كشفت مقاطع فيديو بثت عبر الإنترنت أن ابن مخرج سينمائي بريطاني اعتنق الإسلام وانضم إلى تنظيم «القاعدة» في سوريا.

وظهر «بات لوكاس كيني» كشخصية قيادية بين المقاتلين، وذلك في مقاطع الفيديو الدعائية التي يبثها التنظيم لتجنيد أنصار جدد له.

وعمل «باتريك» (59 عاما)، والد الشاب المنضم لتنظيم «القاعدة»، مع المخرج الشهير «ستيفن سبيلبرغ» في أفلام شهيرة مثل: «إنديانا جونز» و«The Last Crusade»، كما كان مساعد مخرج في العديد من الأفلام.

وعبرت والدته «ديبورا فيبس»، التي انفصلت عن والده حين كان في المدرسة الابتدائية -بحسب ما ذكرته صحيفة «دايلي ميل البريطانية»- عن خوفها من أن ابنها قد يقتل في القصف البريطاني أو الروسي أو قد يصبح انتحاريا.

وتقول الأم إنها تتلقى رسائل إلكترونية من ابنها تبدو متحيرة بشأن تحوله من مراهق ذكي إلى متشدد.

وترك «لوكاس» الذي كان طالبا في جامعة «ليدز» الدراسة بعد سنة واحدة في الجامعة، وتحول إلى عازف مع العديد من فرق الروك، ثم بعد ذلك ذهب للعيش مع والده في فيينا، حيث يعتقد أنه التقى هناك بعناصر جهادية لأول مرة.

وأصبح الشاب البريطاني شخصية قيادية في تنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بتنظيم «القاعدة»، وظهر في مقطعي فيديو دعائيين تم بثهما على الإنترنت تحت اسم حركي مستعار وهو «أبوبصير البريطاني».

وبحسب «دايلي ميل»، فإن الأم التي تعيش مع زوجها الثاني، قالت إن ابنها معرض لخطر دائم يتمثل في قصف تنظيم «الدولة الإسلامية» من قبل جيش النظام السوري، ومعه القصف الروسي، وكذلك القصف البريطاني الذي يستهدف المقاتلين البريطانيين في سوريا.

وقالت «فيبس»: «إن ابني مستهدف، لكنني سعيدة بأنه مرتبط بالقاعدة وليس بتنظيم الدولة الإسلامية، ومع ذلك فأنا قلقة عليه».

ووفق تقارير فإن معظم المقاتلين البريطانيين في سوريا مسلمون في الأصل، لكن وجود بريطاني أبيض تحول إلى الإسلام انكشف قبل أشهر فقط في مقطعي الفيديو اللذين ظهر فيهما «أبوبصير البريطاني».

وقد أعد مقطعا الفيديو بطريقة صحفية، بعكس ما كان يظهر من مقاطع فيديو يبثها «الدولة الإسلامية»، حيث كانت تتميز برعب بصري.

وتهدف مقاطع الفيديو التي يبثها التنظيم إلى تشجيع البريطانيين على الانضمام إلى «القاعدة» في سوريا، وهو ما يعتبر جريمة في بريطانيا.

لكن بعض المراقبين سخروا من «لوكاس» حيث قال في الفيديو عبارته: «لا تنس فرشاة أسنانك»، بعد أن لاحظوا في أحد المقاطع أنه بينما كان يحمل رشاشا على كتفه، كانت ثمة فرشاة أسنان بين الذخيرة والعتاد العسكري الذي يحمله.

يذكر أن «لوكاس» ولد في «هامر سميث» (غربي لندن) عام 1989، وتقول عنه والدته إنه كان «ذكيا وموهوبا جدا، ومحبا للموسيقى، وكان جيدا في كل شيء، لكنه كان دائما يبحث عن شيء ما وعن وجهة ما».

وأضافت «حين انتقل إلى فيينا تغير كل شيء، لم يقل لوكاس إنه أصبح مسلما، لكننا كنا نتحدث عبر سكايب وكان واضحا أنه قد أصبح مسلما من لحيته التي أطلقها، ومن الملابس التي كان يرتديها، وانتقل بعدها للعيش مع بعض زملائه ثم جاء الخبر المفاجئ بأنه أصبح مقاتلا في سوريا».

واختتمت حديثها قائلة: «قبل فترة أخبرني بأنهم يقتلون المسلمين -كان يتحدث عن قوات رئيس النظام السوري- وإنهم يغتصبون النساء ويقتلون الأطفال».

وكان الاتصال الأخير بين «لوكاس» والدته قصيرا، وخلاله استشهد بآيات قرآنية كما سأل عن صحة والده، حسبما ذكرت الصحيفة.

تجر الإشارة أن «لوكاس» قد رفض الرد على رسالة إلكترونية من «دايلي ميل»، كما رفض والده أيضا التعليق على الأمر.