أصل المشكلة أن يحدث تقارب أمريكي إيراني

الاثنين 6 يوليو 2015 03:07 ص

7 يوليو/تموز، الموعد الأخير للمفاوضات حول الاتفاق الدائم بين الولايات المتحدة (والآخرين) وإيران. عندي تقدير واضح حول ما سيحدث. ولأنني لست نبيا فأنا أفضل الاحتفاظ بهذا لنفسي.

 أريد صرف الانتباه إلى ورقة العمل الجماهيرية التي تم نشرها في الولايات المتحدة قبل أسبوعين حول السياسة الأمريكية في المفاوضات. كاتبو الورقة هم ديمقراطيون وجمهوريون، سياسيا، وهم يشملون خبراء ودبلوماسيون ورجال من الجيش وساسة من الدرجة الأولى - النخبة الأمريكية. ومنهم خبراء في مستوى عال وخدموا في ولاية أوباما الأولى.

ويقولون من ضمن ما يقولون: «الاتفاق ليس موجها ليكون استراتيجية شاملة تجاه ايران. ولا يتطرق إلى مساعدة إيران لمنظمات الارهاب (حماس وحزب الله)، ولا يتطرق أيضا الى التدخل الإيراني في العراق وسوريا واليمن (السيطرة العليا لايران)، ولا يتطرق إلى تشكيلة السلاح البالستية الصاروخية لإيران ولا يتطرق إلى القمع الداخلي للشعب.

من أولويات الإدارة الأمريكية التعامل مع الخطر النووي على أمل أن يؤثر الاتفاق إيجابا على إيران في الأمور الاخرى، أي أن تكف عن القمع الداخلي وتوقف الإرهاب والسعي إلى السيطرة الإقليمية. ويوصي الكُتاب في السياق القيام بخطوات أمريكية من أجل تفعيل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وضد طموحات السيطرة الإيرانية. البيت الأبيض لا يتعاطى بجدية مع هذه الورقة التي تشمل توصيات تتعلق بالمواضيع المركزية التي لها صلة بالسلاح النووي. هذا ليس صدفة لأن الورقة تعطي التعبير لنظرة سياسية تختلف عن السياسة التي تتبعها ادارة أوباما. ما المقصود؟

أولا، ليس هناك لإدارة أوباما أي استراتيجية شاملة لمعالجة التهديدات. المثال الأكثر بروزا هو الحرب العالمية التي تم إعلانها ضد الدولة الإسلامية (داعش)، حيث اعتبرت العدو رقم واحد للولايات المتحدة. أين تحاربها؟ فقط في العراق وسوريا، رغم أن داعش غير موجود هناك فقط، فهو موجود أيضا في شبه جزيرة سيناء ويقوم باستخدام الإرهاب من هناك، ضد النظام المصري في هذه المرحلة. وهو يقوم بتشغيل خلايا في أماكن مختلفة في العالم. ماذا يفعلون ضده؟ لا شيء.

 ثانيا، ادارة أوباما لا تعتبر إيران عدو، بل العكس، إيران بالنسبة إليها هي الحل للفوضى التي تغشى الشرق الاوسط الآن. لديها ماض مجيد وهي ثورية، حيث أسقطت في حينه الشاه المتسلط. ولديها القدرة. وهي التي ستقضي على داعش في العراق وتمنح الرئيس أوباما النصر وتخلد إرثه. ومن يعرف، ربما تستطيع إيران الانتصار على داعش في سوريا أيضا.

إضافة الى ذلك فإن إدارة أوباما، حسب أقوال أوباما نفسه، تؤمن بأن الاعتبارات الاقتصادية ورغبة إيران في أن تكون من أسرة الشعوب وأن تحظى بعناق يُمكن آيات الله من نشر أفكارهم الدينية - كل ذلك سيتغلب على الأعمال الإرهابية وأن يتم الاستثمار في بناء مجتمع إيراني مزدهر، وبالتالي تختفي الرغبة في القضاء على إسرائيل. لدينا الكثيرين ممن يسقطون منطقهم على منطق العدو، وفي نهاية المطاف يخسرون.

لهذا إذا كان تقديري صحيح فإن الاتفاق النووي إذا تم التوقيع عليه، فإنه سيفتح مرحلة جديدة تتم فيها معانقة إيران من قبل إدارة أوباما. وهذا أمر سيء من وجهة نظر إسرائيل.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة الاتفاق النووي الدول العظمى إيران إدارة أوباما إسرائيل

لسنا في خطر .. نحن الخطر !

«نتنياهو» يشبه إيران بـ«الدولة الإسلامية» في فيديو كارتوني عبر «تويتر»

«يعالون» يتهم إيران باستهداف «إسرائيل» عبر «الفضاء الإلكتروني» خلال حربها على غزة

«الكونغرس الأمريكي» يقر قانونا يمنحه حق النظر في الاتفاق النووي النهائي مع إيران

إيران وإسرائيل.. هل عدو عدوي صديقي؟

أمريكا وايران .. وحرج الدفاع عن العدو

«رفسنجاني»: «تجاوزنا المحرمات» ولا نستبعد إعادة فتح السفارة الأمريكية بطهران