ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات العراقية، الخميس، إلى 28 محتجا على الأقل، كما فرضت السلطات حظرا على التجول في مدينة الناصرية، والنجف بعدما أحرق متظاهرون القنصلية الإيرانية بها.

ونقلت "رويترز"، عن مصادر طبية قولها إن قوات الأمن فتحت النار على المحتجين الذين تجمعوا عند جسر في الناصرية قبل فجر الخميس، حيث قتل هناك 24 محتجا وأُصيب العشرات.

كما قتلت القوات الأمنية 4 آخرين في بغداد، عندما فتحت الرصاص الحي والمطاطي على محتجين قرب جسر على نهر دجلة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، أن المصالح الحكومية والأعمال التجارية ظلت مغلقة الخميس في النجف، بعد فرض حظر تجول في المدينة جنوبي العراق؛ إثر اقتحام محتجين للقنصلية الإيرانية في وقت متأخر الأربعاء وأضرموا فيها النيران.

وقال محتج يدعى "علي" في النجف: "إحراق القنصلية ليلة أمس كان عملا شجاعا ورد فعل من الشعب العراقي.. نحن لا نريد الإيرانيين".

وأضاف: "سيكون هناك رد انتقامي من إيران أنا واثق من ذلك، ما زالوا هنا وستواصل قوات الأمن إطلاق النار علينا".

من جهته، قال محتج شهد إشعال النار في القنصلية، إن قوات الأمن فتحت النار في محاولة لمنع المتظاهرين من إحراقها.

وأوضح رافضا نشر اسمه: "كل شرطة الشغب في النجف وقوات الأمن بدأت إطلاق النار علينا وكأننا نحرق العراق كله".

خلايا أزمة

من جانبها، أعلنت السلطات تشكيل "خلايا أزمة" من المدنيين والعسكريين لكبح الاضطرابات، وبحسب الوكالة، تعهد القائد العسكري لميليشيات "الحشد الشعبي"، باستخدام القوة لمنع أي هجوم على السلطات الدينية الشيعية.

ويعتبر إضرام النار في القنصلية الإيرانية، أقوى تعبير حتى الآن عن المشاعر المناهضة لإيران بين المتظاهرين العراقيين، مع اتساع الهوة بين النخبة الحاكمة المتحالفة إلى حد كبير مع إيران وأغلبية عراقية يزداد شعورها باليأس.

وجاءت موجة القمع الجديدة، مع ازدياد الغضب الشعبي بسبب عجز الحكومة والطبقة السياسية عن التعامل مع الاضطرابات وتلبية مطالب المحتجين.

وسقط في الاحتجاجات التي بدأت بالعاصمة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وامتدت إلى المدن الجنوبية الشيعية للمرة الأولى بهذا الحجم، ما لا يقل عن 350 قتيلا، وأُصيب الآلاف، وسط عجز حكومي عن امتصاص غضب الشارع.