«معصوم»: «الدولة الإسلامية» فكر إسلامي متطرف بنكهة بعثية وسأكتفي بولاية واحدة

السبت 31 يناير 2015 01:01 ص

قال الرئيس العراقي «فؤاد معصوم» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» يحمل أفكارا إسلامية متطرفة، إضافة إلى نكهة بعثية، نتيجة احتكاك «أبو بكر البغدادي» ببعثيين متطرفين خلال إقامته في سجن عراقي خلال الاحتلال الأميركي.

وأضاف «معصوم» أن المساعدات الأميركية والإيرانية كانت حاسمة في تجنيب العراق أخطارا أشد من التي يواجهها حاليا، مشددا على ضرورة إعادة تأهيل الجيش، الذي تعرّض لعمليات إذلال طويلة.

وذكر أن الصراع مع «الدولة الإسلامية» والإرهابيين المشابهين في ظروف العراق ليس مسألة سهلة، لافتا أنه ليس لهؤلاء قواعد أو منشآت أو مقرات خاصة بهم يمكن للطائرات قصفهم فيها كما قصف الأميركيون بغداد عام 2003، موضحا أن بلاده في حاجة إلى جملة من الأمور، أهمها توحيد المجتمع العراقي وإنهاء الصراعات الموجودة اليوم، من خلال مشروع السلم الأهلي والمصالحة ونبذ الفرقة، فالصراعات والتقسيمات خطرة جدا على المستقبل، فضلا عن مراجعة المسائل الدينية.

وأوضح «معصوم» أن التطرف في كردستان بدأ يتصاعد، إلا أنه أشار إلى وجود رجال دين معتدلين يواجهون ذلك بشجاعة، مضيفا أن بلاده في حاجة إلى إعادة تأهيل الجيش، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية، لافتا أن الجيش العراقي تعرض للإذلال في مناسبات مختلفة، لذلك لا بد من إعادة الاعتبار إليه، من خلال الإعداد والتأهيل.

وكشف معصوم أن ناب الرئيس الأمريكي «جو بايدن» ووزير الخارجية «جون كيري» كلاهما أكدا أن بإمكان واشنطن خلق مشاكل لإيران، «لكن واشنطن لا تريد أن تخلق لها أية مشاكل، ولا تريد تغيير النظام الإيراني، ولديها شيء واحد معهم هو الملف النووي، وإذا تم حل هذا الموضوع فبقية المسائل سوف يتم حلها، موضحا أن هناك صراع بين الدولتين متعلق بأمور كثيرة»، لكنه أضاف أن ما يعنيه هو ألاّ يكون هذا الصراع على أرض العراق، وألا يكون حول مستقبل العراق.

وأعرب «معصوم» عن توقعه أن يأتي اليوم الذي تتفق فيه واشنطن مع طهران، مشيرا أن إيران دولة مهمة وجارة وأن علاقات الكثير من المعارضة العراقية السابقة معها كبيرة، وهي أول دولة قدّمت الدعم الإنساني والعسكري عند هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبين الرئيس العراقي أن بلاده تعتمد بشكل أساسي على النفط، لافتا أن هذا الأمر يمثل مشكلة، حيث أن الإنتاج الزراعي مهمل، سواء من الدولة أو حتى من المواطنين، وهناك أراضٍ وقرى كثيرة مهملة، لأن بعض الفلاحين يفضّلون العمل في الشرطة أو الجيش.

وكشف «معصوم» أن العراق يتجه لخفض ميزانيته، مبينا أن بلاده تنفق نسبة 75% كموازنات تشغيلية تشمل المرتبات، فيما المصانع التابعة للدولة متوقفة، وهناك آلاف من الموظفين موجودون فيها ويتلقون مرتبات، ومؤكدا على ضرورة أن يلجأ العراق للاستدانة والبحث عن وسائل مختلفة موقتة، مثل القروض إلى حين تجاوز الأزمة، ودائمة كبحث مستقبل القطاع الزراعي، وبحث موضوع الموظفين الذين لا ينتجون.

