قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إن الاعتبارات السياسية الحزبية تبعد المشرعين عن دعم اتفاق تم التوصل إليه بين إيران والقوى العالمية، غير أنه أعرب عن أمله في أن تتغير الآراء فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وقال «أوباما» في مقابلة مع (إن بي آر نيوز) نشرت أمس الاثنين: «للأسف هناك قطاع كبير بالحزب الجمهوري إن لم يكن أغلبية ممثلي الحزب الجمهوري سوف يعارضون أي شيء أفعله».
وتابع الرئيس الأمريكي أنه «فور تنفيذ الاتفاق والتزام إيران بشروطه فإن المواقف سوف تتغير».
ويحاول «أوباما» ترويج الاتفاق للمشرعين الذين يتوقع أن يصوتوا عليه الشهر المقبل سواء بالقبول أو الرفض.
ويؤكد «أوباما» على أن ذلك الاتفاق هو أفضل طريقة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، غير أن النقاد يقولون إن الرقابة ليست كافية وستسمح لإيران بحيازة سلاح نووي فور انتهاء سريان بعض بنود الاتفاق الرئيسية.
وجعل «أوباما» الاتفاق النووي حجر الزاوية لسياسته الخارجية، وقال البيت الأبيض أمس الاثنين إنه سيستضيف مؤتمرا العام المقبل في واشنطن بشأن الأمن النووي.
وتوقع الرئيس الأمريكي تراجع المعارضة للاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع إيران الشهر الماضي، عندما يتم تنفيذ الاتفاق ولا تنتج عنه «مجموعة الأمور المخيفة» التي يخشاها المعارضون.
«أوباما» أكد أيضا أن «المعارضين الذين يدعون أنه يجب نبذ هذا الاتفاق لأنه لا يحجب الدرب بوجه إيران لبلوغ قنبلة نووية، ويدعون لعدم رفع العقوبات المتشددة عن إيران، مخطؤون، مشددا على أنه بعد 15 عاما ومع انتهاء مدة الاتفاق النووي ستعود قدرات إيران النووية الى ما هي عليه اليوم، معتبرا أنه ليس سببا لرفض الاتفاق النووي».
كما شدد على أن «الاتفاق لا يمنح إيران سلاحا نوويا» وأضاف أنه فيما يخص مسألة الوقت الذي تحتاجه إيران للطفرة الذرية (الزمن الذي تحتاجه لتحقيق الطفرة وبناء قنبلة ذرية) يختلف جدا عمليا عنه نظريا.
وفي مقابلة سجلت قبل مغادرة «أوباما» إلى إجازته الجمعة، قال إن الرئيس الأمريكي السابق «رونالد ريغان» واجه انتقادات مشابهة من الجمهوريين عندما قرر إجراء محادثات مع الزعيم السوفياتي السابق «ميخائيل غورباتشيف».
وأضاف أن «مؤيديه المحافظين كتبوا بعض الأشياء القاسية بحقه وقالوا إنه يسعى الى إرضاء إمبراطورية الشر».
وقال «أوباما» في المقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة «عندما يتم تنفيذ هذا الاتفاق ونرى أجهزة طرد مركزي تخرج من منشآت مثل فوردو ونطنز، وعندما ينتشر المفتشون على الأرض ويصبح واضحا أن إيران تلتزم في الحقيقة بهذا الاتفاق، فإن وجهات النظر ستتغير وسيدرك الناس أن مجموعة الأمور المخيفة التي تتحدث عنها المعارضة ليست صحيحة».
ويقول منتقدو الاتفاق الذي ينص على رفع العقوبات عن إيران مقابل خفض نشاطاتها النووية، إنه سيوفر لإيران أموالا طائلة ويترك منشآتها النووية كما هي.
ومن بين أبرز المعارضين والمنتقدين للاتفاق رئيس وزراء الكيان الصهيوني «بنيامين ننتنياهو» الذي يصر بأن هذا «اتفاق سيء».