أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أنها لا علاقة لها بالهجمات التي استهدفت قوات بالجيش والشرطة المصرية في محافظة شمال سيناء، مؤكدة أن التصريحات الإسرائيلية حول علاقتها بهدذة الهجمات «محض أكاذيب» ومحاولة جديدة لزرع الفتنة مع مصر.
وقال «أبو عبيدة»، المتحدث الرسمي باسم «القسام»، في تصريح مكتوب مساء السبت، نشرته وكالة الأناضول للأنباء التركية المصرية، إن «جهتنا ومقصدنا هي فلسطين المحتلة، لا غيرها، وأجندتنا داخلها».
وأضاف: «لا أي تفكير لدينا لصنع أي أجندة خارجية، ومعركتنا واضحة المعالم».
وأشار «أبو عبيدة»، أن التصريحات الإسرائيلية، حول علاقة «القسام» بما يجري في سيناء، «محض أكاذيب وتلفيق، ومحاولة جديدة لخلط الأوراق وزرع الفتنة والفوضى».
وكان منسق شؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية الجنرال «يوآف مردخاي»، قد اتهم كتائب «القسام» بالضلوع في الهجمات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة المصرية في محافظة شمال سيناء، الأربعاء الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات .
وأضاف «مردخاي» أن كتائب «القسام» تربطها علاقة وثيقة مع تنظيم «الدولة الإسلامية».
يشار إلى أن حركة «حماس» استنكرت في وقت سابق، الهجمات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة المصرية في محافظة شمال سيناء، وقال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، في تصريحات متلفزة مساء أمس الجمعة: «ندين الهجمات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة المصرية، هذه الهجمات تضر بأمننا».
وشهدت سيناء الأربعاء الماضي، سلسلة هجمات، أسفرت عن مقتل أكثر من 70 جنديا إضافة إلى عدد من المسلحين، بحسب وسائل إعلام محلية وغربية، ومصادر أمنية وطبية مصرية، فيما يقول الجيش المصري إن قتلاه 17 فقط، ولم تعلن الشرطة حتى اليوم عن عدد قتلاها.
وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيان نشر باسم «ولاية سيناء» أن عناصر التنظيم تمكنوا من تنفيذ عدة هجمات على 15 موقعا أمنيا وعسكريا لما وصفه بــ«جيش الردة».
وعقب الهجوم، تقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، ووزير دفاعه «موشيه ياعالون»، بتعازيهما للحكومة المصرية، وأسر المصريين الذين قتلوا في تلك العمليات.
وقال «نتنياهو» في بيان له: «نتقدم بخالص التعازي إلى مصر حكومة وشعبا، وإلى أسر المصريين الذين قتلوا، على يد هذا الإرهاب الوحشي».
وأضاف «نتنياهو» قائلا إن «الإرهاب بدأ يقرع أبوابنا، لذلك فان إسرائيل، ومصر، ودولا أخرى كثيرة، في الشرق الأوسط والعالم تقف في خندق واحد لمحاربة الإرهاب الإسلامي المتشدد»، مؤكدا: «نحن شركاء مع المصريين ودول أخرى كثيرة في الشرق الأوسط والعالم في المعركة ضد الإرهاب الإسلامي».
من جانبه قدم وزير الدفاع الإسرائيلي «موشيه ياعالون» تعازيه الىمصر، مؤكدا أنه يشاطرها الأسى والحزن.
وكان موقع «والا» الإسرائيلي، قد أكد الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على طول الحدود مع مصر، مشيرا إلى أن طائرات السلاح الجو الإسرائيلي تجوب المنطقة، بسبب الهجمات التي شهدتها سيناء.
ووفقا للموقع، فقد حذر الجيش الإسرائيلي المزارعين من العمل بالقرب من الجدار، خوفا من إصابتهم بنيران من الجانب المصرية، مضيفا أنه تم إغلاق معبري «كرم أبوسالم» و«نيتسانا» بين مصر و(إسرائيل).
وأعلن التليفزيون الإسرائيلي، الخميس الماضي، أن جيش بلاده، وافق على كل طلبات مصر بتعزيز قواتها في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، عقب الهجمات الدامية التي شهدتها.
يشار إلى أنه، بموجب معاهدة السلام، التي وقعت عام 1979 بين إسرائيل ومصر، فإنه يتعين على مصر الحصول على موافقة الاحتلال الإسرائيلي على زيادة عدد قواتها في سيناء.
يذكر أن المعلق الإسرائيلي «أمير تيفون» وصف عهد الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» بأنه «العصر الذهبي للعلاقات المصرية الإسرائيلية»، كما عبر المستشرق «إيلي ريخس» عن تجذر الإحساس الصهيوني بأن «السيسي» هو امتداد أكثر تطرفا لمبارك، حيث قال: «عندما يكون هناك السيسي فلا حاجة لمبارك».
وكان «السيسي» قد عبر في حوار سابق مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مدي الثقة المتبادلة بين الجانب المصري والإسرائيلي، وأكد أنه يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «كثيرا»، ويؤكد له له أن تحقيق السلام مع الفلسطينيين سوف يكون «حدثا تاريخيا» له ولإسرائيل وأن مصر مستعدة لتقديم المساعدة في هذا الصدد.