الأزمة تتعمق.. ماليزيون غاضبون ومهاتير يتحرك ضد محيي الدين

الأحد 1 مارس 2020 01:25 ص

تعمقت الأزمة السياسية في ماليزيا، السبت، بعد إعلان رئيس الوزراء المستقيل "مهاتير محمد"، رفضه قرار الملك تعيين أحد خصومه السياسيين، رئيسا جديدا للوزراء، وتأكيده أنه يملك الدعم الكافي لتولي هذا المنصب.

وكان ملك ماليزيا السلطان "عبدالله راية الدين المصطفى بالله شاه"، عيّن وزير الداخلية السابق "محيي الدين ياسين" رئيسا للوزراء، بعد توصله إلى أنه يحظى بدعم نواب البرلمان، ما يؤشر إلى هزيمة سياسية لـ"مهاتير"، وعودة حزب "ياسين" الذي تلاحقه تهم فساد إلى السلطة.

وتوّج هذا التطور، أسبوعا من الاضطرابات السياسية التي بدأت مع انهيار ائتلاف ”تحالف الأمل“، واستقالة "مهاتير"، بعد محاولة من خصومه لتشكيل حكومة جديدة، بهدف إبعاد شريكه في الائتلاف "أنور إبراهيم" عن السلطة.

وأنهى الفوز الساحق لـ"مهاتير" و"إبراهيم" في انتخابات عام 2018، هيمنة تحالف متهم بالفساد، يسيطر على مقاليد السلطة منذ عقود، إلا أن الخلافات الداخلية عصفت بهما بسبب الخلاف حول خلافة "مهاتير".

وشكل تعيين "محيي الدين"، الذي ينتمي إلى تحالف تطغى عليه إثنية "الملايو" المسلمين، صدمة وغضبا شعبيا في الوقت الذي بدا فيه أن "مهاتير" يتصدر المرشحين المحتملين.

ولا يقتصر فوز "محيي الدين" على إزاحة حكومة منتخبة ديمقراطيا، بل يؤشر إلى عودة حزب "المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة" إلى السلطة، وهو الحزب الذي تلاحق الفضائح زعيمه السابق "نجيب عبدالرزاق".

والمنظمة الوطنية الماليزية، ركيزة لتحالف حكم ماليزيا طويلا، قبل أن يطاح به في انتخابات تاريخية قبل عامين، وسط اتهامات بأن "عبدالرزاق" وأعوانه سرقوا مليارات الدولارات من صندوق الاستثمارات ”وان ام دي بي“ السيادي.

ويخضع "نجيب" حاليا للمحاكمة بهذه التهم.

ويشمل التحالف أيضا حزبا إسلاميا متشددا، يدفع باتجاه تطبيق قوانين أكثر صرامة في ماليزيا.

وقال "محيي الدين" في كلمته أمام مؤيديه خارج منزله في كوالالمبور: ”أحض جميع الماليزيين على تأييد القرار الذي اتخذه القصر اليوم“.

وأعلن القصر الملكي في وقت سابق أن "محيي الدين" يحظى بدعم كافٍ، وأنه سيؤدي اليمين الدستورية الأحد.

لكن "مهاتير" قال بعد عقده لقاءات مع حلفائه السياسيين، إنه تلقى دعم 114 نائبا ليكون رئيسا للوزراء، وهو أعلى من العدد المطلوب المحدد بـ112 نائبا، ثم نشر لائحة بأسمائهم.

وأضاف أنه سيرسل رسالة إلى الملك يشرح فيها هذا الأمر، مشيرا الى أن عدد النواب الذين يدعي "محيي الدين" أنه يحظى بدعمهم ”ليس دقيقا“.

وتصاعد الغضب جراء القرار المفاجئ بتعيين "محيي الدين"، والسماح للمنظمة الوطنية الماليزية بالعودة إلى السلطة.

وتصدر وسم ”ليس رئيس وزرائي“ موقع "تويتر" في ماليزيا، كما تجمعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في وسط مدينة كوالالمبور.

وقالت متظاهرة رفضت الكشف عن اسمها: ”هؤلاء ليسوا الأشخاص الذين صوتنا لهم“، بينما ترددت خلفها هتافات ”عاش الشعب، انهضوا“.

وأضافت أن ”هؤلاء ليسوا الأشخاص الذين مُنحوا التفويض الديمقراطي قبل عامين“.

((4))

وبدأت الأزمة السياسية عندما انضمت مجموعة من نواب الائتلاف الحاكم إلى أحزاب المعارضة في محاولة لتشكيل حكومة جديدة دون "إبراهيم"، في مسعى لقطع الطريق عليه ليصبح رئيسا للوزراء.

وبعد سقوط الحكومة عُيّن "مهاتير" رئيس وزراء انتقاليا، لكنه حاول منفردا العودة إلى السلطة، وكذلك "إبراهيم" الذي خاض محاولة منفصلة، ما أحيا صراعهما السياسي القديم.

ولكن، مع حصول "محيي الدين" على دعم سريع، بدا من خلاله أنه في طريقه لحكم البلاد مع "المنظمة الوطنية"، عاد "مهاتير" للتحالف مجددا مع "إبراهيم"، السبت.

وأعلن عدد متزايد من حلفائهما دعمهم لتولي "مهاتير" رئاسة الوزراء، لكن هذا أتى متأخرا إلى حد ما.

وشهد ”تحالف الأمل“ الذي يضم مجموعة من الأحزاب المعارضة حالة عدم استقرار بعد فوزه بالانتخابات عام 2018، فقد انهارت شعبيته بسرعة بسبب الانتقادات التي واجهها بأنه لا يفعل ما يكفي لحماية حقوق المسلمين، إضافة إلى خسارته سلسلة من الانتخابات المحلية مؤخرا.

و"محيي الدين"، البالغ 72 عاما، كان عضوا في المنظمة الوطنية الماليزية لعدة عقود، وتولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة "عبدالرزاق"، الذي أقاله لاحقا بعد توجيهه انتقادات متعلقة بفضيحة صندوق ”وان ام دي بي“.

وأثار "محيي الدين" اعتراضات ذات مرة عندما قال إنه يعتبر نفسه من ”الملايو أولا“ وماليزيا ثانيا، في بلاد يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة وتضم أقليات إثنية صينية وهندية كبيرة.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي رئاسة وزراء ماليزيا

بلومبرج تروي التفاصيل الدرامية لاستقالة مهاتير محمد.. كيف خذله حلفاؤه؟