«ديلي بيست»: شباب وأطفال إيزيديون ينتقمون من «الدولة الإسلامية»

الأحد 9 أغسطس 2015 12:08 م

أشار موقع «ديلي بيست» الإلكتروني في تقرير أعده مؤخرا إلى مرور عام على هجوم شنه مسلحون ضد الإيزيديين في بداية أغسطس/آب العام الماضي.

وبحسب التقرير فإن «الدولة الإسلامية» كان قد استولى، قبلها بأسابيع، على ثاني أكبر مدن العراق وهي الموصل، ولكن واشنطن تباطأت في بدء حملة قصف في محاولة لوقف هجوم التنظيم، إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما» في ٧ أغسطس/آب أن الولايات المتحدة ستبدأ في شن ضربات جوية للمساعدة في إنقاذ آلاف المدنيين العراقيين ممن حوصروا فوق جبل سنجار دون ماء أو غذاء، وواجهوا الموت المحتم.

وهكذا بدأت عودة أمريكا إلى حرب معقدة وشائكة في العراق، وبالتالي في سوريا، ولكن لم تفلح الحملة في إنقاذ آلاف الرجال الإيزيديين الذين أعدموا على عجل، ولا نساء إيزيديات تم بيعهن للمسلحين، وما زالت أشباح تلك الإبادة تطارد أبناء هذه الطائفة الدينية الصغيرة، والذين تعتبرهم ميليشيات «الدولة الإسلامية» (كفارا)، وحتى (عبدة شيطان).

وهكذا عندما عرض عليهم فرع لـ«حزب العمال الكردستاني»، المعروف باسم «بي كي كي»، فرصة التدرب كمقاتلين، تعهدوا بأن لا يعرضوا أنفسهم ثانية لتلك المجازر، ولم يعد يهمهم حقيقة اعتبار أنقرة وواشنطن وبروكسل لـ«بي كي كي» كمنظمة إرهابية.

ولذا تقول «آري»، أيزيدية عمرها ١٦ عاما انضمت لميليشيا حماية الشعب الإيزيدي: «أتيت لأنه أتيحت لي الفرصة لحماية شعبي، وليست هذه أول مرة ترتكب فيها مجزرة بحق الإيزيديين، إذ تعرضت طائفتنا لقرابة ٤٧ محاولة لمحوها عن الوجود، ووجدت فرصة الدفاع عن شعبي ومنع تكرار المجازر».

وجلست «آري» بزيها إلى جانبها بندقيتها من طراز آي كي-47، مع قرابة 6 من زملائها داخل بيت تحول إلى ثكنة عند سفح جبل سنجار، وكان الجميع يرتدون زيا مماثلا، وجلسوا لشرب الشاي، وما زال معظمهم في سني مراهقتهم أو في بداية العشرينات.

وقال جميع أولئك المقاتلين، إن حكومة إقليم كردستان في أربيل، وقواتها المعروفة باسم «البيشمركة»، والمتحالفين بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، تخلوا عن الإيزيديين عندما هاجمهم «الدولة الإسلامية» في قراهم المحيطة بسنجار في شمال غرب العراق.

قالوا بصوت واحد «عندما وصل عدونا لم يدافع عنا أحد»، وتقول «آري» بتحدي، «سنبقى في مليشيا يو بي إس لأن الجيش العراقي تخلى عنا»، والدولة الإسلامية هربوا بعيدا، عندما وصل أعداؤنا لم يدافع عنا أحد، وفي المرة القادمة، سنكون نحن القوة المدافعة عن الإيزيديين».

وأشارت «ديلي بيست» إلى أن مسؤولي كردستان العراق، وخاصة من أعضاء الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة رئيس الإقليم «مسعود برزاني»، دأبوا على خطب ود الإيزيديين، ممن يتحدث معظمهم الكردية، ويقيمون في منطقة تشكل امتدادا عرقيا لمنطقة نينوى المختلطة، والتي تتنافس أربيل على أراضيها مع حكومة بغداد، كن مسؤولي إقليم كردستان العراق كانوا أول الهاربين لحظة اقتراب «الدولة الإسلامية» من الجبل، ولو لم يدافع عنهم «الدولة الإسلامية» لذبح جميع الإيزيديين.

ولفت الموقع إلى تقدم «الدولة الإسلامية» نحو مدينة سنجار عند جنوب سفح الجبل في ٣ أغسطس/آب، بعد أيام من سيطرته على القرى المحيطة بالجبل، مما أضطر قرابة ٢٠٠ ألف شخص للهروب، وقتل ما لا يقل عن ٥٠٠٠ رجل إيزيدي، واستعبدت ما بين ٥٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ امرأة.

وقال المتخصص في تنظيم مهمات إغاثة أسرى إيزيديين لدى «الدولة الإسلامية»، «خليل الضاحي»، إن المسلحين أخذوا أطفالا إيزيديين إلى مدارس عسكرية لكي يتم غسل أدمغتهم بإيديولوجية «الدولة الإسلامية» وليتحولوا إلى مقاتلين لاحقين، ويوجد لديهم ٣٠٠ طفل في مدرسة الشريعة في تلعفر، كما يعلمون البنات كي يصبحن عرائس للمسلحين.

