انهيار مفهوم أوباما

الأحد 19 يوليو 2015 02:07 ص

مر أقل من اسبوع منذ الاحتفال بتوقيع الاتفاق الدائم بين القوى العظمى وايران في مسألة النووي، واذا به يبدأ بالتحطم الى شظايا الاساس الفكري الذي قام عليه السلوك المتصالح من جانب الرئيس الامريكي في اثناء المفاوضات. كما يذكر، ففي قراره منح طهران رزمة بعيدة الاثر من الخطوات الاقتصادية لبناء الثقة، قدر اوباما، بان هذه الجزرة من الاغراءات والحوافز سرعان ما تعطي ثمارها لترفع ايران الى مسار الاعتدال تجاه الولايات المتحدة.

وبالفعل، اعتبر البيت الابيض رفع العقوبات عن طهران خشبة قفز بمسيرة تقارب متسارعة بين واشنطن وطهران سرعان ما تجعل الاخيرة شريكا استراتيجيا مركزيا في الساحة. 

لكن، في هذه المرحلة على الاقل يتبين بان التوقعات في جهة والواقع في جهة اخرى. فالاقوال الفظة والتي لا هوادة فيها، التي اطلقها امس الزعيم الروحي لايران، آية الله علي خامنئي يفترض أن تكون دعوة صحوة ووعي للرأي العام الامريكي قبل ان يصبح الاتفاق حقيقة ناجزة، وذلك لان خلاصة تصريحات خامينئي كانت حادة وواضحة: هذا لا يعني فتح صفحة جديدة في علاقات الامتين، تعيد الى الاستقرار جملة العلاقات السياسية، الايديولوجية والاقتصادية بينهما على اسس جديدة اكثر تصالحا، بل مجرد مدماك وحيد ومنفرد من العلاقات – المدماك النووي، الذي ليس فيه ما يؤثر او يبث على كل باقي الابعاد والعناصر في العلاقات بين الدولتين. 

بكلمات صريحة: الاتفاق النووي لا يبشر ببداية صداقة رائعة مع الغرب. العكس هو الصحيح، في نظر خامنئي، السياسة الكدية الشاملة لايران من جهة الادارة لن تتغير، وكذا دعم طهران للعناصر التآمرية والارهاب في ساحات العراق، سوريا، لبنان، البحرين وفي المجال الفلسطيني لن تضعف على الاطلاق حتى بعد تحقيق الاتفاق الدائم. لقد كان نظام آيات الله ولا يزال بالتالي خصما لدودا لـ "الغرور الامريكي" على حد قول خامينئي، ومن شأنه أن يرى فيها ايضا عدوا لدودا.

هكذا، دفعة واحدة، حطم الزعيم الروحي الايراني هامش التوقعات من مدرسة براك أوباما ودمر اساس ومنطق اتفاق فيينا. وذلك ناهيك عن أنه من المتوقع من وزير الخارجية ظريف، في هجوم جديد من الابتسامات، ان يشوش الانطباع الذي خلفته هذه التصريحات.

لا يتبقى سوى الانتظار لنرى اذا كان هذا الميل لتقزيم الاتفاق ولادراجه في داخل العلاقة  الصدامية المستمرة سيساهم في بلورة رأي عام اكثر تشكيكا في الولايات المتحدة وهكذا يساعد على تصميم نتائج المواجهة في مجلس الشيوخ.

  كلمات مفتاحية

أوباما الولايات المتحدة مجلس الشيوخ إيران خامنئي الاتفاق النووي

«خامنئي» يحذر «روحاني»: بعض القوى الكبرى لا يمكن الوثوق بها

الصفقة النووية الإيرانية: ما الذي تعنيه لدول المنطقة؟

«خامنئي» يحذر من مؤامرة أمريكية لإثارة الفتن ويدعو لتعزيز الوحدة الوطنية

«رويترز»: المؤسسة الإيرانية تواجه مخاطر إذا فشل الاتفاق النووي

«الجارديان»: إيران تشكك في «ورقة الوقائع» الأمريكية الخاصة بالاتفاق النووي

«كارتر» : الملك «سلمان» يزور واشنطن في سبتمبر المقبل .. وإيران تهديد مشترك