تل أبيب: فشل «السيسي» يوثق علاقاتنا الأمنية والاقتصادية معه لتعزيز حكمه

الاثنين 10 أغسطس 2015 01:08 ص

قالت دراسةً جديدةً صادرةً عن معهد دراسات الأمن القوميّ الإسرائيليّ، بجامعة تل أبيب، إنّ التحدّيات التي يواجهها النظام الحاكم في القاهرة بعد مرور عامٍ على تسلّم عبد الفتاح السيسي منصبه، تفتح الأبواب على مصراعيها أمام توثيق العلاقات الأمنيّة والاقتصاديّة بين تل أبيب والقاهرة، لافتةً إلى أنّ التحدّيات تُواجه كلّاً من مصر وإسرائيل.

وشدّدّت الدراسة على أنّ توثيق التعاون الأمنيّ والاقتصاديّ بين الدولتين سيُساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في تثبيت نظام السيسي في مصر، رغم وجود خلافات في الرؤى بينهما فيما يتعلّق بقطاع غزّة، والتي تتجلّى بالمُحاولات المصريّة لإنهاء حكم حماس وإعادة السلطة الفلسطينيّة إلى القطاع، وبالتالي، أضافت الدراسة، فإنّ الدولتين ستربحان في حال توصلهما إلى تفاهمات حول مستقبل قطاع غزّة.

على صلةٍ بما سلف، رأى المستشرق الإسرائيليّ، د. تسفي برئيل، وهو محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس)، أنّ الوعود التي أطلقها السيسي بملاحقة الإرهاب والإرهابيين حتى النهاية ومُطالبة كبار القادة في مصر بفرض نظام الطوارئ من دون حدود، لم تُقنع الشعب المصري، الذي بات يخشى زيارة المدن المركزية والأماكن الرئيسة.

ولفت المحلل إلى أنه بعد مرور سنة على رئاسة السيسي لمصر لم يتمكّن من الإيفاء بوعده للشعب المصري، مُوضحًا أنّ هذا التعهد لا يتعدى كونه دعائيًا، لا أكثر ولا أقل، ذلك لأنّه في مصر اليوم، تعمل تنظيمات مختلفة ومُتشددة تختلف جوهريًا عن التنظيمات التي عملت في بلاد الكنانة قبل ثلاثة عقود، مؤكدًا أنّ السواد الأعظم من هذه التنظيمات المُتشددة جدًا أعلنت عن مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية، أما القسم الآخر فقد أعلن تبعيته لتنظيم القاعدة، فيما يعمل القسم الأخير بشكل مستقل.

وقال أيضا إنه وفقًا لتقديرات الأجهزة الأمنية المصرية، فإنه في مصر يوجد حوالي 2 مليون قطعة سلاح غير مرخصة، وأن قسمًا منها سبب في مقتل أكثر من 500 شرطي وجندي منذ العام 2013، القسم الأكبر من الضحايا قُتلوا في سيناء، وفي القاهرة وفي مناطق أخرى من مصر.

وبحسبه، فإنّ تقديرات الجيش المصري الأولى كانت تؤكد على أنّه قادر على القضاء على هذه التنظيمات بواسطة إستراتيجية منع وصول الأسلحة إليهم، وأيضًا منع التمويل عنهم، بالإضافة إلى ملاحقتهم في المناطق التي تركزوا فيها، وتحديدًا في شبه جزيرة سيناء وفي الصحراء الغربيّة.

ومن أجل تطبيق هذه الإستراتيجية، كما أضاف المُستشرق، قامت مصر بعدة عمليات في سيناء، منها توسيع الرقعة بين مصر وغزة، وضع كاميرات تصوير متقدمة جدًا، هدم الأنفاق، وإغلاق معبر رفح، إضافة إلى البدء بحفر قناة لمنع العبور، على حد قوله. مع ذلك، شدّدّ على أنّ هذه الأساليب لا يمكن أنْ تكون بديلاً عن ملاحقة التنظيمات ومسلحيها، وبالتالي فإنّ مصر طلبت من إسرائيل السماح لها بتفعيل المروحيات والمُقاتلات الحربية، خلافًا لاتفاق كامب ديفيد، ولكن الجيش المصري يجد صعوبة بالغة في تحديد أماكن اختباء المسلحين.

