هل تمهد قمة «عبد الله» و«معصوم» لتوحيد سنة وشيعة العراق ضد «الدولة الإسلامية»؟

السبت 15 نوفمبر 2014 10:11 ص

في زيارة هي الأولى لشخصية عراقية تتقلد أعلى منصب في الدولة تزور الرياض بعد انتخابات عام 2014 وتشكيل حكومة «حيدر العبادي» وعزل حكومة «نور المالكي» الطائفية، زار الرئيس العراقي الجديد «فؤاد معصوم» الرياض، وكان من الواضح أن الهدف الأول هو إقناع الملك «عبدالله» له ولرئيس وزراءه بضرورة عدم تكرار أخطاء «نور المالكي» التي كانت سببا في تحالف سنة العراق الغاضبين مع تنظيم «الدولة الإسلامية» وما تبعه من السيطرة علي نصف العراق تقريبا.

بعبارة أخري كان المطروح هو «طائفية» سعودية جديدة علي غرار «طائفية لبنان» لجمع سنة وشيعة العراق الذين فرقهم «المالكي» بسياسته الطائفية لمواجهة «الدولة الإسلامية التي تتوغل في العراق وسوريا وتوشك أن تهدد حدود السعودية والأردن، لهذا لم تتوقف كثيرا أمام الزعيمان خلافات ثنائية وتم حلها فورا، مثل إطلاق سراح سعوديين معتقلين أو سفر وفد أمني سعودية لإعادة فتح السفارة السعودية، وأنبوب النفط العراقي السعودي.

وجاءت التصريحات التي أطلقها رئيس العراق ورئيس الوزراء الجديد تشير إلي التركيز علي الملف الأهم وهو مواجهة «الدولة الإسلامية» و«الإرهاب»، والمدخل لهذا هو إصلاح علاقات الدولة العراقية بالسنة والتوقف عن تهميشهم وعزل ضباط الجيش الطائفيين.

فالجميع يعول على نتائج هذه الزيارة وعلي ما سيفعله رئيس الوزراء العراقي الجديد لتجفيف منابع الطائفية البغيضة التي اتبعتها حكومة «المالكي» ضد السنة ما دفعهم للانحياز لثورة سنة العراق ضد «المالكي» والتي شاركت فيها «الدولة الإسلامية» ونجحت في حصد ثمارها بسبب قوة تسليحها.

فقد أحدثت السياسات الخاطئة لـ«نوري المالكي» والنفوذ غير المسبوق لإيران في العراق انقساماً مجتمعياً حاداً وصل حتى الاحتراب والتهجير والقتل على الهوية بين مكونات الشعب العراقي، وفي لقاء سابق عام 2006، منحت السعودية «نوري المالكي» فرصة ذهبية كي ينجح في إدارة العراق في لقاء ضمه مع الملك «عبدالله بن عبد العزيز».

ففي هذا اللقاء نصحه الملك بعدم التفرقة بين العراقيين، واستمع «المالكي» بعناية إلى نصائحه وتعهد بأنه سيتصرف باعتباره رئيس وزراء لجميع العراقيين ولن يفرق بين مكون وآخر وبالطبع لن يعادي طرفاً على طرف كما أنه لن يسمح بتمدد دول الجوار، لكن «المالكي» نكث بجميع ما تعهد به وكذب، علي حد قول «طارق الهاشمي» نائب الرئيس العراق السابق.

وهو ما أثار حفيظة الملك «عبدالله» الذي قاطع «المالكي» وأغلق الباب في وجهه لاحقا بعدما قال أنه كذب عليه، كما رفضت المملكة أي شكل من أشكال التواصل مع «نوري المالكي» ورفضت جميع الوساطات لاستقباله أو التعامل معه وانعكس ذلك سلباً على العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوغل «المالكي» في العناد بالتنكيل في سنة العراق وأجج المشاعر الطائفية والإساءة للمملكة واتهمها بدعم «الإرهاب» في العراق.

لهذا جاءت زيارة «فؤاد معصوم» للسعودية لعلاج أخطاء «المالكي» الكارثية التي نتج عنها استيلاء «الدولة الإسلامية» علي نصف مساحة العراق تقريبا، وانضمام سنة العراق له، وكان من الطبيعي أن يكون التركيز علي الحرب على «الإرهاب» وأنبوب النفط العراقي السعودي واستعجال إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد.

