قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي "عبدالحميد الغبين"، إن الخطاب العربي والإسلامي، الذي يرفع شعار تحرير فلسطين "غير واقعي"، مضيفا: "كلمة تحرير فلسطين يجب أن تنتهي من القاموس".

جاء ذلك، في معرض تعليقه على ما أثارته تغريدته قبل أيام، والتي قال فيها إن "(إسرائيل) خدمت السعودية ووقفت إلى جانبها في العديد من الأمور بصورة أفضل من وقفة بعض الدول العربية"، حسب قوله.

وقال "الغبين"، في تصريحات لـ "سي إن إن" بالعربية: "(إسرائيل) دولة موجودة على أرض الواقع ولديها علاقات مع أهم الدول العربية مثل مصر والأردن، ويجب أن نتفاوض معها بشكل مباشر، ونقيم معها السلام دون أي شروط".

وأوضح أن مقصده هو "ألا نضع قضية فلسطين ضمن شروط السلام مع (إسرائيل)".

وتابع: "الشيء الآخر بخصوص المسجد الأقصى، فيجب أن يكون تحت الإدارة السعودية، والمملكة قادرة على تطويره، وجعله أحد أهم المعالم الدينية والسياحية الدينية وربطه بالحرمين الشريفين".

وزاد "الغبين": "عندي تواصل مع نخب إسرائيلية ليس لديها مانع أن يسلم الأقصى إلى السعودية، ويكون تحت الإدارة السعودية لأنهم على ثقة بأن بلد مثل المملكة هي راعية قبلة المسلمين، وهي أهم دولة إسلامية".

وأضاف: "(إسرائيل) دولة مهمة جدا من ناحية الاقتصاد، وبالذات نحن في السعودية نحتاج (إسرائيل) في أشياء كثيرة جدا، نحن بلد صحراوي و(إسرائيل) لديها إمكانيات هائلة جدا في عملية الاستفادة من الموارد المائية بأقل التكاليف الممكنة".

وأردف الباحث السعودي قائلا: "أثبتت الأحداث الجسام أن (إسرائيل) مواقفها مشرفة خاصة مع السعودية سواء في بعض قضايا تأليب الرأي العام ضد المملكة، بما يخص (الصحفي الذي تم اغتياله العام الماضي جمال) خاشقجي وبعض القضايا الأخرى".

وقال: "كان موقف (إسرائيل) أيضا أفضل بكثير من مواقف دول عربية عندما تم ضرب (شركة البترول السعودية) أرامكو من إيران".

وزاد: "لدي (إسرائيل) استعداد لمجابهة إيران مع السعودية، وهذه كلها مواقف تثبت لنا أن (إسرائيل) اليوم دولة صديقة لم تعد دولة عدوة".

واستطرد: "أنا أتصور أنه وبوجود قائد شجاع مثل (ولي العهد) محمد بن سلمان، هو الوحيد القادر اليوم على صناعة السلام مع (إسرائيل) وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي للأبد، لأنه الوحيد الذي لديه القدرة ولديه الكاريزما والكثير ليس فقط من السعوديين يؤمنون بما يقوم به".

وسبق أن زعم "الغبين" وجود حق تاريخي ذكر في القرآن الكريم للإسرائيليين في أرض فلسطين، وأنهم الأولى بها من الفلسطينيين أنفسهم.

ومن آن لآخر، يظهر "الغبين" على وسائل إعلام إسرائيلية ناطقة بالعربية، داعيا إلى تطبيع كامل مع الاحتلال الإسرائيلي.

وخلال الفترة الأخيرة، تترك السعودية، الحرية لبعض كتابها في التودد إلى (إسرائيل)، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والدعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما اعتبرته تقارير إسرائيلية "تطبيعا غير معلن".

وباستثناء مصر والأردن اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع (إسرائيل)، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع دولة الاحتلال.

لكن مسؤولين إسرائيليين أعلنوا غير مرة، خلال الأشهر القليلة الماضية، عن تحقيق اختراقات نحو تحسين العلاقات مع دول عربية، فضلا عن مشاركة وفود إسرائيلية في فعاليات عربية متنوعة، وهو ما يواجه برفض شعبي عربي.