يدور جدل في الأردن حول بعض مناهج التعليم المدرسية الجديدة، التي يصفها البعض بالمخالفة للشرع، ووجه من أوجه العولمة والاقتداء بالغرب.

فقد تداول أردنيون خلال الأيام الماضية، مقطع فيديو لتلميذات في الصف الرابع الابتدائي، وهن يضعن أحد الكتب المدرسية تحت أرجلهن ويصفن نصوصه بأنها "تتنافى مع القيم والبيئة الأردنية".

وتظهر إحدى التلميذات وهي تتحدث عن مادة العلوم، قائلة: "لا نريد هذا المنهاج الذي يمس بعقيدتنا، نريد منهجا يستند إلى القرآن الكريم".

وانقسم الأردنيون بين مؤيد لمطالب التلميذات يدعو إلى تنقيح المناهج، وآخر يستنكر احتجاجهن ويصفه بأنه بـ"تحريض من التيار المتشدد".

ودفع الجدال برابطة علماء الأردن للتدخل، إذ انتقدت في بيان لها التعديلات على مناهج التعليم، محذرة مما وصفته بـ"توغل مؤسسات العولمة الغربية" في المدارس الأردنية.

ويقول مغردون إن كتبا مدرسية تتضمن إيحاءات جنسية، وتداولوا وصورا أخرى تبين "حذف آيات قرآنية كانت موجودة في المنهج القديم".

وغرّد هؤلاء بوسوم "لا لتعديل المنهاج"، و"لا لمنهاج كولينز"، مستنكرين استبدال المناهج القديمة بأخرى يرونها خطيرة، مؤكدين رفضهم وتصديهم القاطع لما سمّوه بـ "الإملاءات الأجنبية على الحكومة الأردنية لتغيير التعليم".

وأرجع أولياء أمور التلاميذ وقتها كتابي مادتي العلوم والرياضيات لوزارة التربية بـ"حجة أنها مترجمة عن مناهج كولنز البريطانية دون أن تراعي الفروق بين الدولتين". 

يذكر أن "كولنز" هي دار نشر عمرها 200 عام تصدر كتبا في مادتي العلوم والرياضيات وفق معايير تصفها بالعلمية.

ودافع المركز الأردني لتطوير المناهج، عن التعديلات الجديدة، وقال إنها "تعتمد استراتيجيات حديثة للتعليم تشجع على التفكير النقدي وتربط العلم بالحياة العملية لتهيئة التلميذ لمزاولة وظائف مستقبلية" .

ونفى المركز، بحسب ما نقلت شبكة "بي بي سي"، تعرضه لأي ضغوط خارجية، مبينا أن "السبب وراء حذف بعض الآيات القرآنية من المناهج الجديدة لمبحث العلوم، يعود لكون دار النشر المعتمدة أجنبية".

وتنافست 5 شركات عالمية، كلفت إحداها بمهمة تطوير الكتب المدرسية لمادتي العلوم والرياضيات، وتقول الحكومة إن المفاضلة بين دور النشر تمت من قبل اختصاصيين أردنيين.

وقالت مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج "ربى البطاينة"، في أغسطس/آب الماضي، إن كتب علوم ورياضيات "تجريبية" جديدة ستدرس للصفين الأول والرابع مع بداية العام الدراسي.