احتفل رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، بـ"نصر ضد كل الصعاب" في الانتخابات العامة التي شهدتها (إسرائيل) الإثنين، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تصدر حزبه "الليكود" النتائج.

في وقت اعترف رئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال الإسرائيلي السابق "بني جانتس"، بـ"خيبة الأمل"، بعدما حل حزبه في المركز الثاني.

وفي كلمته أمام أنصار حزب "الليكود" في (تل أبيب)، قال "نتنياهو" إنه "صمد أمام قوى هائلة"، مُضيفا: "لقد قال الناس أن عهد نتنياهو قد انتهى".

ورأى "نتنياهو" أن الناخبين يثقون في "الليكود"، وقال: "لأننا جلبنا لهم أفضل عقد في تاريخ (إسرائيل)... لقد حولنا (إسرائيل) إلى قوة عظمى"، حسب قوله.

وتعهد بتطبيق السيادة الإسرائيلية "على أراضينا، يهودا والسامرة، ووادي الأردن"، ضمن قائمة التعهدات التي تضمنت أيضًا التوصل إلى اتفاقات سلام جديدة مع الدول العربية ومتابعة الإصلاحات الاقتصادية في الداخل.

وفي وقت لاحق، قال "نتنياهو"، إنه سيجتمع مع الأحزاب اليمينية والدينية الأخرى بهدف تشكيل "حكومة وطنية قوية لدولة (إسرائيل)".

ولكن مع النتائج المتوقعة من جميع القنوات التلفزيونية الإسرائيلية الرئيسية الثلاثة التي تشير إلى أن كتلة "نتنياهو" في طريقها إلى الانتهاء من مقعدين دون أغلبية عامة، لم يتناول "نتنياهو" كيف خطط لتأمين المقاعد الإضافية التي يحتاجها.

غير أن مؤيدي "نتنياهو"، ظهروا غير مُبالين  بهذه الحسابات، وهتفوا أمامه: "يحيا ملك (إسرائيل)".

وبعد انتخابات غير حاسمة في أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، سيمثل فوز "نتنياهو" (70 عاما) شهادة على قدراته كأكثر من بقي في السلطة، وخاض حملة انتخابية قبل محاكمة فساد وشيكة.

كما أن الفوز سيمهد الطريق لـ"نتنياهو" للسعي نحو تنفيذ خطة سلام قدمها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، عرفت باسم "صفقة القرن"، رفضها الفلسطينيون.

من جانبه، قال "جانتس"، في كلمة لمناصريه في (تل أبيب): "أشارككم مشاعر خيبة الأمل والألم"، مضيفا أنه "كان يأمل بأن تكون نتائج الانتخابات التشريعية مختلفة".

وتابع: "يجب أن نرفع رأسنا وننتظر النتائج الحقيقية، وسنبقى أقوياء متحدين لأن طريقنا هذا هو الطريق الجيد".

وزاد الجنرال الإسرائلي السابق: "لن أخاف بتاتا، سنبقى أقوياء في الصراع على هوية (إسرائيل)، وسأستمر في القيادة وفي الشوارع، ولن نترك شخصا ليفكك المجتمع الإسرائيلي أو ليفرّق بيننا".

واستطرد: "سنعمل من أجل السلام مع الأخوة والسلام مع جيراننا".

ولم يصل "جانتس" (60 عاما) في خطابه إلى حد الاعتراف بالهزيمة، إذ قال إن الانتخابات قد تؤدي إلى طريق مسدود آخر.

ومع مؤشرات النتائج فإن حزب "أزرق وأبيض" سينتهي به الحال خلف "ليكود نتنياهو".

ووصف "جانتس" الحملة الانتخابية بأنها "الأصعب في تاريخ (إسرائيل)، وقال إنه وحزبه كانا "ضحيتان للأكاذيب".

وكانت معركة "نتنياهو" للفوز معقدة، بعدما وُجهت إليه اتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال تتعلق بمزاعم عن تقديمه مزايا قيمتها مئات الملايين من الدولارات لأقطاب إعلام إسرائيليين في مقابل هدايا وتغطية إيجابية له.

ومن المقرر بدء محاكمة "نتنياهو"، في 17 مارس/آذار، حيث من المرجح أن تكون المداولات على أشدها حول تشكيل ائتلاف بعد الانتخابات.

وخلال الحملة الانتخابية وصف "جانتس"، خصمه "نتنياهو" بـ"المتهم"، واتهمه بأنه يسعى للبقاء في السلطة من أجل الترويج لتشريع يمنع السلطات من محاكمة رئيس وزراء في السلطة.

ويقول "نتنياهو"، إن "جانتس" سيحتاج لدعم ساسة عرب في البرلمان لتشكيل حكومة، وهؤلاء سيكبلون يديه فيما يتعلق بأي عمل عسكري في المنطقة.

ووصف "جانتس" بأنه "جبان" وغير قادر على مواجهة أي مخاطر تواجهها (إسرائيل) في منطقة يسودها التوتر.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن "ليكود" حصل على ما بين 36 و37 مقعدا، مقابل 32 إلى 34 لحزب "أزرق أبيض"، وهذا الفارق يجعل من الصعب على "جانتس" إيجاد سبيل لتشكيل ائتلاف حاكم.

وستصدر النتائج الفعلية في وقت لاحق يوم الثلاثاء.

وفي الانتخابات السابقة في سبتمبر/أيلول، تفوق "أزرق أبيض" على "ليكود"، حيث حصل على 33 مقعدا مقابل 32 لمنافسه، لكن "جانتس"، مثل "نتنياهو"، لم يتمكن من تشكيل ائتلاف حاكم.