نشر خبراء هندسة ومشروعات مائية خرائط تاريخية لموقع "سد النهضة" الإثيوبي وعددا من الصور تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية وجوجل إيرث، تحدد تاريخ البدء في بناء "سد النهضة".

وكشفت تلك الصور أن عمليات البناء في سد النهضة لم يبدأ إلا عام 2014 في عهد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وهو ما ينفي ادعاءات "السيسي" المتكررة بتحميل ثورة 25 يناير/كانون الثاني مسؤولية بناء سد النهضة.

وتأتي تلك الصور في الوقت الذي لوحت فيه إثيوبيا بخيار الحرب وحذرت "السيسي" بمليون إثيوبي وقنابل ضد السد العالي لو اندلعت حرب بسبب سد النهضة، قبل اجتماع مرتقب يجمع "السيسي" ورئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" في موسكو.

وسبق أن أطلق "السيسي" تصريحات تتهم ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بأنها السبب وراء بناء سد النهضة، كان آخرها خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة المصرية، مؤكدا أنه لولا ما جرى في 2011 لتوصلت القاهرة إلى اتفاق جيد مع الخرطوم وأديس أبابا بشأن "سد النهضة"، وأن مصر دخلت بالفعل مستوى الفقر المائي.

لكن علماء في هندسة السدود أكدوا بالاستعانة بخرائط وصور "جوجل إيرث" أن عملية البناء الحقيقية لجسم سد النهضة بدأت في عهد "السيسي" وتحديدًا أواخر عام 2014.

وألقى خبير هندسة السدود والأنفاق والمشروعات المائية، "محمد حافظ"، الذي يشغل منصب أستاذ مساعد بجامعة تناجا بماليزيا، محاضرة عبر حسابه علي فيسبوك، أوضح فيها عدم صحة ما قاله "السيسي" عن أن السد بني عام 2011.

كما نشر فيديو وعدد من الصور تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية تحدد تاريخ البدء في بناء سد النهضة، توضح أنه حتى نهاية 2013 لم يوضع حجر واحد في أساسات السد، بحسب قوله، وأن البناء بدأ مع تولي "السيسي" رئاسة مصر.

وفقا لتلك الصور، فإن عملية صب الأساسات بدأت في يونيو/حزيران 2014 وانتهت طبقة الأساسات في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015، وما قبل ذلك كانت عمليات تحديد مكان السد وتجريف المنطقة استعدادًا لبنائه.

يعني ذلك أن سد النهضة تم بناؤه بالكامل في عهد "السيسي" وأنه كانت هناك ألف فرصة للدولة المصرية لمنع إقامة السد، لو كانت هناك جدية في ذلك.

عقب تشكيك موالين لـ"السيسي" في هذه الخرائط، غرد الخبير الهندسي العالمي "ممدوح حمزة" على "تويتر"، ليؤكد صحة ما ذكره "حافظ"، مؤكدًا أنه حتى 30 يونيو/حزيران 2014 لم تكن هناك أي انشاءات في موقع السد بحسب صور القمر الاصطناعي.

"حمزة" عرض صورًا لموقع سد النهضة على غوغل إيرث من 2015 إلى 2018، تظهر أن الإنشاءات بدأت قبيل عام 2015 أو في خلال الجزء الثاني من 2014 طبقًا لصور موقع سد النهضة من القمر الاصطناعي.

بعد عرض هذه الحقائق، سخر "حمزة" ضمنًا من اتهام الرئيس السيسي لثورة يناير بالمسؤولية عن بناء السد، وقوله إن "مصر كشفت ظهرها وعرت كتفها"، قائلًا "لم تكشفي عن ظهرك ولم تعري كتفك، هم أرادوا لكِ العهر ولكن الله حارس وسخر لكِ أبناءك المخلصين".

وتصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية التلويحات باستخدام القوة، وقفز مصطلح الحرب في تصريحات المسؤولين على أعلى مستوى.

وحذر رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد علي" من أن بلاده مستعدة لحشد مليون إثيوبي إذا كانت الحرب ضرورية مع مصر.

في المقابل، قال الكاتب المصري "عبدالله السناوي"، المقرب من النظام، في مقال بجريدة "الشروق" الخاصة: "إذا أخفقت كل البدائل الدبلوماسية والقانونية والسياسية فإن التدخل العسكري ربما يكون اضطراريًا".