حذرت السفارة الأمريكية في طرابلس رعاياها من السفر إلى ليبيا، لاسيما العاصمة طرابلس، التي قالت إنها تشهد تصاعدا في أعمال القتال، التي دخلت فيها قوات أجنبية ومرتزقة، على حد تعبير بيان السفارة.

وتزايدت التقارير عن إرسال روسيا قوات تابعة لها ومرتزقة لمساعدة قوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" بعد تعثرها في المعارك ضد قوات حكومة "الوفاق الوطني"، المعترف بها دوليا.

وقالت السفارة، في بيانها، إن تصاعد المعارك حول طرابلس زاد من الخطر المحدق بحركة الطيران المدني في المجال الجوي الليبي، مشيرة إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية حظرت في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عمليات الطيران المدني على جميع الارتفاعات في أراضي ليبيا ومجالها الجوي.

وأشارت إلى أن مطار معيتيقة الدولي لا يزال مغلقا، وأن هناك قيودا كبيرة على السفر الجوي التجاري العابر إلى المجال الجوي الليبي أو عبره بسبب النزاع المستمر هناك.

وذكرت السفارة أن الحكومة الأمريكية تشعر بقلق بالغ إزاء إمكانية استهداف النقل الجوي المدني والتجاري في ليبيا، مطالبا المواطنين الأمريكيين بمراجعة سياسات "الحظر والقيود والإشعارات" التابعة لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية للحصول على مزيد من المعلومات.

وأشارت إلى أنها غير قادرة على تقديم المساعدة الطارئة أو الروتينية للمواطنين الأمريكيين في ليبيا؛ حيث أوقفت عملياتها في طرابلس عام 2014.

كانت قوات "حفتر" أعلنت، قبل أيام، حظرا جويا فوق معظم مناطق طرابلس ومحيطها، وهددت باستهداف أي حركة طيران مدني أو تجاري أو عسكري هناك، مبررة ذلك القرار باقتراب دخولها إلى العاصمة طرابلس، على حد زعم المتحدث باسمها "أحمد المسماري".

وفي وقت سابق، اليوم، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين التقوا "حفتر"، في وقت تسعى واشنطن للضغط على عليه لوقف هجومه العسكري على طرابلس.

وقال بيان الخارجية الأمريكية إن "المباحثات تهدف إلى إرساء أسس مشتركة لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في ليبيا".

وتفيد تقارير بأن مرتزقة روس يقاتلون في صفوف قوات "حفتر".

وحسب تقارير صحفية أمريكية، يخضع المرتزقة الروس لقيادة أحد حلفاء الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وهو ما نفته موسكو.

ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، طالبت واشنطن "حفتر" بوقف هجماته على طرابلس بعد اجتماع بين ممثلين لحكومة الوفاق الوطني ومسؤولين أمريكيين.

وتشهد العاصمة طرابلس (غرب) مقر حكومة الوفاق، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات "حفتر" هجوما للسيطرة عليها، وسط استنفار لقوات الوفاق.

وتعاني ليبيا الغنية بالنفط، منذ عام 2011، من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين "حفتر" وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا.