أموات بلا قبور.. الأزمة تتفاقم في دمشق

الأربعاء 5 فبراير 2020 07:33 م

تفاقمت مشكلة الحصول على قبر في دمشق حتى وصلت حد المستحيل، ولا تزال هذه المشكلة مستمرة منذ سنوات طويلة وإن كانت الحرب قد فاقمتها.

وسلط تقرير صحفي الضوء على المشكلة، حيث نقل عن أحد العاملين في مقبرة الدحداح بدمشق قوله إن الحصول على قبر صار مستحيلا حتى لو تم دفع مئات الملايين ولو بمساحة متر واحد.

التقرير قال إن الحصول على قبر في سوريا الآن يستغرق زمنا طويلا خاصة مع الإجراءات المشددة التي فرضتها المحافظة، بعد إثارة الموضوع مرارا في الصحافة، والحديث عن الملايين التي تُدفع ثمنا لقبر.

ويعايش الأحياء أزمة سكن مستمرة دون حلول، كذلك حال الأموات مع القبور والمساحات الضيقة التي جعلت مصطلحات أزمة السكن وقضاياها تدخل عالم الأموات.

استحقاق الدفن

بعض القبور تشير إلى أكثر من شخص، والملكية باسم عائلة غالبا، وكما في عالم الأحياء، يمكن الحديث عن أنواع من الملكية والتنازع عليها، منها ما يتم شراؤه بدفع ملايين (لا تقل عن 3 في أي مقبرة، إن وجد من يبيع)، يضاف إليها نحو 4 ملايين تفرضها المحافظة رسوما لتثبيت الملكية (استحقاق الدفن) كما قال أحد الذين حصلوا على قبر، وثبتوا ملكيته رسميا.

حول ذلك يوضح أحد العاملين السابقين في مكتب الدفن في محافظة دمشق أن الحديث عن "بيع" القبور غير دقيق، ويقول إن المكتب التنفيذي في محافظة دمشق أصدر عام 2018 القرار 1020، بهدف جعل عملية التنازل عن القبور صعبة على الناس، ولهذا وبهدف الحد من تلك العمليات فرض رسما على العملية التي تعرف رسميا بـ"التنازل عن استحقاق الدفن" وهذا الرسم يتراوح بين 3 ـ 4 ملايين ليرة، وهذه القيمة يدفعها من يريد الحصول على "استحقاق دفن" في أحد المقابر، وبعد الحصول على حكم من القضاء، إضافة إلى ما يدفعه لمالك القبر، وبهذا قد تصل التكلفة إلى 7 ملايين ليرة.

 الاستضافة

 تعد إحدى الطرق التي فرضتها الحاجة، وتعني دفن ميت في قبر لميت آخر، بعد موافقة الأهل طبعا، وشرط أن يكون مضى سنوات خمس على الدفن.

وهذا النوع من الدفن يخلق مشاكل كبيرة بأحقية تملك القبر، لا يمكن حسمها إلا بالقضاء، وبعضها يتعدى مشكلة الملكية ليصل حد فقدان أثر المتوفى، كما جرى مع أحد الذين ما زالوا في رحلة "تثبيت ملكية"، ويقول إنه حصل على موافقة بدفن قريب له بوصفه "ضيف" في أحد القبور، مقابل مليوني ليرة، وفوجئ بأن أصحاب القبر يريدون قبول "ضيف" آخر (بعد مضي سنوات كافية لتحلل الجثة)، وحين اعترض قالوا له إن المبلغ الذي دفعه لم يكن لشراء القبر، بل فقط لقبول "الاستضافة".

متعددة الطوابق

إضافة إلى طريقة الاستضافة، تجد قبورا بوصف "طابقين"، أو "خاص"، فأزمة الدفن فرضت نوعا آخر من الحلول هو تصميم القبر على شكل "طابقين" ليستوعب اثنين من الأموات، كما تجد على شاهدة بعض القبور كلمة "خاص" وهي غالبا لا تحوي ميتا بل تم "شراؤها" لتكون قبرا لعائلة، أو أن شخصا اشتراه في حياته ليكون مستقره الأبدي.

 ارتفاع الأسعار

وعن سبب ارتفاع الأسعار وعمليات التنازل التي تتم، يقول مدير مكتب الدفن في محافظة دمشق "فراس إبراهيم" إن المساحات المخصصة كمقابر في دمشق ممتلئة ومنذ سنوات، لأن معظم الأهالي يفضلون دفن موتاهم ضمن المدينة وهذا يشكل ضغطا كبيرا، ويشير إلى أن مقبرة نجها تحوي مساحات كافية وتتسع لآلاف القبور الجاهزة والمنظمة، لكن الناس يفضلون المدينة.

وعن التكاليف التي تتقاضاها المحافظة يقول "إبراهيم" إن رسوم التخصيص تعادل 65 ألف ليرة تقريبا، أما عن أجور الدفن فيقول إن ما يدفعه المواطن أقل من تكلفة الدفن التي تتحملها المحافظة إذ أن التكلفة قد تصل إلى 50 ألف ليرة تقريبا لكل وفاة، بينما يدفع المواطن ما يقارب 33 ألف ليرة، ويؤكد أن تلك الرسوم يستثنى منها الشهيد إذ أن عملية دفن الشهداء مجانية بالكامل، مشيرا إلى وجود مقبرتين للشهداء في دمشق.

  • الدولار = 1030 - 1050 ليرة سورية

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم

  كلمات مفتاحية

قبور القبور