طرد «الدولة الإسلامية» من معقله بدرنة يظهر قدرته المحدودة في ليبيا

السبت 25 يوليو 2015 11:07 ص

استغل تنظيم «الدولة الإسلامية» الفوضى العارمة في ليبيا لكسب موطئ قدم فيها لكن طردهم من مدينة درنة شرقي البلاد يشير إلى أنهم ربما لا يقدرون على بلوغ ما حققوه في العراق، وذلك لوجود منافسين أشداء ولغياب الانقسامات الطائفية في البلاد، بحسب تقرير لرويترز.

وأشارت إلى أنه في الشهر الماضي قام مقاتلون إسلاميون محليون يعززهم سكان بطرد مقاتلي التنظيم من درنة التي تقع على ساحل البحر المتوسط وهي أحد معقلين لـ«الدولة الإسلامية» في هذه الدولة الغنية بالنفط.

وكانت هذه أول انتكاسة في ليبيا للتنظيم التي أرسل إليها مقاتلين ورجال دين من تونس واليمن ودول عربية أخرى في محاولة لتكرار النجاح الذي حققه في العراق وسوريا، حيث استولى على أجزاء واسعة من أراضي البلدين وأعلن قيام خلافة إسلامية.

واستفاد «الدولة الإسلامية» كثيرا من الفوضى الليبية حيث توجد حكومتان متنافستان تتقاتلان تعجز كل منهما عن أن تكون لها اليد العليا ما يتسبب في فراغ أمني.

وطرد التنظيم من درنة بعد مقتل 7 أشخاص خلال احتجاج في المدينة على تدفق الأجانب عليها وكذلك بعد مقتل أحد قادة كتيبة «شهداء أبو سليم» المتحالفة مع أحد الفصائل التي كانت مناوئة للرئيس الراحل «معمر القذافي» في المدينة.

وانضم عدد من السكان الغاضبين إلى كتيبة «شهداء أبو سليم» لمد يد العون في طرد عناصر التنظيم من درنة.

وبحسب التقرير فقد حصل التنظيم على تأييد البعض في سوريا والعراق من خلال استغلال العداوات الطائفية القائمة منذ زمن بين السنة والشيعة، لكن هذا الأمر غير قائم في ليبيا وهي دولة سنية خالصة تنظر فيها الفصائل السنية المسلحة والقبائل إلى الدولة الإسلامية كتنظيم متسلل ومنافس.

وقال «ماتيا توالدو» الباحث السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن من المحتمل أن تركز الدولة الإسلامية الآن على موطئ القدم الآخر لها بليبيا وهو مدينة سرت مسقط رأس القذافي والتي تقع في وسط الساحل الليبي ويتمتع فيها التنظيم بدعم غير معتاد من جانب الموالين للقذافي المعارضين لحكام ليبيا المتصارعين.

وهاجم مقاتلو «الدولة الإسلامية» حقول النفط جنوبي سرت الواقعة في وسط البلاد وخطفوا نحو تسعة عمال أجانب. كما أعدموا 21 مسيحيا مصريا قرب المدينة واقتحموا فندقا في العاصمة طرابلس وقتلوا 5 أجانب.

وقال «توالدو» إنه يتوقع أن يحاول عناصر التنظيم إقامة نقاط أمنية على مفترق طرق استراتيجي في وسط ليبيا حيث يتصل طريق ساحلي سريع بين شرق وغرب البلاد بممر إلى سبها وهي مدينة في أقصى الجنوب.

وبخلاف ما حدث في العراق وسوريا لا يستطيع «الدولة الإسلامية» كسب ملايين الدولارات من بيع النفط في السوق السوداء لأن النفط الليبي يهيمن عليه أهل البلاد.

 ولذلك يعتمد التنظيم على الفدى التي تدفع عن سجناء وعلى أجور أعضائه المحليين حيث لا يزال معظم الشبان الليبيين يتقاضون أجورا من السلطة.

ومن الممكن أيضا أن يحاول «الدولة الإسلامية» اللعب على شكايا سكان الجنوب الفقير. وليس لأي من الحكومتين المتنافستين سلطة في تلك المنطقة النائية الخاوية التي قتل فيها عشرات ألأشخاص منذ الأسبوع الماضي في اشتباكات بين قبيلتي الطوارق وتبو.

وقال «جيفري هوارد» محلل شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مركز الأبحاث «جلوبال ريسك أناليسيس» الذي يتخذ من لندن مقرا له «يمكن أن يسعى المتشددون المرتبطون بالدولة الإسلامية لاستغلال مشاعر التهميش في الجنوب الغربي خاصة بين أفراد مجموعة الطوارق العرقية لتجنيد مقاتلين وللسيطرة على الأراضي».

وبالنسية لدرنة، أكد التنظيم في تسجيل مصور أنه سحب مقاتليه. لكن القتال لم ينته بعد.

وقالت وحدات عسكرية موالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا والتي تعمل من الشرق منذ فقدت السيطرة على طرابلس قبل عام أمام مجموعة منافسة إنها الآن تحاصر درنة.

وقال متحدث عسكري محلي إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» عددهم قليل وليس لديهم الوقود اللازم للحركة. وأضاف أنهم لا يملكون سيارات عسكرية وإنما يتنقلون في شاحنات تستخدم لنقل الأسمدة.

 

  كلمات مفتاحية

ليبيا تنظيم الدولة الإسلامية معقل درنة الطائفية

ليبيا: «شورى المجاهدين» يعلن تطهير درنة من «خوارج البغدادي»

«مجلس شورى مجاهدي درنة» يدين الهجوم المصري محذرا: دماؤنا ليست رخيصة

«المؤتمر الوطني العام» يدين ”العدوان المصري على درنة“ ويعتبره انتهاكا لسيادة الدولة

«الدولة الإسلامية» يؤكد سلامة مقاتليه عقب الغارات المصرية على درنة ويتوعد برد عنيف

ضم مدينة درنة الليبية لـ«الدولة الإسلامية» بعد سيطرة «مجلس شورى شباب الإسلام» عليها

«مجاهدي درنة» الليبي يطلق معركة «الحسم» لاستعادة آخر معاقل «الدولة الإسلامية»

الجامعة العربية تطالب الأمم المتحدة برفع حظر التسليح عن جيش طبرق «فورا»

«ليون»: اقتربنا من الاتفاق النهائي في ليبيا والاتحاد أقوى سلاح ضد «الدولة الإسلامية»

وزير الخارجية الإيطالي: إرسال قوات أجنبية لفرض السلام في ليبيا غير مطروح

«الدولة الإسلامية» يجدد تهديده لـ«حفتر» ويتوعده بالدحر والهزيمة

المبعوث الأممي إلى ليبيا متفائل بالتوصل لاتفاق نهائي خلال أسبوعين

ليبيا.. مصراتة تقرر تشكيل جهاز «حرس وطني» داخل نطاقها الجغرافي