دعا الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أمس الخميس مجموعات تدعم الاتفاق النووي مع ايران إلى توصيل أصواتهم للكونغرس في مواجهة ملايين الدولارات التي تنفقها جماعات ضغط لعرقلة الاتفاق.
وقال «أوباما» في اتصال مع جماعات منها مركز التقدم الأمريكي للابحاث ومقره واشنطن «المعارضون لهذا الاتفاق يتدفقون على مكاتب الكونغرس».
وتابع أن الجماعات المعارضة للاتفاق مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة باسم «ايباك» أنفقت 20 مليون دولار على إعلانات تلفزيونية للضغط على أعضاء الكونغرس.
ولم يوجه «أوباما» الشكر للجماعات عن أي دعم منهم حتى الآن ولكنه ضغط عليهم لتكثيف جهودهم. وعقد مقارنة مع الفترة التي سبقت حرب العراق موضحا أن الجماعات التي عارضت الحرب لم تجاهر بصوتها إلا بعد فوات الأوان.
وأضاف «في ظل غياب أصواتكم فسوف ترون نفس مجموعة الأصوات التي قادتنا إلى الحرب في العراق مما يقودنا إلى وضع نتخلى فيه عن فرصة تاريخية ونعود إلى مسار صراع عسكري محتمل».
الجمهوريون يهاجمون الحكومة الأمريكية
من جانبهم، واصل الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي، الهجوم على الإدارة الأمريكية مجددًا، لعدم إطّلاع الأخيرة على «اتفاقين جانبيين سريين»، وقعتهما المنظمة الدولية للطاقة الذرية مع إيران.
الجلسة التي عقدت أمام لجنة القوات المسلحة في المجلس بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أول أمس الأربعاء، بحضور وزير الدفاع «آشتون كارتر» ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال «مارتن ديمبسي» ووزير الخارجية «جون كيري» ووزير الطاقة «إيرنست مونيز» ووزير الخزانة «جاك لو»، شهدت انتقادًا كبيرًا من الجمهوريين الذين طالبوا، ممثلي الإدارة الأمريكية بتقديم ما دعوه الوثائق الأصلية «اتفاقيين جانبيين سريين بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران».
وأكد «كيري» على أنه من غير الممكن الاطلاع على الاتفاقين قائلا «الوكالة الدولية للطاقة الذرية كيان مستقل يتبع للأمم المتحدة، أيها السيناتور، وأنت تعلم هذا، لكنني لا أعلم في هذه المرحلة، ما هو موقف القانون بخصوص مطالبة الولايات المتحدة أمرًا يمنعه قانون كيان آخر (الوكالة الذري)».
ورفض «كيري» الكشف عن تفاصيل الاتفاقيتين في جلسة علنية موضحًا «لأننا نحترم عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولانملك تفويضًا بكشف اتفاق سري بينهم (الوكالة الذرية) وبين بلد آخر (إيران)»، ما دعا عضو مجلس الشيوخ «توم كوتون» إلى توجيه نقد لاذع له عندما تساءل «إذن يستطيع آيات الله (الحكومة الإيرانية) معرفة ما الذي وافقوا عليه، لكن الشعب الأمريكي لا يستطيع ذلك؟».
من جهته انتقد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والسيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا «جون مكين»، وزير الطاقة «مونيز» لعدم اطلاعه على وثائق «الاتفاقين السريين»، وهو أمر علّق مكين عليه قائلًا «لأكون صادقًا معكم، إن هذا مدهش جدًا، في أن تكون غير مطلع على وثائق تعتبر أساسًا للتحقق، يا سعادة الوزير».
إلا أن «كيري» أوضح أن اتفاقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعقدها مع بلدان أخرى هي قضية بين الوكالة والدولة الموقعة «هو إجراء عادي، وهناك 189 دولة لديها معاهدات عدم انتشار أسلحة نووية وقعتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومثل هذا العدد تقريبًا لديهم اتفاقيات».
وأمام الكونغرس الأمريكي مدة 60 يومًا، بدأت في 20 يوليو/ تموز الماضي لمراجعة الاتفاقية والتصويت عليها بالرفض أو القبول.
ومن المتوقع أن يصوت الكونغرس الذي يسيطر الجمهوريون على أكثرية المقاعد في كلا غرفتيه، (الشيوخ والنواب)، على قرار يمنع الرئيس «باراك أوباما» من رفع العقوبات عن إيران مطلع الخريف المقبل، وهو ما قد يدفع إلى عزلة للولايات المتحدة ونبذ إيران للاتفاقية.
وكان الرئيس الأمريكي قد هدد في وقت سابق باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد الكونغرس إذا ما حاول الأخير التصويت ضد الاتفاقية، الأمر الذي يدفع الجمهوريين الذين يسعون لتقويض جهود الرئيس الأمريكي في هذا الإطار إلى السعي لضم أصوات ديمقراطية إليهم من أجل الحصول على ثلثي الأصوات في كلا المجلسين كي يستطيعوا نقض فيتو الرئيس الأمريكي.