أما في الغرب، أضاف د. برئيل، فإنّ الجيش المصري لجأ لإستراتيجية أخرى، حيث قام بتفعيل سلاح الجو بالتعاون مع سلاح الجو، التابع للإمارات العربية المتحدة ضدّ قواعد تنظيم الدولة الإسلامية في القسم الجنوبي من ليبيا، ولكن بما أنّ إستراتيجية سلاح الجو لم تتمكن من القضاء على الدولة الإسلامية في كل من سوريّة والعراق، فإنّ الأمر انسحب أيضًا على الحدود مع ليبيا.

وخلُص المُستشرق الإسرائيلي إلى القول إنّ البشرى السيئة بالنسبة للنظام المصري أنّ تنظيم الدولة الإسلامية نجح في إيصال إستراتيجيته وأيديولوجيته إلى مصر دون أنْ تكون له في مصر مرجعية دينية، مُعتبرًا أن ذلك نذير شؤم بالنسبة لمصر، التي قد تجد نفسها في مواجهة جبهة واحدة وموحدة وتتوسع تحاربها داخل المدن، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تبنّى طريق قتال جديدة ووحشية، بما في ذلك قطع الرؤوس وحرق الرجال وهم أحياء، على حد قوله.

من ناحيته، رأى المُحلل الإستراتيجيّ المُخضرم يوسي ملمان في صحيفة “معاريف”، وهو المعروف بأنّه صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة بتل أبيب، رأى أنّ الهجوم المسلح الذي حدث في الفاتح من شهر تموز (يوليو) في سيناء هو الأكبر لمسلحي سيناء منذ بدأ حربها ضد عسكر السيسي، وهذه أيضًا الضربة الأكثر إيلامًا التي تعرض لها الجيش المصري في حربه ضدّ الإرهاب الإسلاميّ، وفقا لما كتبه.

وتابع قائلاً إنّ هذه الأحداث قد بينّت أنّه رغم تصميم الرئيس السيسي واستخدام الجيش المصريّ وقوات الأمن دون قيود ضد التنظيم المسلح، إلا أنّ هذه المهمة صعبة وباهظة الثمن. وشدّدّ على أنّه يجب قول الحقيقة إنّ مصر لم تنجح حتى الآن في الحرب. وهذا يثير الأسئلة حول قدرة الجيش المصري، وغياب المعلومات الاستخبارية، وأخطر من ذلك: الإهمال وعدم الجدية.

ولفت إلى أنّه حسب تقديرات القوات الأمنية والاستخبارية في إسرائيل، فإنّ داعش في سيناء يملك بضع مئات من الناشطين والمدربين والمسلحين وعدد مماثل من المساعدين الذين في معظمهم من البدو المحليين وعمل بعضهم في السنوات الأخيرة في التهريب، وقد أضافوا في السنتين الأخيرتين غطاءً إيديولوجيًا من داعش.

وخلُص إلى القول إنّ المشكلة بقيت في شمال سيناء، موضحًا أنّه يتضح أنّه رغم موافقة إسرائيل على أنْ يزيد الجيش المصري من قواته أكثر ممّا تمّ تحديده في اتفاق السلام، ورغم التنسيق الأمني مع إسرائيل، تقارير أجنبية زعمت أنّ إسرائيل تُساعد مصر في المعلومات الاستخبارية وفي تنفيذ هجمات جوية بواسطة الطائرات بدون طيار، ورغم هذا ما زال السيسي يُواجه المصاعب في هزيمة المسلحين، على حدّ قول ملمان.

  كلمات مفتاحية

السيسي إسرائيل الدولة الإسلامية العلاقات المصرية الإسرائيلية

«القسام»: التصريحات الإسرائيلية حول علاقتنا بهجمات سيناء «أكاذيب ومحاولة لزرع الفتنة»

«جلوبز» الإسرائيلية: «السيسي» يحمي حدودنا ويدهشنا بحفاظه علي أمن إسرائيل

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

خبير أمنى مصري يؤكد وجود تحالف مصري خليجي إسرائيلي لمواجهة «الإرهاب»

وفد إسرائيلي رفيع المستوى يصل إلى القاهرة في زيارة مفاجئة

مركز «أبحاث الأمن القومي»: «السيسي» قوي بـ(إسرائيل)

وقاحة مصر!