ضغوط الاكتتاب تدفع أرامكو لتقليل إنفاقها على الابتكار

الأحد 10 نوفمبر 2019 06:24 م

الاكتتاب العام الأولي العام للشركة وضغوط المستثمرين الراغبين بأرباح أكبر برزا كأكبر عائقين ربما يدفعان شركة "أرامكو" النفطية السعودية لتقليل إنفاقها على الابتكار التكنولوجي.

وكانت "أرامكو" قد زادت الإنفاق على الابتكار التكنولوجي رغم تراجع أسعار النفط من الرجال الآليين، إلى الطائرات المسيرة بدون طيار.

وتطرح السعودية جزءا من الشركة التي تعتبر عماد الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي في المملكة، للبيع، في خطوة تشكل حجر الأساس لاستراتيجية ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" لتنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.

ومن المتوقع أن يؤدي تداول أسهم الشركة في السوق المالية المحلية ثم في بورصة أجنبية، إلى دعوات من قبل الشركات والأفراد المستثمرين لتحقيق أكبر هامش من الأرباح.

لتحقيق أكبر كم من الأرباح، فإن ذلك سيكون على حساب النفقات، ومن بينها تلك المرتبطة بالبحوث والتكنولوجيا.

وكانت "أرامكو"، أكثر شركات العالم تحقيقا للأرباح، قد زادت إنفاقها على الابتكار، بعكس العديد من الشركات النفطية الأخرى التي اضطرت إلى تقليص هذا الإنفاق بسبب تراجع أسعار الخام.

وبلغ إنفاق الشركة على البحث والتطوير 591 مليون دولار في 2018، مقابل 507 ملايين دولار في 2017.

وقالت الخبيرة في الشؤون النفطية السعودية، " إيلين والد"، إن "البحث والتطوير يخلقان تقنية مفيدة لأرامكو لكن بعض المشاريع قد تكون أو لا تكون قابلة للتطبيق على الإطلاق من الناحية التجارية".

وأضافت: "لم تضطر أرامكو أبدًا إلى الرد على المستثمرين الذين تهمّهم النتائج الفصلية للشركة، عندما يتم الاكتتاب، سيتغير ذلك"، بحسب ما نقلته "فرانس برس".

وأوضحت أنه "من السهل تفهم قلق البعض من احتمال وجود ضغوط لتقليص أو تغيير إستراتيجيتها حيال البحث والتطوير نتيجة لذلك".

وخلال جولة إعلامية في مقر الشركة في الظهران مؤخرا، استعرضت "أرامكو" قدراتها في مجال الابتكار التكنولوجي حيث بنت مجمعات سكنية ضخمة ومدارس ومراكز تجارية لموظفيها البالغ عددهم 15 ألفا، شبيهة بتلك الواقعة في ضواحي المدن الأمريكية الكبرى.

وجلس المهندسون أمام أجهزة الكمبيوتر في مركز قيادة بين شاشات عملاقة تتتبع تدفق النفط الخام من حقول النفط، عبر شبكة معقدة من خطوط الأنابيب ومصافي التكرير، إلى ناقلات تصل في جميع أنحاء العالم.

وعرض الموظفون ابتكارات عديدة، من تقنية الحفر المعززة للإنتاج، إلى الروبوتات والطائرات من دون طيار التي صُنعت باستخدام أدوات التنقيب.

وقال كبير مسؤولي قسم التكنولوجيا في أرامكو، "أحمد الخويطر"، إنه "على مدى السنوات الخمس الماضية، زاد إنفاقنا على البحث والتطوير بأكثر من الضعف".

وأشار إلى أن ذلك "فتح ذلك الباب أمام الاستثمار في مراكز البحث العالمية المستوى".

وتقول "أرامكو" إن علماءها ومهندسيها البالغ عددهم 1300 في 12 مركزًا للبحوث حول العالم، من بكين إلى ديترويت، يساعدونها على تقديم براءات اختراع جديدة كل عام.

ويوضح المسؤولون أن الاستثمارات الواسعة النطاق ساعدت في ضخ النفط بكلفة ضئيلة مقارنة منافسيها من تحت الكثبان الرملية والبحار.

وبعد سنوات من التأجيل، قرّرت "أرامكو" رسميا الأحد الماضي إدراج جزء من أسهمها في السوق المحلية، بعد وقت قصير من إعلان هيئة السوق المالية السعودية الموافقة على تداول الأسهم.

وحدّدت 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري موعدا لبدء شراء أسهم فيها من دون أن تعلن عن سعر السهم أو موعد بدء التداول الفعلي، أو حتى نسبة الطرح الإجمالية.

وتعمل السعودية بكل طاقتها على إنجاح الاكتتاب الذي يعد حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد المسمّى "رؤية 2030"، ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.

لكن محلّلين تساءلوا ما إذا كان الاكتتاب يلعب دورا بناء بالنسبة لـ"أرامكو" نفسها، التي ينظر إليها على أنها عماد الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي.

المصدر | الخليج الجديد + فرانس برس

  كلمات مفتاحية

طرح أرامكو

اكتتاب أرامكو.. تحديات كبرى تنتظر جوهرة التاج في المملكة

طرح أسهم أرامكو.. اختبار حرج لبورصة تداول السعودية

شركة الحفر العربية السعودية تطرح 30% من أسهمها للاكتتاب