قال رئيس الجمهورية العراقية «فؤاد معصوم» إن علميات «الإبادة» التي تعرض لها المسيحيون والإيزيديون على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «تضاهي الفظائع التي ارتكبها النازيون»، فيما أجمع ممثلو الأديان على ضرورة تعزيز «التعايش الديني» ومواجهة الاستقطاب الذي خلفه توسع نفوذ التنظيم.
وخلال مؤتمر انطلق أمس الأحد في مدينة أربيل العراقية تحت عنوان «الابادة الجماعية والتطهير العراقي، مستقبل الإيزيديين والمسيحيين في العراق»، بعد يوم من اختتام فعاليات أسبوع «الوئام بين الأديان»، حضره ممثلو رجال دين ومنظمات محلية ودولية.
وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية «خالد شواني» في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس العراقي، إن «موعد تحرير قضاء سنجار من أيدي إرهابيي داعش اقترب أكثر من أي وقت مضى»، وأضاف: «أن ما تعرض له الايزيديون والمسيحيون من إبادة جماعية يضاهي ما فعله النازيون من هتك للأعراض وتدمير للكرامات والحضارة الإنسانية».
وأشار إلى أن «الإرهابيين قتلوا 5 آلاف مواطن إيزيدي وأسروا خمسة آلاف آخرين، وهذه جريمة إبادة جماعية»، وحض «الجميع على التعاون في قتال داعش، وإيصال الحقائق إلى المجتمع الدولي».
إلى ذلك، قال وزير شؤون «الشهداء» في حكومة إقليم كردستان، «محمود صالح» إن «الإرهابيين مارسوا شتى أنواع الإبادة ضد الإيزيديين»، ودعا الحكومة الكردية إلى «مفاتحة بغداد وإقناعها بانضمام العراق إلى المحكمة الدولية».
من جهة أخرى، اكتشفت مقبرة جماعية قرب ناحية زمار الواقعة غرب الموصل، فيها رفات أزيديين قتلهم تنظيم «الدولة الإسلامية» في أعقاب سيطرته على الموصل أوائل أغسطس/آب الماضي، وهي المقبرة الـ11 التي يعثر عليها في المناطق التي استعادتها قوات «البيشمركة».
وقال الناطق باسم المؤتمر «مريوان نقشبندي» في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية، إن «ممثلي 32 دولة يشاركون في المؤتمر الذي يهدف إلى الوقوف على حجم الكارثة التي تعرض لها الإيزيديون والمسيحيون، ودراسة سبل توفير الحماية لمناطقهم». مضيفًا أن «النساء اللواتي حررن سيتحدثن عن المعاناة التي عشنها وسط الإرهابيين»، كما لفت إلى أن «مؤتمر الوئام الديني والقومي الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم بدعم من الأمم المتحدة اختتم أعماله السبت، وناقش خلاله رجال الدين سبل تعزيز التعايش في الإقليم».
وأشار إلى أن «المؤتمر خرج بتوصيات سترفع عبر الوزارة إلى الجهات المعنية في الحكومة والمنظمة الدولية، وهي تصب في صالح تعزيز السلام وروح التعايش الذي اهتز عقب ظهور «داعش»، وما ارتكبه بحق الأقليات الدينية».
وأجمع المشاركون في المؤتمر على «أهمية الحد من الأفكار المتشددة وتحجيم الكراهية، واستثمار الأجواء المساعدة في الإقليم لجعله نموذجاً للتعايش الديني، وعمل المزيد لتحصينه في المستقبل عبر دراسة التجارب التي عاشتها المنطقة».
من ناحيتهم، أعرب نشطاء ومراقبون عن مخاوفهم من تداعيات الاحتقان الذي تشهده المناطق المختلطة ووقوع عمليات «انتقامية» من سكان المناطق التي تستعيدها القوات العراقية والبيشمركة بتهمة التعاون مع تنظيم «الدولة الإسلامية».
وذكر بيان للمنظمة الدولية أن «الاحترام المتبادل والحوار السلمي شرطان أساسيان لاستغلال الفرص التي تصنع العراق ومواجهة المخاطر التي يواجهها».
والتقى الرئيس «معصوم» أمس بوفدٍ من مطارنة السريان الكاثوليك وأبدى «حرصه على تلبية مطالبهم المشروعة باعتبارهم المكون الأصيل في البلاد».