت في وقت سابق اسم الداعية السعودي المعروف على قائمة الممنوعين من دخول البلاد بعد الجدل الذي أثاره في خطبة له تناول فيها الشيعة والمرجع الديني الكبير «علي السيستاني»، الأمر الذي اعتبره كثيرون «هجوما على الشيعة وإثارة للخلافات المذهبية».

  كلمات مفتاحية

«العريفي» عن «الدولة الإسلامية»: «لا يغرنك طائفة تدعي الجهاد في سبيل الله»

السعودية تطلق سراح «العريفي» بشرط التوقف عن التغريد وإقامة الندوات

3 طائرات فرنسية مقاتلة تصل الأردن لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«العريفي خلف القضبان» .. حملة تضامنية جديدة تشعل فضاء تويتر

العريفي ينفي اتهامات بريطانيا بتجنيد شبابها للقتال مع داعش

«العريفي» الأول عربيا على «تويتر» بـ13 مليون متابع