فقدت أسواق الأسهم العالمية، خلال الأسابيع الماضية، قرابة 23 تريليون دولار من قيمتها السوقية، مع تفاقم انتشار فيروس "كورونا"، في دول العالم، والإغلاق شبه التام للاقتصاديات الرئيسة.

ولم تنفع كل محاولات التحفيز التي أطلقتها الحكومات والبنوك المركزية في أغلب أسواق العالم، سواء عبر خطط الحكومات لاحتواء الأزمة، أو تخفيض البنوك المركزية الفوائد لمستويات قياسية، أو ضخ السيولة للمصارف.

كشف ذلك بيانات رسمية، مقارنة مع نظيرتها المسجلة في فبراير/شباط، حسب "رويترز".

• أسواق أمريكا

ففي الأسواق الأمريكية، عاشت الأسهم أسوأ أسابيعها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2008، بتراجع أكثر من 4% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة مدرجة، خصوصا بعد فرض نيويورك وكاليفورنيا قيودا صارمة لكي يلازم الناس منازلهم، في محاولة لاحتواء انتشار الفيروس.

كما تراجع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنحو 4.55% إلى 19173 نقطة، وفقد "ستاندرد آند بورز" 4.34% ليسجل 2304 نقطة، ونزل مؤشر "ناسداك" 3.79% إلى 6879.52 نقطة.

وظهرت موجة بيع جماعية في الأسواق؛ حيث تبين بيانات أسبوعية من بنك "أوف أمريكا" أن عمليات بيع لشتى الأصول في السوق أدت إلى تراجع حاد في كل فئة تقريبا.

في حين سجلت صناديق السندات نزوحا قياسيا بقيمة 109 مليارات دولار، بينما سحب المستثمرون ما قيمته 20.7 مليار دولار من الأسهم.

لكن رئيس قسم سياسة ومراجعة الاستراتيجية بصندوق النقد الدولي "مارتن مويلايزن"، قال إن وقع جائحة "كورونا" سيكون "شديدا"، قبل أن يضيف: "لكنها جاءت عقب فترة نمو طويلة ومعدلات توظيف مرتفعة مما سيسمح للاقتصاد العالمي بامتصاص الصدمة الحالية".

• تحفيز أوروبي

ودفعت التصريحات المطمئنة، إضافة إلى خطط التحفيز إلى إغلاق الأسهم الأوروبية مرتفعة لجلسة الجمعة.

إذ صعد المؤشر "ستوكس 600" 1.8%، لكنه أغلق على تراجع أسبوعي هو الخامس على التوالي.

كما أغلقت الأسهم الإيطالية مرتفعة نحو 1.7%، على الرغم من الوضع المأساوي لأزمة "كورونا" في هذا البلد.

وانضمت سويسرا إلى الدول الأوروبية التي أعلنت خطط التحفيز؛ حيث قالت إنها ستقدم حزمة دعم حجمها 32 مليار فرنك سويسري (32.56 مليار دولار) لدعم الشركات والعمال المتضررين من جراء تفشي الفيروس.

• تعاف صيني

أما في الصين، فقد بدأت بعض الأسواق في التعافي، وهو ما أكده مسؤولون بصندوق النقد الدولي.

وقال المسؤولون في تصريحات إن اقتصاد الصين بدأ يظهر بعض المؤشرات على العودة إلى الوضع الطبيعي عقب صدمة شاملة ناجمة عن الفيروس، مضيفين أن المخاطر الأكثر بروزا تظل قائمة.

ولفتوا إلى أن معظم الشركات الصينية الأكبر حجما استأنفت العمل، والكثير من الموظفين المحليين عادوا إلى أعمالهم، لكن الإصابات قد ترتفع مجددا مع استئناف السفر المحلي والدولي.

• أزمة النفط مستمرة

وبين خسائر وتعافي، تستمر الأزمة في سوق النفط؛ حيث تكبدت أسعار الخام الأمريكي خسارة أسبوعية بلغت 29%، هي الأشد لها منذ اندلاع حرب الخليج بين الولايات المتحدة والعراق في 1991.

ونزل خام برنت 20%، وتراجع خامي القياس لأربعة أسابيع متتالية،. إذ فقد الخام الأمريكي نصف قيمته في الأسبوعين الأخيرين، وهبط برنت حوالي 40%، مع تقلص الطلب بسبب الفيروس، بالتزامن مع انهيار تخفيضات الإنتاج المنسقة بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بينهم روسيا.

وفي مقابل هذا الهبوط في الأسواق، كان حال الذهب مختلفا تماما؛ حيث ربح المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 2% إلى 1499.92 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن انخفض 1% بالجلسة السابقة.

وحتى ظهر السبت، أصاب "كورونا"، نحو 285 ألفا في 186 بلدا وإقليما بينهم نحو 11 ألف و850 وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.