دعا «عباس عراقجي»، نائب وزير الخارجية الإيراني، أمس السبت، البرلمان لأن يقر بسرعة الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الست الكبرى في جنيف لكي يتحمل الكونجرس الأمريكي وحده مسؤولية إفشال الاتفاق إذا لم يقره.
وقال «عراقجي»، في تصريح للتلفزيون الحكومي، «علينا أن نعلن موقفنا بسرعة حتى في حال رفض الكونجرس الاتفاق يكون هو من يتحمل عبء فشل المفاوضات، وعندها نكون قد أنقذنا ماء وجهنا ويمكننا العودة إلى برنامجنا العادي»، مضيفًا: «عندها سيقول العالم إن إيران التزمت بعقدها ولكن الكونجرس حطم كل شيء».
وفي واشنطن، استمع الكونجرس الأمريكي قبل أيام إلى وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بشأن الاتفاق، ومن المفترض أن يصوت عليه في سبتمبر/آيلول، علمًا أن العديد من الجمهوريين الذين يسيطرون على الكونجرس يعارضون الاتفاق، أما في طهران فيعكف البرلمان حاليًا على دراسة الاتفاق الذي لم يقتنع به المحافظون.
ويتيح الاتفاق الذي توصلت إليه في فيينا في 14 يوليو/تموز الماضي، إيران مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إضافة إلى ألمانيا)، لإيران أن تحتفظ ببرنامج نووي لأغراض مدنية مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها.
ورغم دعوة «عراقجي»، فإن النواب الإيرانيين يريدون انتظار الموقف النهائي للكونجرس الأمريكي بشأن الاتفاق قبل أن يقولوا كلمتهم فيه.
وتأتي دعوة «عراقجي» عشية خطاب يلقيه الرئيس الإيراني «حسن روحاني» مساء اليوم الأحد مباشرة على هواء التلفزيون، ويتوقع أن يتمحور حول الاتفاق النووي.
وكان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قد دعا الخميس الماضي مجموعات تدعم الاتفاق النووي مع إيران إلى توصيل أصواتهم للكونغرس في مواجهة ملايين الدولارات التي تنفقها جماعات ضغط لعرقلة الاتفاق.
وقال «أوباما» في اتصال مع جماعات منها مركز التقدم الأمريكي للابحاث ومقره واشنطن «المعارضون لهذا الاتفاق يتدفقون على مكاتب الكونغرس».
وأضاف «في ظل غياب أصواتكم فسوف ترون نفس مجموعة الأصوات التي قادتنا إلى الحرب في العراق مما يقودنا إلى وضع نتخلى فيه عن فرصة تاريخية ونعود إلى مسار صراع عسكري محتمل».
وتابع أن الجماعات المعارضة للاتفاق مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة باسم «ايباك» أنفقت 20 مليون دولار على إعلانات تلفزيونية للضغط على أعضاء الكونغرس.