يتواصل الجدل في فرنسا حول عطلة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، في شاطئ ببلدة فالاريوس، جنوبي البلاد، بعد أن فجرت صحف فرنسية وعالمية  قضية جديدة، عندما أفادت بأن الملك طلب إبعاد شرطية من الفريق المكلف بتأمينه.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أوضحت صحيفة «لوفيغارو» أن الشرطية صدمت بطلب الملك، فقدمت شكوى إلى مسؤوليها، مضيفة أن القضية بلغت حتى وزارة الداخلية كما أشارت إلى أن مسؤولي الوزارة شددوا على أن تظل القضية طي الكتمان.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن «ديمونش ماتان»، أحد رجال الشرطة، أن الذين كانوا يسهرون بمعية زميلتهم على أمن الملك تم استبدالهم بمجموعة من فرق التدخل السريع التابعة للشرطة، وتلقى مسؤولوها تعليمات بعدم تضمين هذه المجموعة بعناصر من الشرطيات.

وقال «سيلفان مارتيناش» وهو مسؤول نقابي عن الشرطة، في تصريح للصحيفة، إن «زميلته تم نقلها في مهمة أخرى حيث عينت بمعرض للسيارات».

فيما قالت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، إن «العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية التي تحل حاليا بشاطئ الريفيرا، جنوبي فرنسا، أمرت الشرطة المحلية بإبعاد إحدى الضابطات» الفرنسيات وعدم السماح لها بحراستهم.

ونقلت الصحيفة عن مصدر بالشرطة قوله، «لقد طلب من إحدى زميلاتنا مغادرة المنطقة ليلة السبت التي يقيم فيها العاهل السعودي وعائلته لأنهم شعروا بعدم الارتياح لوجودها، وهذا نوع من التمييز لا ينبغي أن يحدث في فرنسا».

وبحسب الصحيفة، فإن «سيلفان مارتيناش» وصف ما حدث بـ«الصدمة»، غير أنها قال إن «هذه هي الدبلوماسية، فهناك نحو 1000 شخص في هذه الفيلا، وهو شيء رائع للاقتصاد المحلي».

وكان أكثر من مئة ألف شخص من سكان بلدة فالوريس، الواقعة على ساحل الريفييرا جنوب شرق فرنسا، قد وقعوا عريضة تندد بإغلاق شاطئ عام لفائدة العاهل السعودي ومرافقيه، حيث يقضون عطلتهم.

فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة أول أمس الإثنين، قالوا إنها لخمس فرنسيات تظاهرن عاريات الصدر في شاطئ ببلدة فالاريوس، أمام فيلا العاهل السعودي، احتجاجا على إغلاق الشاطئ المواجه لها.

لكن كان للتجار والحرفيين رأي آخر في زيارة الملك السعودي، إذ لقيت ترحيبا من أرباب الفنادق والمطاعم ومتاجر السلع الفاخرة على طول الساحل المطل على البحر المتوسط، حيث سيمكث المئات من أفراد الحاشية الملكية السعودية في فنادق كبرى.

وقال مدير فندق في مدينة «كان»، حيث حجز السعوديون نصف غرف الفندق، لوكالة الأنباء الفرنسية: «إن الأثر الاقتصادي بالنسبة إلينا وللمطاعم أيضا وللسائقين وكل من يعملون في الفيلا الخاصة به حقيقي».

ويسجل المراقبون تقاربا كبيرا بين الرياض وباريس عقب الموقف الفرنسي الصارم تجاه طهران أثناء المفاوضات النووية، خاصة مع تزعزع الثقة في العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والولايات المتحدة بسبب نفس الموضوع، وتجني اليوم فرنسا مكاسب اقتصادية نتيجة هذا التقارب.