أبدى نواب بالكونجرس الأمريكي اعتراضهم على خطة الرئيس "دونالد ترامب" للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي أعلنها، مساء الثلاثاء.
أبرز ردود الأفعال كانت من النائبتين من أصل عربي، "إلهان عمر" و"رشيدة طليب"، حيث اعتبرت الأولى أن خطة "ترامب"، "ماكرة ومخزية ومناهضة للسلام".
وأضافت البرلمانية المسلمة المحجبة (من أصل صومالي)، عبر حسابها بـ"تويتر": "كان بإمكانهم جلب العدالة واتفاقية حقيقية للسلام، ولكن بدلاً من ذلك قام الرئيسان- ترامب ونتنياهو- الذين تحاصرهم الاتهامات، باتفاق سلام بأسلوب استبدادي مفاده (نحن نقرر فقط).. إنه أمر مخز ومخجل".
They could have guaranteed justice, and brought everyone into this peace deal.
— Ilhan Omar (@IlhanMN) January 28, 2020
Instead these two embattled heads of state, impeached and indicted, have a “ just us” peace deal.
It’s shameful and disingenuous! https://t.co/THIniOEv8B
وأعادت "إلهان عمر" نشر تغريدة للناشطة الأمريكية- الفلسطينية "ليندا صرصور" جاء فيها: "أي اتفاقية سلام بدون الفلسطينيين ليست اتفاقية سلام، ولكنها استراتيجية لإعادة انتخاب ترامب".
بدورها، غردت النائبة بالنواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي بولاية ميتشجان، من أصل فلسطيني "رشيدة طليب"، بالعربية، قائلة: "من ديترويت إلى فلسطين: إن ما أعلن اليوم عبثي ولا جدوى منه، ومخالف لكل قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية".
من ديترويت إلى فلسطين: إن ما أعلن اليوم عبثي ولا جدوى منه، ومخالف لكل قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية. https://t.co/KdjOtoaOaY
— Congresswoman Rashida Tlaib (@RepRashida) January 28, 2020
الرفض لم يقتصر على النائبتين من أصل عربي فقط، فقد انتقد السيناتور اليهودي في مجلس الشيوخ، الديمقراطي "برني ساندرز" خطة "ترامب"، قائلا إنها "غير مقبولة ولن تؤدي إلا إلى استمرار الصراع".
وأضاف على "تويتر": "أي صفقة سلام يمكن قبولها لابد أن تتسق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
بدوره، وصف السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ، "كريس فان هولن"، على "تويتر"، "صفقة القرن" بأنها "كارثة القرن"، وقال: "هذه خطة ضد السلام، وستؤدي إلى تصاعد الصراع".
كما أشار إلى أن ادعاء إحلال السلام دون إشراك أحد أطراف (النزاع) بمثابة "خدعة سياسية تقوض فرصة حقيقية لحل الدولتين".
من ناحيتها، تعهدت النائبة الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، "إليزابيث وارن"، بمعارضة ما وصفته بالضم الأحادي لمناطق فلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية، معتبرة أن "الإفراج عن خطة دون التفاوض مع الفلسطينيين ليس دبلوماسيا.. بل خدعة".
والثلاثاء، أعلن "ترامب"، في مؤتمر صحفي بواشنطن، تقاصيل "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته "بنيامين نتنياهو".
وتتضمن الخطة، التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لـ(إسرائيل).
وأعلن "نتنياهو"، أن عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون في أبوديس (لا تتجاوز 4 كيلومترات مربعة) شرقي القدس المحتلة.
ويتسمك الفلسطينيون بكل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال (إسرائيل) للمدينة منذ 1967.
وبينما يتصاعد الرفض الفلسطيني والعربي والدولي للصفقة، كان هناك احتفاء خاص داخل الإدارة الأمريكية بموافقة كل من الإمارات والبحرين وسلطنة عمان بشكل كامل عليها، حيث بادرت تلك الدول بإرسال سفرائها لحضور مؤتمر إعلان الصفقة، بشكل احتفالي.
وخرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، الثلاثاء، رفضا للخطة الأمريكية المزعومة.
ورفضت السلطة الفلسطينية، قبل أشهر، أية وساطة أمريكية في مفاوضات سلام، معتبرة أن قرارات مثل الاعتراف بمشروعية المستوطنات وبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أمور تقتل عملية السلام وتعتبر انحيازا كاملا للرغبات الإسرائيلية على خلاف القرارات الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.