هل ينجح جانتس وليبرمان والقائمة العربية في إنهاء حكم نتنياهو؟

الأربعاء 11 مارس 2020 08:28 م

ربما لا يجمع بين حزب (أزرق- أبيض) بزعامة "بيني جانتس" و"أفيجدور ليبرمان" زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" والقائمة العربية المشتركة، من الناحية السياسة، سوى الرغبة في التخلص من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" زعيم حزب الليكود.

ورغم تحقيق ائتلافه اليميني تقدما واضحا في الانتخابات التي أجريت مؤخرا، إلا أن "نتنياهو" لم يتمكن من الحصول على المقاعد اللازمة لتشكيل الحكومة (61 مقعدا) حيث حصل تحالفه مع الأحزاب اليمينية على 58 مقعدا (الليكود 36 مقعدا)، في حين حصد حزب "أزرق - أبيض" 33 مقعدا، وحصد "ليبرمان" 7 مقاعد، فيما حصلت القائمة العربية على 15 مقعدا.

ووسط حديث عن إمكانية نجاح "نتنياهو" في استقطاب منشقين من معسكر اليسار بالانضمام لتحالفه من ثم تشكيله للحكومة، شهد اليومان الأخيران الكثير من التطورات والتي يمكن وصفها بالانقلاب السياسي غير المتوقع.

من ناحيته، أعلن " بيني جانتس" الموافقة على شروط "ليبرمان" للانضمام إلى ائتلافه لتشكيل الحكومة الإسرائيلية بهدف منع "نتنياهو" من الذهاب إلى انتخابات رابعة، بخلاف تواصله مع زعيم القائمة العربية المشتركة للسبب السابق ذاته.

وتثير هذه التحركات تساؤلات حول إذا ما كانت الجهات الثلاث سوف تكون قادرة على تجاوز الانقسامات الجوهرية بينها من أجل إنهاء حكم "نتنياهو" المستمر منذ أكثر من عقد، ومن ثم الذهاب مباشرة نحو محاكمته في قضايا تتعلق بالفساد، أم أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته سوف ينجح في اللحظات الأخيرة في كسب المزيد من الوقت بالدخول لاستقطاب نواب منشقين يكمل بهم النصاب للازم لتشكيل الحكومة المستعصية، أو حتى الذهاب لانتخابات رابعة.

التحالف المستحيل

وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن "بيني جانتس"، موافقته على شروط "ليبرمان"، الحاصل على 7 مقاعد في الانتخابات الأخيرة، للانضمام لأي ائتلاف حكومي مرتقب.

وتضمنت شروط "ليبرمان" 5 بنود، تخص شؤونا دينية واجتماعية على رأسها سن قانون لتجنيد طلاب المدارس الدينية وسن قانون للزواج المدني في (إسرائيل) وهي مطالب يعارضها المتدينون المتطرفون.

وفي خطوة أخرى لافتة، قال "أيمن عودة" زعيم القائمة المشتركة (تحالف 4 أحزاب عربية في إسرائيل)، إنه أبلغ بيني جانتس زعيم "أزرق- أبيض"، بأنهم ملتزمون بتغيير نظام رئيس الحكومة المنتهية ولايته "بنيامين نتنياهو" شريطة احترام الصوت العربي الموحد.

جاء ذلك بعد وقت قصير من اتصالات أجراها "جانتس" بزعماء 3 من أحزاب القائمة المشتركة دون الرابع، بهدف بحث تشكيل حكومة للحيلولة دون ذهاب (إسرائيل) لانتخابات رابعة.

وتتكون القائمة المشتركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة "عودة"، والقائمة العربية الموحدة بزعامة "منصور عباس"، والحركة العربية للتغيير بقيادة "أحمد الطيبي"، والتجمع الوطني الديمقراطي بقيادة "مطانس شحادة".

ورغم ذلك، يبقى من غير المؤكد إذا كان "ليبرمان" سوف يقبل المشاركة في حكومة تدعمها الأحزاب العربية، أو إذا كان "غانتز" و"ليبرمان" يمكن أن يتجاوزا الخلافات حول تفاصيل تشكيل أي حكومة مرتقبة.

وفى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هاجم "ليبرمان" الأحزاب العربية؛ مؤكدا أن حزبه "لن يدخل في حكومة مدعومة مباشرة أو بشكل غير مباشر من القائمة المشتركة".

خصومة شخصية

وفي مؤتمر عقد الأسبوع الحالي؛ أكد "جانتس" أن "عهد نتنياهو انتهى بقرار من الشعب".

ويري مراقبون أن الخلافات الشخصية بين "ليبرمان" و"نتنياهو" قد تطيح بالأخير وتمنع (إسرائيل) من الذهاب إلى انتخابات رابعة حتى لو كان ثمن ذلك هو تحالف "ليبرمان" مع الأحزاب العربية.

وفى هذا الصدد يوضح الخبير بالشؤون الإسرائيلية "شكيب شنان" أن "تفاهمات جانتس وليبرمان والقائمة العربية تؤشر بإمكانية واضحة لحل الأزمة السياسية في إسرائيل، مضيفا أنه بات واضحا أن ليبرمان سيذهب إلى آخر الطريق في خصومته الشخصية مع نتنياهو حتى لو كان ثمن ذلك هو دعم القائمة العربية المشتركة".

وأوضح "شنان" أنه وفقا لمصادره الخاصة، فإن "ليبرمان" عقد العزم على بشكل قاطع على إنهاء عهد "نتنياهو" كرئيس للوزراء، حيث قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا: "يجب عليه أن يخلي منصبه ويتقاعد".

فيما استبعد "شنان" في الوقت ذاته أن تؤدي التفاهمات الحالية بين "أزرق - أبيض" و"إسرائيل بيتنا والقائمة العربية المشتركة، بجانب حزب العمل بزعامة "عمير بيرتس"، إلى انشقاقات في المعسكر اليميني.

وأضاف أن هناك أشخاصا في اليمين بالفعل يرغبون في إبعاد "نتنياهو"، لكن فشل "جدعون ساعر" عضو الليكود السابق الذي انشق لمعارضة "نتنياهو" تزيد من تردد هؤلاء، ناهيك عن التاريخ الطويل لحزب الليكود في التغلب على محاولات الانشقاق السياسي.

وفى المقابل؛ حذر الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية "صالح النعامي"، القائمة العربية المشتركة من الدخول في ائتلاف مع تحالف "أزرق - أبيض".

وقال "النعامي" في تغريدة نشرها عبر تويتر: "ترتكب القائمة العربية المشتركة خطئا فادحا في حال دعمت بني جانتس زعيم تحالف أزرق أبيض لتشكيل الحكومة الجديدة"، مؤكدا أن "جانتس وتحالفه العنصري سيستغلان دعم القائمة فقط من أجل دفع الليكود للموافقة على حكومة وحدة بدون نتنياهو، ثم يلقي بالقائمة في سلة المهملات"، على حد وصفه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الإسرائيلية بيني جانتس القائمة العربية المشتركة

انقلاب سياسي بإسرائيل.. جانتس يتفق مع ليبرمان لتشكيل حكومة

نتائج شبه نهائية.. 36 مقعدا لنتنياهو مقابل 33 لجانتس بانتخابات إسرائيل

نتنياهو يحتفل بنصر صعب وجانتس يعبر عن خيبة أمل

القائمة العربية بالكنيست تُوصي ريفلين بإسناد تشكيل الحكومة لجانتس