مصادر: مصر والإمارات ترفضان لعمامرة مبعوثا أمميا إلى ليبيا

الجمعة 27 مارس 2020 08:09 م

برز اسم وزير الشؤون الخارجية الجزائري السابق "رمطان لعمامرة"، من قبل الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، مبعوثا خاصا للأمين العام للمنظمة الأممية إلى ليبيا، خلفا لـ"غسان سلامة".

وترفض أبوظبي والقاهرة تعيين "لعمامرة" باعتبار أنّه جزائري، في ظل حرب باردة بين مصر والجزائر حول الملف الليبي، حيث ترفض الجزائر دخول قوات "خليفة حفتر" إلى طرابلس رفضاً قاطعاً، لأنها تعتبر دخول "حفتر" إلى طرابلس يعني تزايد التمدد والنفوذ المصري-الإماراتي في ليبيا.

واعتبر الناطق الرسمي باسم قوات "حفتر"، "أحمد المسماري"، الذي عقد مؤتمرا صحفيا في القاهرة مؤخرا، أنّ اقتراح تعيين "لعمامرة" غير منطقي، وقال "نحن لا نقبل به وسيطاً للحوار، وطالب بأن يكون المندوب الأممي شخصية أفريقية، أو لا يكون من جيران ليبيا".

وقالت مصادر ليبية، إن "لعمامرة سيواجه صعوبات في مسألة تعيينه بالمنصب الجديد، لأنّ اسمه مجرد اقتراح من قبل الأمين العام للأمم المتحدة"، وفقا لـ"عربي بوست".

وأشارت إلى أنّ المؤشرات تفيد بأن الروس والأمريكيين لن تكون لديهم مشكلة مع "لعمامرة"، لكن الموقف الروسي يمكن أن يتغير بتحريض مصري-إمارتي.

من جانبها، أكدت مصادر أمنية ليبية أخرى رفيعة، أن "رمطان لعمامرة سيلقى دعماً سياسياً من فرنسا، باعتبار أنّ النفوذ الفرنسي في شمال أفريقيا، وعلى رأسها الجزائر والمغرب، قوي جداً، إضافة إلى أنّ لعمامرة شخصية لها حيثيتها في أروقة الأمم المتحدة ولدى أمينها العام، كما أنه يعتبر من أقوى رجال حقبة بوتفليقة في الجزائر، وتولى مناصب عدة في هذه الحقبة".

بديل إماراتي

وتسعى كل من أبوظبي والقاهرة إلى الترويج لشخصية جديدة يجري طرحها والتسويق لها في وسائل إعلام محسوبة على الإمارات، وتتمثل تلك الشخصية في وزير الداخلية الأردني الأسبق "سمير حباشنة"، الذي تريده أبوظبي بديلاً لـ"رمطان لعمامرة".

وحاولت قناة "الغد" المدعومة إمارتيا الترويج لشخصية "سمير حباشنة"، وصورت شخصيته على أنّه يحظى بالدعم الكبير في ليبيا، وبقبول وارتياح ليبيين، وتأييد ودعم من السياسيين والدبلوماسيين والمثقفين العرب.

ويتم الترويج لـ"الحباشنة"، المقرب من دوائر السلطة الأردنية، في وسائل الإعلام الممولة إماراتيا، على أنّه سيكون المبعوث الأممي في ليبيا وأنه شخصية لديها القدرة على حل النزاع الليبي ويمتلك رؤية لحل هذا النزاع، وباستطاعته أن يفكّ هذا الاشتباك بين أطراف الأزمة الليبية، وأنّه متخصص في حل النزاعات والصراعات، ويقود مجموعة عربية تعنى بهذا المجال، ويبحث عن التضامن العربي.

وعلى مدى سنوات تناولت تقارير صحفية عدة، عبر مصادر مطلعة واتهامات من أطراف ليبية ودولية، دورا إماراتياً ملحوظاً، بقيادة "محمد بن زايد"، في دعم قوات "حفتر"، وحتى المشاركة في عمليات عسكرية ضد فرقاء ليبيين؛ الأمر الذي ساهم حسب مراقبين في تأجيج الأزمة السياسية في ليبيا، وخلق حالة من التباعد بين شركاء الوطن الواحد.

والدور الإماراتي وفق مراقبين، متواجد في كثير من بلدان الشرق الأوسط؛ وخاصة في سياق التحالف مع الأطراف السياسية المناهضة لجماعات الإسلام السياسي، وبصفة خاصة جماعة "الإخوان المسلمون"، ومن أبرز تلك الأطراف في ليبيا "حفتر".

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل "معمر القذافي"؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمالا قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً، وسبها ومحيطها جنوبا.

وتتصارع حكومتان على الشرعية في ليبيا، إحداهما حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، في العاصمة طرابلس (غرب)، والأخرى هي "الحكومة المؤقتة" في مدينة البيضاء (شرق)، وتتبع مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرق).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

رمطان لعمامرة المبعوث الأممي إلى ليبيا

الأمم المتحدة: نتحرك بسرعة لاختيار خليفة غسان سلامة إلى ليبيا

الجزائري لعمامرة يسحب موافقته لخلافة غسان سلامة في ليبيا

الجزائر: لا يمكن أن يتم شيء في ليبيا دون موافقتنا

لماذا أعاد الرئيس الجزائري رمطان لعمامرة إلى الخارجية؟