رسالة نتنياهو ليهود الولايات المتحدة: إيقاع المسؤولية

السبت 8 أغسطس 2015 05:08 ص

لقد حلت المسألة التي تصدح في الهواء منذ بدأ رئيس الوزراء نتنياهو مساعيه للعمل على الغاء الاتفاق النووي مع ايران: هجر الولايات المتحدة للاتفاق سيؤدي الى الغائه التام. المعنى: ايران ستكون حرة في استئناف نشاطها النووي – المنشأة في اراك مثلا، والتي اتفق في الاتفاق على تعطيلها التام، ستستأنف القناة البلونونية (لانتاج البلوتونيوم لغرض القنبلة) بالتوازي مع مسار التخصيب. اضافة الى ذلك سينهار نظام العقوبات الدولي، والولايات المتحدة وحدها ستواصل استخدامها بينما ستستأنف روسيا والصين تورد السلاح لايران بكامل النشاط وموسكو ستتمكن من العودة للمساعدة في بناء منظومات الصواريخ الايرانية مثلما فعلت في الماضي. هذه هي الاثمان الفورية والملموسة. وستكون اثمان اخرى.

ان التوجه الانفعالي لرئيس الوزراء نحو يهود الولايات المتحدة أول امس للوقوف في المعركة ضد الرئيس اوباما يلقي عليهم عمليا بالمسؤولية عن مصير دولة اسرائيل. فاليهود مدعوون لان يتصرفوا بمسؤولية عن عموم اليهود كي يمنعوا الامر الافظع: اذا لم يجبروا مندوبيهم في الكونغرس على اسقاط الاتفاق – ستكون اسرائيل في خطر وجود.

أختلف مع هذا النهج الاساس. يهود امريكا ليسوا ملزمين بانقاذ اسرائيل – الجمهور والحكومات في اسرائيل على اجيالها هم المسؤولون عن مصير الشعب اليهودي. منذ حظينا بالاستقلال، اسرائيل مفتوحة بصفتها المكان الذي يضمن الحياة لكل يهودي يعلق في ضائقة وكل جالية توجد في خطر. اثبتنا قدرات على تنفيذ هذا الحق في الماضي. اسرائيل هي اليوم الدولة الاقوى في الشرق الاوسط – ليس فقط بفضل جهاز الامن فيها بل وايضا بسبب الاصالة والابداع الذي فيها في مجالات العلم، التكنولوجيا والاستخبارات، ليس لها مثيل في العالم.

إذا كنت أفهم ذلك، وبالتأكيد رئيس الوزراء، وزراء الكابينت واعضاء اللجنة الفرعية للاستخبارات في الكنيست يجب ان يعرفوا ذلك. وجود اسرائيل مضمون، ونتنياهو يفترض أن يبث الثقة والفخر بالانجازات والقدرات التي يعرفها جيدا أكثر من كل شخص آخر. على أساس ذات الثقة بالجهاز، الذي يقف هو نفسه على رأسه، عليه ايضا أن يثبت الثقة بخلود اسرائيل لا ان يبث المخاوف من الماضي السحيق كي يوقظ زعماء يهود الولايات المتحدة بنداءات "النجدة".

هذا الاسبوع من شأنه أن يكلف سواء اسرائيل أم يهود امريكا ثمنا باهظا: سيكون من قبيل الخطأ التاريخي حشر اليهود في الزاوية واجبارهم على الاختيار بين الثقة والكرامة اللتين تدين بهما لرئيسها وبين الاستجابة لهتاف النجدة المنطلق من القدس. اضافة  الى ذلك، فان اسلوب المعركة التي بدأ بها نتنياهو ضد الاتفاق يقوض عمليا اسس الردع الاسرائيلي بصفتها دولة قوية ومتينة.

لقد جاء التوجه ليهود الولايات المتحدة ايضا على خلفية مسألة هامة تطرح من جديد مؤخرا: الاغتراب المتزايد بين اجزاء واسعة من يهود أمريكا وبين اسرائيل بسبب موقف المؤسسة الحاخامية وسيطرتها على المجال السياسي في الدولة. لقد الغى رئيس الوزراء التسويات التي قررها في موضوع التهويد في موعد قريب من الانتخابات الاخيرة. وعليه فان توجهه لليهود كي يسارعوا الى نجدة اسرائيل – بينما مجرد يهودية جماهير واسعة منهم يتنكر هو لها – يعمق فقط الانشقاق في اوساط الشتات اليهودي بالذات في الوقت الذي يطالبهم فيه رئيس الوزراء بتوحيد الصفوف.

تلميح بما هو متوقع في الاشهر القريبة القادمة يمكن أن نجده في مقال نشره الاسبوع الماضي وزير الخارجية الايراني محمد ظريف قال فيه انه ما أن تحل مشكلة ايران سيحين الوقت للتوجه الى مشكلة "النووي الاسرائيلي"  كما يفهمها. اسرائيل ستحتاج للدعم الملموس من أوباما في هذا الموضوع في الساحة الدولية، لان الكونغرس لن يكون مشاركا.

في المؤتمر الذي يعقد في الامم المتحدة مرة كل خمس سنوات ضد انتشار السلاح النووي، قاد المصريون خطوة لاعادة البحث في اعلان الشرق الاوسط كمنطقة حرة من السلاح النووي. وقبل بضعة اشهر هاتف رئيس الوزراء وزير الخارجية الامريكي جون كيري وشكره على المساعدة الامريكية الحاسمة في احباط تلك المبادرة. إذن قبل تشديد المعركة في امريكا – ينبغي التوقف قبل أن نعلق في مشكلة في المستقبل.

  كلمات مفتاحية

نتنياهو مدون جزائري أوباما إسرائيل الاتفاق النووي إيران الولايات المتحدة روسيا الصين

«أوباما»: رفض الكونغرس للاتفاق النووي سيؤدي إلى حرب في الشرق الأوسط

«أوباما» يدعو مؤيدي الاتفاق النووي للضغط على الكونغرس من أجل إقراره

إطاحة الكونغرس بالاتفاق النووي الإيراني.. رغبة 52% من الأمريكيين

«أوباما» يعرض على «نتنياهو» تحسين قدرات جيش (إسرائيل) عقب الاتفاق النووي

صحيفة: استخبارات (إسرائيل) رأت إيجابيات في الاتفاق النووي و«نتنياهو» أخرسها