وسمع الملك «عبدالله» من الرئيس العراق ورئيس الحكومة «حيدر العبادي» نوايا بالعزم على المصالحة الوطنية وإصلاح ما أفسده «نوري المالكي» وخصوصاً في ما يتعلق بإنصاف العرب السنّة بعد أن تعرضوا وما زالوا إلى حملات منظمة من تطهير طائفي لم يسبق أن شهده العراق الحديث.

وأكد الرئيس «فؤاد معصوم» في ختام الزيارة علي :«إعادة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرياض وبغداد، وتجاوز المرحلة السابقة»، فيما قال وزير المال العراقي «هوشيار زيباري» لـ«الحياة» أن وفداً أمنياً سعودياً سيزور العراق قريباً للإطلاع على الوضع الأمني فيها، تمهيداً لإعادة فتح السفارة السعودية في بغداد.

وقال «زيباري» أن «لدى العراق رغبة صادقة في تطبيع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع السعودية»، مشيراً إلى أن لقاء الملك «عبدالله» و«معصوم» كان «مفيداً جداً للبلدين، فلدينا الرغبة في تجاوز المرحلة السابقة التي كان فيها تشنج وتوتر، ونسعى إلى بناء علاقات جديدة على أسس صحيحة، وأن تكون هناك زيارات متبادلة للمسؤولين في البلدين في المستقبل القريب».

وأشار إلى إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد وقال: «اتفقنا مع السعوديين على إرسال وفد من الرياض لتفقد الوضع الأمني، ومن ثم البت في الأمر»، وقال أن اللقاءات مع المسؤولين السعوديين «كانت ناجحة وتطرقت إلى تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والحرب على التطرف وتنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة، وبحثنا في قضايا عدة، لكن المحور الرئيسي للزيارة كان تطبيع العلاقات بين البلدين في هذه الظروف، والتشديد على أن لا بد من تجاوز المرحلة السابقة والانطلاق لمرحلة الجديدة».

وفي أول قرار لتطبيق هذه المصالحة ومحاولة اجتثاث خطر الطائفية، عزل رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» 36 ضابطاً كبيراً، في إطار حملته لتطهير المؤسسة العسكرية من الفساد والطائفية والفشل في مواجهة قوات «الدولة الإسلامية»، ومن بين القادة الذين عزلوا رئيس أركان الجيش «بابكر زيباري»، وقائد عمليات الأنبار اللواء «رشيد فليح».

وأدى الهجوم الكاسح لتنظيم «الدولة الاسلامية» في يونيو/حزيران إلى انهيار قاطعات الجيش، لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة (بينها مدافع ومدرعات)، وقعت في أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية».

قمة «عبدالله» و«العبادي» استهدفت بالتالي التمهيد لـ«طائفية» جديدة توحد سنة وشيعة العراق ضد «الدولة الإسلامية، فهل تنجح؟ وهل يلتزم العراقيون بسياسية أكثر انفتاحا علي السنة، أم تكرر حكومة «العبادي أخطاء سلفه «نور المالكي»؟

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق فؤاد معصوم حيدر العبادي نوري المالكي السعودية الملك عبدالله الدولة الإسلامية الشيعة السنة

«معصوم» غدا في الرياض .. الحرب على «داعش» تنهي القطيعة بين السعودية والعراق

«الدولة الإسلامية» تسيطر علي «قضاء هيت» بالكامل غرب العراق

وزير الخارجية السعودي يعلن عزم بلاده إعادة فتح سفارتها في بغداد

القرضاوى يدعو للحوار بين السنة والشيعة بالعراق

ماذا يعني القتال في العراق للاقتصاد في الإمارات؟

«الجبوري» يزور الرياض لبحث التعاون البرلماني وتوحيد الرؤية مع المملكة

العراق يتوقع إعداد ميزانية 2015 على سعر 80 دولارا لبرميل النفط

«الجبوري» يؤكد عودة السفير السعودي إلى بغداد خلال شهر

وزير الخارجية المصري من بغداد: ندعم جهود العراق في مكافحة الإرهاب

الرئيس العراقي «فؤاد معصوم» يتنازل عن جواز سفره البريطاني تطبيقا للدستور

«العبادي» يبحث مع القوي السياسية حماية السفارة السعودية ببغداد

«معصوم»: «الدولة الإسلامية» فكر إسلامي متطرف بنكهة بعثية وسأكتفي بولاية واحدة

رئيس العراق يزور قطر لبحث الحرب ضد «الدولة الإسلامية»

الرئاسة العراقية: لقاءات «معصوم» تستهدف توحيد الصف الداخلي