وقال إن الدستور العراقي كتب على عجل عام 2005، وكان هناك إصرار على إعادة كتابته من أطراف عدة.

وأكد الرئيس العراقي أنه سيكتفي بولاية واحدة، قائلا إن «عمر الإنسان مهم، أنا من مواليد 1938، لكن عندما تم انتخاب الرئيس الباجي قائد السبسي في تونس قلت إن هذا الانتخاب رفع من معنوياتي».

وأعرب «معصوم» عن استغرابه لظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» بهذا الحجم، مفسرا أن التنظيم يجمع بين الفكر المتطرف لدى بعض الفرق الإسلامية المعاصرة وغير المعاصرة، إلى جانب فكرة حزب البعث، وأن عناصره استفادوا من تجارب المجموعات الدينية المتطرفة من حسن الصباح إلى قسم من الخوارج.

وأضاف: «عندما تحلل اسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) يشير المصطلح جغرافيا إلى الدول المعروفة باسم الشام، سورية ولبنان والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى العراق، وقديماً كان البعثيون يقولون «ليس بين الشام والعراق حد، هدم الله ما بنوا من حدود»، موضحا أن «البغدادي احتكّ خلال إقامته في السجن في العراق ببعثيين حاقدين متطرفين».

وقال «معصوم» إن الجيش العراقي تعرض لهزّات وقدّم خسائر في الحرب العراقية-الإيرانية ثم في غزو الكويت، وتعرّض للإذلال في اتفاقية صفوان، ثم في احتلال العراق، وأيضا في سياسة حزب البعث ونظام «صدام حسين» ضد العسكريين، إذ كان يعتبر الضباط الكبار مشروع تهديد، وكثيراً ما أعدمهم.

وكشف «معصوم» عن علاقة الصداقة التي تجمعه برئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي» قائلا: «كنت رئيساً للجنة مناقشة الماجستير للمالكي في كردستان، وكان موضوع رسالته (الشِّعر في ثورة العشرين- أبو المحاسن نموذجا)، وسجّلت في الجامعة العربية ببيروت، حتى أن المالكي لم يكن يتوقع أن أرشح شخصا آخر إلى منصب رئيس الوزراء».

وأوضح الرئيس العراقي أنه إذا استمرت التركيبة العراقية الحالية فإنه يمكن لأي شخص أن يصبح رئيسا للجمهورية في إشارة منه إلى اندماج الأكراد في المجتمع العراقي.

وذكر أن الدستور يمنح الرئيس صلاحيات التدخل، لكن بلا قانون، وأن راتبه الحقيقي هو 12 مليون دينار، إضافة إلى مخصصات الضيافة وغيرها.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

العراق الدولة الإسلامية كردستان فؤاد معصوم نوري المالكي إيران الولايات المتحدة أبو بكر البغدادي

الرئيس العراقي «فؤاد معصوم» يتنازل عن جواز سفره البريطاني تطبيقا للدستور

هل تمهد قمة «عبد الله» و«معصوم» لتوحيد سنة وشيعة العراق ضد «الدولة الإسلامية»؟

العاهل السعودي والرئيس العراقي يبحثان الأوضاع الإقليمية والدولية

«معصوم» غدا في الرياض .. الحرب على «داعش» تنهي القطيعة بين السعودية والعراق

الرئيس العراقي يؤكد على أهمية مشاركة إيران في الحرب على داعش

الرئيس العراقي: نعيش خطرا مشتركا مع السعودية أمام تنظيم داعش

فؤاد معصوم رئيسا لجهورية العراق بأغلبية أصوات البرلمان

«معصوم»: جرائم «الدولة الإسلامية» بحق المسيحيين والإيزيديين تضاهي فظائع «النازية»

رئيس العراق يزور قطر لبحث الحرب ضد «الدولة الإسلامية»

الرئيس العراقي يعلن قرب افتتاح سفارة قطر في بغداد

الرئاسة العراقية: لقاءات «معصوم» تستهدف توحيد الصف الداخلي

رئيس العراق يشكر إيران علي دعمها لبلاده في محاربة «الدولة الاسلامية»