ومع تكشف مأساة سنجار، هرب قرابة ٤٠ ألف إيزيدي إلى الجبل بحثا عن الأمان، ولكن نجاتهم بدت صعبة لأن «الدولة الإسلامية» كان يحيط بهم، ودرجات الحرارة حارقة عند قمة الجبل في الصيف، والماء قليل.

ولكن بمساعدة ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة، تحالفت وحدات متحالفة مع «بي كي كي» من سوريا المجاورة، تعرف باسم «واي بي جي»، إلى جانب مقاتلي «بي كي كي» في تركيا، وتمكنوا من شق طريق عبر خطوط «الدولة الإسلامية»، وبحلول ١٠ أغسطس/آب أمكن عبور إيزيديين نحو مناطق كردية في سوريا.

وقالت «سوزدار» (٢٠ عاما)، إحدى رفيقات آري من الجانب الشمالي لجبل سنجار: «كانت وحدات واي بي جي أول من حضروا لإنقاذنا، وساعدونا وفتحوا ممرا إنسانيا وقدموا لنا أسلحة، ودربونا على قتال الدولة الإسلامية، ومات عدد كبير منهم وهم يقاتلون إلى جانبنا».

لكن، بحسب «ديلي بيست»، يشعر جميع من يقاتلون «الدولة الإسلامية» في المنطقة بالغضب من فكرة اعتبارهم إرهابيين بنظر الغرب، وتقول «فيان، مقاتلة من «بي كي كي»، ومدربة لآري و«سوزدار»: «أنقذنا حياة عدد كبير من الأشخاص، ومنهم أطفال، ولو كنا إرهابيين لكنا مثل الدولة الإسلامية».

وتضيف «لا نستمع لأولئك الأشخاص، نحن نقاتل لأجل الإنسانية، ومن يأتي ليقابلنا سيعلم من نحن، لسنا إرهابيين».

وتعرف «فيان روجوفا»، المنطقة الكردية في سوريا، إذ تطوعت منذ 5 سنوات في صفوف «بي كي كي»، وتقول أنها حاربت في تركيا وضد «الدولة الإسلامية» في سوريا قبل أن تأتي إلى سنجار منذ 3 أشهر، ويعطى مقاتلوها في وحدات حماية الشعب الإيزيدي دروسا في القراءة والكتابة والتدرب على استخدام السلاح، قبل أن يسلموا أسلحة تساعدهم في القتال.

وتابعت «فيان» أن قوات «بي كي كي» ستبقى في سنجار لحين التأكد من تأمين الحماية للإيزيديين، لكن «بي كي كي» ليس لديه طموحات لضم الجبل إلى أراضيه، وسيغادر مقاتلوه حال طرد «الدولة الإسلامية».

وبحسب «ديلي بيست»، قد يكون كلام «فيان» صادقا، لكن وجود التنظيم يمثل مشكلة لحكومة كردستان العراق، والتي تطالب بسنجار، وتعارض إيديولوجية «بي كي كي»، وكان رئيس كردستان العراق «مسعود برزاني»، طالب سابقا جميع وحدات «بي كي كي» و«واي بي جي»، بمغادرة أراضي كردستان، وجدد تلك النداءات منذ بداية حملة القصف التركية الأخيرة.

كما قال «ديفيد فيليبس»، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في جامعة كولومبيا ومستشار سابق بوزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة لصحيفة «ديلي بيست»: «لقد اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوات متعمدة لاستفزاز حزب العمال الكردستاني، وردا على ذلك، سوف تؤجل الدول الغربية أي حديث عن إزالة حزب العمال الكردستاني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية».

وأضاف «فيليبس»: «أود أن أقول إنها مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ أردوغان بقصف منشآت وحدات حماية الشعب الكردية في روج آفا».

وقد انتشر بين المقاتلين في سنجار أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» قد أصبح، لسبب غير مفهوم، وكيلا للمساواة بين الجنسين، ولو من خلال اليزيديين، فيما يتعلق بتجنيد الأطفال.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الإيزيديون العراق تركيا سوريا سنجار التحالف الدولي الولايات المتحدة

برلمانية عراقية: 100 إيزيدي يهاجرون من البلاد يوميا

مقتل 19 إيزيديا و15 من مسلحي «الدولة الإسلامية» في الموصل

العفو الدولية: ميليشيا إيزيدية أعدمت أطفالا ومعاقين في قرى عربية شمال العراق

«معصوم»: جرائم «الدولة الإسلامية» بحق المسيحيين والإيزيديين تضاهي فظائع «النازية»

اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات 25 إيزيديا في سنجار

الإيزيديون يختطفون 50 امرأة سنية .. ومخاوف من تعرضهن للسبي

«الدولة الإسلامية» يفرج عن 22 من المسيحيين الآشوريين المختطفين في سوريا

مطربة إيزيدية تقود كتيبة من النساء لمحاربة «الدولة الإسلامية»

إيزيديون يحرقون منازل مسلمين عرب في سنجار شمالي العراق