التطاول على دولة قطر ووزير خارجيتها «خالد العطية».. كان حال وسائل الإعلام المصرية، طيلة يوم أمس الأحد، وذلك بعد تصريحات أدلى بها الأخير، وقال فيها إن بلاده مستعدة للوساطة من أجل حل الأزمة السياسية في مصر إذا طُلب منها ذلك.

وعقب رفض القاهرة، رسميا، لهذه الوساطة، أمس، شن عدد من مقدمي برامج «التوك شو» في فضائيات مصرية، متهمون بأنه «أذرع إعلامية للجيش والنظام في مصر»، هجوما حادا على دولة قطر، ووزير خارجيتها.

الإعلامية المصرية «دينا رامز» استنكرت تصريحات «العطية» المتعلقة بعرض الوساطة بين جماعة «الإخوان المسلمين» والسلطات في القاهرة، موجهة سؤالا للوزير القطري: «إزاي  تحط (كيف تضع) مصر في كفة قصاد (أمام) جماعة إرهابية، ابعدوا عننا تسلموا».

وفي برنامجها «صباح البلد»، على قناة «صدى البلد» (الخاصة)، هاجمت «دينا» دولة قطر واصفة إياها بأنها «كشك سجاير ونكرة»، على حد تعبيرها.

أيضا، هاجم الإعلامي المصري «يوسف الحسينى» «العطية» بسبب تصريحاته المتعلقة بالوساطة، وقال خلال برنامجه «السادة المحترمون»، المذاع على فضائية «أون تي في» (خاصة)، إن «العطية يعلم ويحب أن يروج أنه لا يعلم أن كثيرا من تصريحات مسؤولي نظامه ليست إلا مجرد ورق تواليت، يستخدم لمرة واحدة ثم يُلقى في سلة المهملات أو يٌشد عليه السيفون».

الإعلامي «جابر القرموطي» ادعى، من جانبه، أن قطر «دولة راعية للإرهاب» في المنطقة، مواصلا تطاوله على الدوحة في حلقة من برنامجه «مانشيت» على فضائية «أون تي في» قائلا: «قطر ولا ليها لازمة ومتسواش، وكل اللي بتعمله هو أن يكون لها قيمة بفلوسها».

تطاول على «العطية»  

إعلاميون مصريون آخرون ركزوا في هجومهم على «العطية» على تصريحاته المتعلقة بتجاهل بلاده لتصريحات بعض وسائل الإعلام المصرية التي تهاجم الدوحة، ووصفه لها بأنها «مثيرة للضحك»، وهجومها «قد يكون مغرضا ومدفوع الأجر».

في هذا الصدد، قال الإعلامي المصري «سيد على»: «إذا كان الإعلام المصري مثير للضحك، فأنتم إعلامكم مليء بالعهر والقذارة والسفالة وتشويه الحقائق»، وفق إدعائه.

ومخاطبا «العطية»، أضاف «على»، خلال برنامجه «حضرة المواطن» المذاع عبر فضائية «العاصمة» (خاصة): «الإعلام المصري هو اللي علمك تتكلم».

الهجوم على قطر لم يقتصر على مقدمي البرامج فقط، حيث استضافت هذه القنوات شخصيات معروفة بعدائها للدوحة، ودعمها للانقلاب في مصر.

ومن أبرز هؤلاء «مظهر شاهين» إمام مسجد «عمر مكرم»، التي كان يُوصف بـ «خطيب» ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، قبل أن يتهمه رموز الثورة بخيانة الثورة والارتماء في حضن الانقلاب.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي «محمد شردي»، في برنامج «90 دقيقة»، الذي يذاع على قناة «المحور»، (خاصة)، ادعى «شاهين» أن قطر «تمول الإرهاب»، معتبرا أن «بات الآن على كل الشعوب أن تقف وقفة أمام هذه الحكومة القطرية».

وفي حسابه على موقع «فيسبوك» استمر «شاهين» في هجومه على قطر، قائلا في بوست: «تحية للمعارضة القطرية.. أيوة كده يا رجاله. . لو محتاجين ثوار نوردلكم ولو محتاجين خطيبا للثورة أنا جاهز وتحت أمركم والخطبة في الدوحة علي منبر (يوسف) القرضاوي».

وكان شاهين يرد على خبر أوردته صحيفة «اليوم السابع» المصرية (خاصة)، بشأن ما ادعت أنه عقد أول اجتماع للمعارضين القطريين، في ألمانيا، بداية الأسبوع المقبل.

خبر «اليوم السابع» يأتي أيضا في إطار الهجوم الإعلامي الذي يبدو منهجيا؛ حيث عادة ما تعود أخبار ما يعرف بـ«المعارضة القطرية» في أوقات التوتر بين الحكومتين المصرية والقطرية، رغم أن أفراد هذه «المعارضة» ليس لا تأثير وتواجد فعلي على الأرض.

وفي حوار مع فضائية «التليفزيون العربي»، الأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية القطري، «خالد العطية»، «إذا طلب من قطر الوساطة لحل سياسي في مصر فلن نتأخر»، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لا تريد أن تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، ولا أي دولة أخرى.

وبشأن تجاوزات الإعلام المصري بشان الدوحة، قال الوزير القطري إن هناك وسائل إعلام محترمة، وبعضها فقط هو من يهاجم قطر، وهي «مثيرة للضحك»، وهجومها «قد يكون مغرضا ومدفوع الأجر».

وقال إنه بلاده لا تعير مثل هذا الإعلام  «اهتماما كبيرا»، مؤكدا أن أن «العلاقات بين الدول لا تبنى على ما يقال في الإعلام».

من جانبها، رفضت وزارة الخارجية المصرية عرض الوساطة القطري.

وبحسب صحيفة «المصري اليوم» المصرية (خاصة)، أمس، أكد المستشار «أحمد أبو زيد»، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على رفض مصر كافة أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.

 واعتبر «أبو زيد» أن تصريحات وزير الخارجية القطري «غير مقبولة، وتفتئت على أحكام القضاء المصري وقرارات الحكومة المصرية وإقرار جموع الشعب المصري بأن تنظيم الإخوان إرهابي، وليس هناك مجال للتفاوض أو القبول بوساطة خارجية للحوار معه»، بحسب قوله.