شككت سوريا في النوايا التركية في التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك في أول رد فعل سوري رسمي على الغارات التي نفذتها تركيا نهاية الأسبوع الماضي على مواقع للتنظيم داخل الأراضي السورية.
وذكرت وزارة الخارجية السورية الأربعاء في رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة «إذا كانت تركيا قد شعرت الآن بعد 4 سنوات ونيف مرت على الأزمة فى سوريا بأن من واجبها التصدي للإرهاب، فإن ما ينطبق عليها هو المثل القائل: أن تاتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، متسائلة «لكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة إرهاب داعش (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة؟».
وفيما يبدو أيضا أنه رفض من جانب مصر للغارات التركية، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان الثلاثاء أن القاهرة تدعم محاربة ما وصفتها بأنها التنظيمات الإرهابية في سوريا «مع ضرورة أن يتم ذلك في إطار المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها الإقليمية وبما يتوافق مع أسس وقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن».
وبدأت تركيا الأسبوع الماضي في قصف أهداف في سوريا لها علاقة بتنظيم «الدولة الإسلامية» وسمحت لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لتنتهي بذلك سياسة تركية تفادت التدخل في الصراع السوري.
كما قصفت أنقرة أيضا مقاتلي حزب «العمال الكردستاني» في العراق خلال الأيام القليلة الماضية ردا على هجمات على قواتها الأمنية.
وأعلنت واشنطن وأنقرة عن خطط لطرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من قطاع من الأراضي على حدود تركيا مما قد يوفر ملاذا آمنا للمدنيين.
ولم يقدم البيان المصري تفاصيل أخرى ولم يذكر تركيا بالاسم.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي «حسن أبو طالب» من مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» إن «مصر تدين وترفض التحرك التركي المنفرد».
وأكد من قبل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» الذي يحارب المسلحين في شبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر) على الحاجة للحفاظ على وحدة سوريا.
وأعلن حلف شمال الأطلسي «ناتو» والمفوضية الأوروبية دعمهما لحق تركيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع لها على الحدود.
ويقوم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بدور نشط في قتال مسلحي «الدولة الإسلامية» في الوقت الحالي بعد سنوات من الغموض بشأن دعمه للمقاتلين في سوريا، لكن تغير سياسته جاء مصحوبا بهجوم على جماعات كردية تحظى ببعض التعاطف في الغرب خاصة أوروبا.