هل تستمر أسعار النفط منخفضة؟

الأربعاء 5 أغسطس 2015 01:08 ص

بعد سنوات من ثبات أسعار برميل النفط فوق الـ100 دولار، انخفض سعر برميل برنت في بداية هذا الشهر إلى أقل من ٥٠ دولاراً للبرميل. فكيف ستتعايش الدول المصدرة للنفط على اختلافها مع هذا المستوى الذي قد يستمر لفترة لا يُعرف إذا كانت ستطول أم لا.

وفي تقرير لصحيفة «الحياة» اللندنية اليوم الأربعاء فإن في وسع السعودية وهي أكبر منتج للنفط في «أوبك» مع إنتاج وصل إلى أكثر من 10 ملايين برميل من النفط يوميا، أن تتعايش مع أسعار نفط منخفضة لامتلاكها الاحتياطي المالي الكبير الذي يمكنها من الصرف على خططها التنموية في كل القطاعات. الأهم للسعودية أن تحافظ على حصتها الإنتاجية في السوق العالمية التي تشهد زيادات في النفط الأمريكي والروسي وسيدخل إلى السوق في نهاية السنة المزيد من الكميات النفطية الإيرانية.

فحماية حصة الإنتاج هي أولوية للسعودية لأنها تحمل معاني كبرى. أولاً أن الاستثمارات التي تقوم بها السعودية لتطوير إنتاجها والحفاظ على طاقتها الزائدة بحوالى مليوني برميل في اليوم لن تهدر.

وثانياً لأن حصة إنتاج نفط مهمة في العالم وفي المنطقة تعطي زخماً طبيعياً لوزن ودور بلد على الصعيد العالمي وهو أمر أساسي.

ففي الفترة التي نرى تزايد إنتاج دول كبرى مختلفة، من الصعب الاعتقاد أن السعودية ستغير سياستها وتخفض إنتاجها النفطي لحساب دول أخرى تأخذ حصتها من السوق. فالعرض النفطي الحالي لن ينخفض لأن الطلب على النفط في العالم ما زال مرتفعاً.

وقال وزير النفط السعودي مراراً إنه ما دام هناك زبائن للنفط السعودي فسيلبى طلبهم.

والنفط الأمريكي ما زال مرتفع السعر لأن الشركات الكبرى تمكنت من الاستمرار في إنتاج النفط الصخري رغم انخفاض أسعار النفط لأنها تمكنت من ضبط تكاليف إنتاجه في حين أن بعض الشركات الأمريكية الصغرى أوقفت إنتاجها.

ولكن على العموم بقى الإنتاج الأمريكي مرتفعاً رغم إغلاق بعض الحقول الصخرية الأمريكية التي لم تؤثر في شكل كبير في الإنتاج الأمريكي.

أسباب انخفاض أسعار النفط مختلفة وعديدة منها أزمات بورصة الصين ومالية اليونان وأيضاً ارتفاع الدولار. فكل ذلك أدى إلى انخفاض سعر النفط إضافة إلى عدم توقع أي تخفيض في الإنتاج حالياً في فترة تشهد نمواً في الطلب على النفط. وانخفاض السعر يؤثر في كل استثمارات الشركات النفطية الكبرى ويؤجل المشاريع الضخمة التي كانت مبرمجة، بحسب الصحيفة.

المؤكد أن دولاً عدة في أوبك ستعاني من انخفاض أسعار النفط في طليعتها فنزويلا والجزائر ونيجيريا وستضغط على السعودية لتخفيض إنتاجها.

لكن إذا غيرت السعودية سياستها نحو الدفاع عن السعر، ستخسر حصتها من الإنتاج في السوق العالمية لمصلحة مصدرين آخرين.

وارتفاع الأسعار سيكون لمصلحة المنتجين الأمريكيين مع تآكل حصة السعودية الإنتاجية في غضون ثلاث أو أربع سنوات إلى أقل بثلاثة أو أربعة ملايين برميل في اليوم يأخذها مصدرون آخرون في «أوبك» وخارجها وهذا ليس من مصلحتها في حال تقرر العدول عن حماية حصتها الإنتاجية لمصلحة رفع الأسعار وتخفيض الإنتاج.

وأوضحت الصحيفة أنه من الأجدى للسعودية أن تستمر في هذه الاستراتيجية. أما الدول الأخرى مثل فنزويلا فهي على شفير الهاوية وهي منتج كبير في «أوبك» وقد يرى الرئيس «مادورو» بلده ينفجر نتيجة الأزمة الاجتماعية والسياسية فيه إذا استمرت الأسعار على ما هي. أما الجزائر فعليها أن تكيف بسرعة سياستها الاقتصادية على ضوء تدهور مستوى أسعار النفط، ونيجيريا مهددة بالمزيد من العنف والبؤس والفساد.

والعراق الذي زاد إنتاجه وصادراته على رغم الأوضاع الأمنية السيئة يعاني أيضاً من تدهور في عائداته.

فمعظم دول «أوبك»ستحاول الضغط على السعودية التي لا مصلحة لها في تعديل سياستها النفطية. إذاً قد نكون دخلنا فترة مستقرة من أسعار نفط منخفضة إذا لم يطرأ طارئ.

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط أوبك ثبات سعر برميل النفط الدول المصدرة للنفط السعودية

«أوبك» في ورطة قد تعصف باقتصادات أعضائها الكبار

النفط يواصل هبوطه مع وصول إنتاج أوبك مستوى قياسي في يوليو

أسعار النفط تهبط نحو 3% بفعل تخمة السوق .. وزيادة المعروض السعودي

توقعات بنزول أسعار النفط إلى 60 دولارا ما لم تخفض أوبك الإنتاج

ارتفاع معظم بورصات دول الخليج مع توقف هبوط النفط قبل اجتماع أوبك

ظروف تماسك أسعار النفط غائبة

االنفط السعودي لأسيا في سبتمبر بأسعار دون المتوقع لحماية الحصة السوقية

«يو بي إس» لإدارة الثروات تتوقع عودة أسعار النفط للتعافي خلال العام 2016

«فاينانشيال تايمز»: أسعار النفط الرملي الكندي تهوي إلى النصف