افتراق المصالح وراء التصعيد بين الميليشيات العراقية والقوات الأمريكية

الأربعاء 1 يناير 2020 05:14 م

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الأزمة المتفجرة حاليا بين واشنطن وميليشيات عراقية مؤيدة لطهران، على خلفية اعتداء محتجين غاضبين على سفارة الأولي في بغداد، ردا على هجمات جوية شنتها القوات الأمريكية على أحد فصائل الحشد الشعبي.

وقالت الصحيفة إن المحتجين انسحبوا بعد احتشادهم لليوم الثاني على التوالي، الأربعاء، أمام السفارة بما فيهم عناصر تابعة للميليشيات تدعمها إيران، مشيرة إلى أن الوضع لا يزال متقلبا للغاية كما كان الحال منذ أيام مما يثير مخاوف باندلاع شرارة غضب يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات أكثر خطورة.

وأشارت الصحيفة إلى التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي بأن إيران سوف تدفع ثمنا غاليا جراء التعرض لسفارة بلاده، ورد المرشد الإيراني "علي خامنئي" الساخر من "ترامب"، مؤكدا أن الأخير لا يمكنه فعل شيء.

وأوضحت الصحيفة أن المواجهات المتنامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الراعيتين الرئيسيتين للحكومة العراقية الهشة والقوىالعسكرية الأجنبية الرئيسية هناك، تضيف عنصرا جديدا لعدم الاستقرار والخطر في المنطقة .

والثلاثاء، اقتحم عشرات المحتجين الغاضبين، حرم سفارة واشنطن ببغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج المراقبة والكرفانات التي تستقبل المراجعين، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من إبعادهم من الحرم إلى محيط السفارة.

وتأتي الاحتجاجات ضد هجمات جوية شنتها القوات الأمريكية، الأحد، على كتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل الحشد الشعبي، في محافظة الأنبار العراقية، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً من الكتائب وإصابة 48 آخرين.

وفيما لم ترد تقارير بوقوع إصابات خطيرة، لكن الصدام أثار ذكريات استيلاء السفارة الأمريكية في طهران خلال الثورة الإيرانية عام 1979.

وفى مؤشر مشؤوم على قدرة الأمريكيين على البقاء، سمحت السلطات العراقية -التي منعت المظاهرات السابقة من الاقتراب من مجمع السفارة- للمتظاهرين الغاضبين بحرية السير بدون عائق إلى المبني.

وفى غضون ذلك، تعهد قادة الميليشيات بألا يرحلوا من أمام السفارة، والاعتصام خارج المجمع مباشرة حتى تنسحب القوات الأمريكية من العراق، الأمر الذي من شأنه أن يعزز يد إيران في بلد تتمتع فيه طهران من الأساس بقوة كبيرة.

ورغم ذلك، وفقا للصحيفة صدرت أوامر للعناصر التابعة للميليشيات العراقية بالانسحاب بعد ظهر الأربعاء، من أمام السفارة.  

وقدرت الصحيفة عدد المتظاهرين الذين كانوا في الشارع خارج المجمع، الأربعاء، بحوالي 1000، وهو أقل بكثير مما كان عليه يوم الثلاثاء، لكن الوضع لا يزال قابلا للاشتعال في أية لحظة.

وذكرت الصحيفة أن القوات الخاصة العراقية المكلفة بحماية السفارة الأمريكية في بغداد عددها قليل نسبيا، فهم حوالي 30 فردا، وكانوا عالقين بين المتظاهرين والقوات الأمريكية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين حاولوا اقتحام السفارة، الثلاثاء.

وأشارت إلى أن القوات الأمريكية أطلقت في منتصف نهار الثلاثاء مع تزايد عدد المتظاهرين ما لا يقل عن 4 قنابل غاز مسيل للدموع، ما دفع مئات المتظاهرين للتراجع إلى الخلف من أمام البوابة الأمامية للمجمع الذي تتواجد فيه السفارة، لكن بقي عدد المتظاهرين أكبر.

ونوهت إلى ردة فعل أحد الحراس العراقيين للسفارة الأمريكية والذي طلب من الحراس التراجع، ونقل عنه قوله، إن القوات الأمريكية محقة عندما تطلق الغاز المسيل للدموع لأنها إن لم تفعل سوف يدخل المتظاهرون السفارة، ونحن عالقون بين الطرفين.. "ماذا يمكننا أن نفعل؟".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الماضي، كانت القوات العراقية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين والاحتجاجات، بما في ذلك التي شنتها الميليشيات المدعومة من إيران، لكن هذا الأسبوع، تركت السلطات العراقية ذلك الأمر للقوات الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن الميليشيات العراقية -وصفتها بأنها من الناحية النظرية تنضوي تحت إمرة الجيش الوطني، لكنها في الغالب مستقلة تماما-  كان لها دور رئيسي في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكان القضاء على الأخيرة هو الهدف الذي يجمع بين الميليشيات وأمريكا وبعدما تحقق اختلفت مصالح الطرفين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما سئل أحد الحراس لماذا تمكن المحتجون من إشعال النيران من جديد في أحد بوابات السفارة، رد قائلا لا يمكننا السيطرة عليهم.

المصدر | نيويورك تايمز + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انسحاب المليشيات المليشيات المليشيات الشيعية دولة المليشيات

التصعيد في العراق.. ضربات إيرانية للتغطية والخلاص

مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل سليماني