بث ما يعرف بـ «مكتب ولاية نجد»، التابع لتنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس الأربعاء، تسجيلاً صوتياً للسعودي «عبد الله الرشيد»، الذي أقدم على قتل خاله الضابط في وزارة الداخلية، قبل أن يفجر نفسه في حاجز أمني قرب سجن «الحائر» بالعاصمة السعودية الرياض، عشية أول أيام عيد الفطر، الخميس الماضي.

ووفق التسجيل، الذي حمل عنوان: «وصية الاستشهادي عبدالله الرشيد»، أوصى الأخير والدته بـ«الصبر والثبات»، زاعما أن أخاها العقيد «راشد الصفيان»، الذي قتله، «كان مرتداً»، حسب ما نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية اليوم الخميس.

وصية «الرشيد» لم تختلف كثيراً في صياغتها عن وصايا الانتحاريين السعوديين الذين استهدفوا مساجد للشيعة شرقي السعودية وفي الكويت تباعاً، فجميعها حوت تلك المفردات التي يتم اختيارها بعناية من التنظيم، ولاسيما التركيز على مبايعة زعيمهم «أبوبكر البغدادي» والثناء عليه، ووصف الضحايا بأنهم «مرتدون»، ولاسيما رجال الأمن.

وقال «الرشيد» موجها حديثه لـ«البغدادي»: «إننا على الدرب ماضون، فامض بنا حيثما أمرك الله، وخض بنا ما شئت من مصاعب وأهوال»، مضيفا: «وأوصيك يا شيخنا، بتقوى الله في السر والعلن، فو الله سيسألك الله عن كل ما فعلته».

وأكمل: «وأوصيك بأمة الإسلام خيرا، وأجدد بيعتي لخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي على السمع والطاعة، في العسر واليسر، وفي المنشط والمكره، وأن لا أنازع الأمر أهله، وأن أقول الحق حيثما كنت، لا أخشى في الله لومة لائم، وعلى الجهاد في سبيل الله، والله على ما أقول شهيد».

وفي رسالة إلى والديه، قال: «أوصي والدي بتقوى الله في السر والعلن، فو الله ما تركتم في هذه الدنيا، إلا لأشفع لكم في الآخرة، ولن يقبل الله شفاعتي لكم، إلا ليرضى عنكم، فكونوا ممن يرضي الله».

وظهر التسجيل الصوتي بشكل غير متناسق، وهو ما عزاه مهندس الصوت «تركي الخالد»، وفق صحيفة «الحياة»، إلى قص وتقطيع الصوت إلى مقاطع عدة، من الشخص الذي سجله، وتم دمج تلك المقاطع في ملف صوتي واحد، وهو ما يظهر جلياً أثناء رفع درجة الصوت، إذ يُسمع ضوضاء وتشويش.

وتقول الرياض إنه لا وجود لـ«ولاية نجد» على أرض الواقع في السعودية.

وحسب موقع «السكينة» الحكومي السعودي، فإن «ولاية نجد» صنع «ولايات وهمية»، ليعيش التابع له حالة من اللاوعي، وقناعة بأنه ينتمي إلى «الدولة» وأنه جزء من «الخلافة» المزعومة.

وكان التنظيم يطلق على السعودية اسم «ولاية الحرمين»، وظهرت مسمى «ولاية نجد» للمرة الأولى تزامناً مع الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مسجدين للشيعة  في المنطقة الشرقية، في 22 مايو/أيار الماضي في قرية القديح، وفي 29 من الشهر ذاته في مدينة الدمام.

والخميس الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أن انتحاريا فجّر نفسه بإحدى نقاط التفتيش الأمنية قرب سجن الحاير جنوب العاصمة الرياض، عند آذان المغرب، أثناء قيام رجال الأمن بتوجيه قائد إحدى السيارات التي تم الاشتباه بها للتوقف، ما أسفر عن إصابة اثنين من رجال الأمن أصيبوا جراء التفجير.

وفور إعلان الخبر، احتفت حسابات أنصار تنظيم الدولة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بالتفجير، قائلين إنه «عيدية الخليفة للأسرى».

يشار إلى أن سجن الحاير  يحتوي على جناح كبير للسجناء السياسيين، ويتردد أن به بعض المعتقلين التابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية».