«كاميرون» يعلن استراتيجية بريطانيا لمكافحة التشدد ويواصل ابتزاز المسلمين

الثلاثاء 21 يوليو 2015 10:07 ص

قال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» يوم الاثنين إن المسلمين المعتدلين في بريطانيا عليهم الجهر برفض التشدد وقال إن من الخطأ الاكتفاء بإنكار الصلة بين دينهم وأعمال عنف.

ورسم «كاميرون» الإطار العام لاستراتيجية مكافحة التطرف الموضوعة لإيقاف انتشار الأفكار المتطرفة التي يروج لها متشددو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

كما طالب رئيس الوزراء البريطاني شركات الإنترنت بفعل المزيد للمساعدة في التصدي لنشر الأفكار المتطرفة.

وهدف الاستراتيجية مكافحة صعود من يطلق عليهم اسم «متطرفي الداخل». ويقدر أن نحو 700 بريطاني سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام لتنظيم «الدولة الإسلامية» وعاد بعضهم مؤخرا.

وقال «كاميرون» إنه لتحقيق هذا الهدف ينبغي كشف القيادات الدينية التي تقف وراء الإرهاب وأن يسمع صوت المسلمين المعتدلين.

وأضاف: «إن مجرد إنكار أي صلة بين الدين الإسلامي والمتطرفين أمر غير مجد. من العبث إنكار ذلك والأكثر من هذا أن الأمر قد يصبح خطيرا».

وفي إعلانه لطائفة من المبادرات خص «كاميرون» شركات الإنترنت بالانتقاد.

وقال دون أن يسمي شركة بعينها: «حين يتعلق الأمر بالقيام بالشيء الصحيح من أجل أعمالها فإنها تلجأ بسعادة لتوظيف التكنولوجيا التي تساعد في تتبع ممارساتنا على الإنترنت»، مضيفا: «لكن حين يتعلق الأمر بالقيام بالشيء الصحيح في الحرب ضد الإرهاب نسمع كثيرا عبارة أن ذلك أمشيء صعب للغاية» .. «يؤسفني القول إني لا أصدق هذا».

ويستعد «كاميرون» لتوسيع نطاق مشاركة بريطانيا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج من خلال السعي للحصول على موافقة حكومية لتنفيذ مهام تفجير ضد التنظيم في سوريا. وفي الوقت الحالي تنفذ بريطانيا غارات جوية في العراق.

ورحبت منظمة «فيث ماترز» بشكل كبير بالاستراتيجية لكنها حذرت من إلقاء اللوم على الدين.

وقالت المنظمة في بيان «اعتبار الأفكار المحرك الرئيسي يتجاوز عددا كبيرا من العوامل التي تقود الأفراد للتطرف العنيف».

وأضاف «تبسيط الدوافع باتجاه التطرف يؤدي لخطر معاداة قطاعات كبيرة من المسلمين البريطانيين».

رؤية أحادية ابتزازية

والملاحظ أن «كاميرون» منذ شهور يتبنى لغة جديدة في حديثه عن الإرهاب والإسلام والمسلمين البريطانيين.

ففي 12 كانون الثاني/يناير الماضي، قال «كاميرون» إن الجالية المسلمة في بريطانيا لابد أن تتحمل مسؤولية أكبر في مواجهة الإرهاب. مشيراً إلى الهجمات الإرهابية في العاصمة الفرنسية، أكد كاميرون على أن من الكسل والخطأ القول بأن هجمات باريس لا علاقة لها بالإسلام.

بعد ذلك بأقل من شهر، في 5 شباط/فبراير، قال رئيس الحكومة البريطانية أن الدولة لابد أن تواجه، لا أن تغض الطرف عن الجماعات الإسلامية التي لا تتبنى العنف، ولكنها تتخذ موقفاً غامضاً من القيم البريطانية، مثل المساواة بين الجنسين، الديمقراطية، والاندماج.

وفي خطاب مطول في مؤتمر حول الأمن ببريتسلافا، 19 حزيران/يونيو، اتهم كاميرون صراحة مسلمي بريطانيا بالتواطؤ مع الإيديولوجية التي تحرك وحشية «داعش»، قائلاً أن من لا يكافح هذه الأيديولوجية مسؤول أيضاً عن انتشار الثقافة الراديكالية في المجتمع. بمعنى أنه ما دامت إيديولوجية الدولة الإسلامية هي المحرك لأعمالها، وأن هذه الأيديولوجيا تستند إلى فهم ما، مهما كان منحرفاً، للإسلام، فإن المسلمين لابد أن يقوموا بالدور الأكبر لمناهضة أيديولوجيا الإرهاب الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية».

وعاد رئيس الحكومة البريطانية إلى السردية ذاتها في بيانه حول الهجمة الإرهابية على المنتجع السياسي بمدينة سوسة التونسية، والذي ألقاه أمام مجلس العموم، يوم 29 يونيو/حزيران.

والمعلوم أن رؤساء حكومات دول مثل بريطانيا لا يتحدثون عفو الخاطر حول مسائل مثل الإرهاب والإسلام والجالية المسلمة في بلادهم، سيما عندما تكون هذه الجالية عدة ملايين من المواطنين المنتشرين في كافة أنحاء البلاد.

والواضح، بصورة أو أخرى، أن رئيس الحكومة البريطانية يرى أن مسألة الإرهاب الإسلامي، الذي يتعهده تنظيم «الدولة الإسلامية»، هي مسألة إيديولوجية بحتة، أيديولوجيا تستند إلى فهم ما للإسلام، وأن ما تعانيه الدول الغربية من هذا الإرهاب تتحمل مسؤوليته إلى حد كبير الجاليات المسلمة في الغرب والتي لا تقوم (بما يكفي) لمحاربة هذه الإيديولوجيات الراديكالية وانتشارها في أوساطها.

لكن يبدو أن الطبقات السياسية تجد في تضخيم أثر الإرهاب (الإسلامي) عليها وسيلة لتعزيز سلطة الدولة، فإن حجم الجدل الذي تحتله مسألة الإرهاب الإسلامي في المجال العام وصل مستويات غير مسبوقة.

اللغة التي تحدث بها «كاميرون» بدت مبالغة وغير دقيقة إلى حد كبير، بحيث أثارت ردود فعل من الليدي «وارسي»، الوزيرة المحافظة السابقة في حكومة «كاميرون» ورئيسة حزب المحافظين السابقة، التي حذرته من أنه يقترب من إدانة الجالية المسلمة برمتها.

وحتى المسؤول الأول عن مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية البريطانية لم يستطع ابتلاع ما تستبطنه سردية «كاميرون»، وذكر بأن عدد الشبان المسلمين البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف داعش لا يتجاوز المائتين.

لكن لغة رئيس الحكومة تغفل عن ما هو أكبر: «مسؤولية القوى الغربية نفسها عن انفجار هذا العنف الهائل في المشرق».

  كلمات مفتاحية

بريطانيا ديفيد كاميرون التشدد الإرهاب الإسلام الدولة الإسلامية

«كاميرون» يحذر من هجمات «مروعة» لتنظيم «الدولة الإسلامية» في بريطانيا

«ديفيد كاميرون» يدافع عن حرية التعبير ”والحق في الإساءة للدين“

العنصرية الدينية وراء مقتل المبتعثة السعودية في بريطانيا؟!

متى يتوقف «كاميرون» عن تعليق فشله في إدماج الجالية المسلمة على شماعة الآخرين؟

«كاميرون» يتجه لإجراء تصويت للتدخل بسوريا

نجل مخرج بريطاني يدعو للجهاد في سوريا بعد انضمامه لـ«جبهة النصرة»